رسالة
يَا هَاجِرِي أَيْنَ الزَّمَانُ الْعَتِيقْ
وَمَوْعِدٌ حُلْوٌ وَعَهْدٌ رَفِيقْ
أَيَّامَ رَوَّيْنَا اللَّيَالِي مُنًى
وَالضَوْءُ فِي أَقْصَى الْفَضَاءِ السَّحِيقْ
تَعْبَثُ بِالصُّبْحِ مَوَاعِيدُنَا
فَالصُّبْحُ فِي مَا نَتَمَنَّى غَرِيقْ
أَيَّامَ يَنْهَلُّ عَلَى رَغْبَةٍ
مِنَّا فَضَاءٌ بِالضِّيَاءِ الدَّفِيقْ
أَوْ يَخْتَفِي حُرْمةَ أَعْرَاسِنَا
خَلْفَ حِجَابٍ مِنْ غَمَامٍ رَقِيقْ
•••
أَمَاتَ ذَاكَ الْحُبُّ مَاتَ الَّذِي
سَلْسَلَ نَفْسِي فَجْرَ شِعْرٍ طَلِيقْ
وَأُطْفِئَتْ شُعْلَتُنَا وَارْتَوَتْ
مِنَّا اللَّيَالِي وَالصَّبَاحُ الْفَتِيقْ
وَأَقْبَلَ الْعُمْرُ شِتَاءً عَلَى
أَجْوَائِنَا وَالثَّلْجُ عُرْضَ الطَّرِيقْ
يَا هَاجِرِي مَا زِلْتُ صِنْوَ الصِّبَا
أَرْفُلُ فِي أَرْدَانِهِ بِالْعَقِيقْ
لَيْلِيَ كَأْسٌ وَأَنَا الشَّارِبُ الْـ
ـحُبَّ رَحِيقًا قَبْلَ كَوْنِ الرَّحِيقْ
فَعُدْ إِلَى مُضْنَاكَ وَاشْرَبْ كَمَا
كُنْتَ بِكَأْسِي وَتَمَلَّى الْبَرِيقْ
عُدْ يَسْعَدِ الْوَرْدُ بِنَا مَرَّةً
أُخْرَى وَيَنْدَى طِيبُهُ الْمُسْتَفِيقْ