سكرى
أَمِنْ لُهَاثِي أَمْ لُهَا
ثِ الْخَمْرِ جَوِّي عَطِرُ
وَمَنْ تُرَى بِأُخْتِهَا
سَكْرَى عَرَاهَا الْخِدْرُ
تَمُرُّ بِي أَخْيِلَةٌ
هَائِمَةٌ وَصِوَرُ
دَائِرَةٌ فِي خَاطِرِي
وَخَاطِرِي مُنْدَثِرُ
فَمِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا
هَيَاكِلٌ تَنْتَشِرُ
وَمُقَلٌ مُطْفَأَةٌ
يُغِيمُ فِيهَا الْحَوَرُ
وَمُقَلٌ مُقْفِرَةٌ
شَاخِصَةٌ لَا تُبْصِرُ
تَهْزَأُ مِنْهَا شَفَتِي
وَأَدْمُعِي تَغْتَفِرُ
فَفِي ضُلُوعِي نَغَمٌ
للهِ وَهْوَ يَهْدِرُ
•••
آمَنْتُ بِالْخَمْرِ بِمَا
تُوحِي وَمَا تَبْتَكِرُ
أَنْ طَلَعَتْ مُجْلَوَّةً
يَحْلُو عَلَيْهَا السَّمَرُ
وَتَلْمَعُ الْآمَالُ فِي الْـ
ـكَاسِ وَيَغْفُو الْقَدَرُ
أُشْفِقُ أَنْ أَمَسَّهَا
بِشَفَةٍ وَأحْذَرُ
لَكِنَّهَا لِخَاطِرِي
وَلِفُؤَادِي نُشُرُ
يَنْزِلُ مِنْ لَأْلَائِهَا
بَيْنَ ضُلُوعِي غَمْرُ
فَأَيْنَ يَا أَخْطَلُ مِنْـ
ـهَا مَا حَوَتْهَا جُدُرُ
وَيَا ابْنَ هَانِي لَيْتَكَ الْـ
ـيَوْمَ بِنَا وَتَنْظُرُ
أُغْرِقُ يَوْمِي فِيكَ يَا
خَمْرُ فَلَا أَذَّكِرُ
وَيَفْتَدِي لِي مِنْ حَوَا
لَيْكَ رَبِيعٌ خَضِرُ
وَكَرْمَةٌ رَيَّا وَأَنْـ
ـفَاسٌ لَهَا وَعَنْبَرُ
وَوَشْوَشَاتٌ وَأَحَا
دِيثٌ وَنَجْوَى أُخَرُ
فَأُرْسِلُ الضِّحْكَةَ حَتَّى
يَسْتَفِيقَ الْحَجَرُ
أَضْحَكُ مِنْ نَفْسِي وَمِنْ
هَوَاجِسِي وَأُكْثِرُ
أَضْحَكُ حَتَّى يَنْقَضِي
لَيْلِي وَيَأْتِي السَّحَرُ
فَإِنْ أَتَى فَغُصَّةٌ
وَأَدْمُعٌ وَذُكَّرُ
كَأَنَّ مَا بِي نَغَمٌ
مُشَوَّهٌ مُزَوَّرُ
يَا ضَرَّتِي عِنْدَ الْمَعَا
مِيدِ زَهَاكِ الْكِبْرُ
مَرَّ عَلَيْنَا وَعَلَيْـ
ـهِمْ فِي التَّصَابِي عَصْرُ
فِي وَهْمِهِمْ أَنَّا دُمًى
يُلْهَى بِنَا وَيُقْمَرُ
وَنَحْنُ لَوْ يَدْرُونَ يَنْـ
ـبُوعُ مُنًى مُفَجَّرُ
يَقِينُهُمْ مِنَّا وَأَفْـ
ـرَاحُهُمُ وَالْعُمْرُ
نُنْشِئُهُمْ فِي الْحُبِّ وَالـ
ـلَّذَّاتِ ثُمَّ نُقْبَرُ
نَهَبُهُمْ أَطْيَبَ مَا
يَصْبُو إِلَيْهِ الْبَشَرُ
هُمُ الدُّمَى بَيْنَ يَدَيْـ
ـنَا وَالصِّغَارُ الْغُرَرُ
•••
مُرِيدُنَا لَيْسَ لَهُ
فِي مَا عَدَانَا وَطَرُ
نَحْنُ أَغَانِيهِ وَنَجْـ
ـوَى قَلْبِهِ وَالْخُبَرُ
مَا الْأَرْضُ لَوْلَانَا وَمَا
رَبِيعُهَا الْمُنَوَّرُ
إِنْ هِي إِلَّا سَبْسَبٌ
قَفْرٌ وَفِكْرٌ مُقْفِرُ