شهوة اليأس
عَدِمْتُكَ مِنْ أَمَلٍ مُوجِعِ
ثَوَى وَتَنَفَّسَ فِي أَضْلُعِي
مَعِي فِي الْغَدَاوَاتِ إِمَّا غَدَوْتَ
وَفِي ظُلُمَاتِ اللَّيَالِي مَعِي
فَيَا هَاتِفًا وَاعِدًا بِالصَّبَاحِ
مَضَى الْعُمْرُ وَالصُّبْحُ لَمْ يَطْلُعِ
عَرَضْتَ الْفُتُونَ عَلَى نَاظِرِي
وَهَمْهَمْتَ سِرَّكَ فِي مَسْمَعِي
وَهَا أَنَا مِنْكَ عَلَى مَوْعِدٍ
لَهُ الْوَيْلُ مِنْ مَوْعِدٍ مُزْمَعِ
تَهُمُّ وَيُثْنِيكَ مَا لَسْتُ أَدْرِي
وَمَا لَا أُحِسُّ وَمَا لَا أَعِي
فَيَا عَجَبًا لَكَ مِنْ آمِرٍ
وَيَا عَجَبًا لَكَ مِنْ طَيِّعِ
كَأَنَّ وُعُودَكَ لِي وَمُنَايَ
سَرَابٌ تَأَلَّقَ فِي مِهْيَعِ
مَحَا الِانْتِظَارُ بَقَايَا الْيَقِينِ الْـ
ـقَدِيمِ بِنَفْسِي وَلَمْ أُقْلِعِ
فَهَاتِ حَنَانَيْكَ هَاتِ الْقُنُوطَ
يَعُدْ بِي إِلَى زَمَنِ الْأَدْمُعِ
أَلَمْ يَكْفِ مَا بِيَ مِنْكَ شَقَاءً
تَوَغَّلَ فِي مُهْجَتِي يَرْتَعِي
عَرَضْتَ الْفُتُونَ عَلَى نَاظِرِي
وَهَمْهَمْتَ سِرَّكَ فِي مَسْمَعِي
وَلَوْ أَنَّنِي أَسْتَطِيعُ لَبُحْتُ
وَأَقْصَيْتُ هَمَّكَ عَنْ مَضْجَعِي
وَلَكِنَّ سِرَّكَ لَيْسَ يَلُمُّ الْـ
ـخَيَالُ بِمَكْنُونِهِ الْمُمْنَعِ