موت الطيور
إِنَّمَا الطَّيْرُ صَلَاةٌ وَغِنَاءْ
ثُمَّ تَمْضِي وَعَلَى الدُّنْيَا الْعَفَاءْ
حَسْبُهَا مِنْ غَمَرِ الْأَمْوَاهِ مَا
يُطْفِئُ الْغُلَّةَ مِنْ غَيْرِ ارْتِوَاءْ
وَمِنَ الْغَابَاتِ غُصْنٌ مُورِقٌ
يَغْمِسُ الْخُضْرَةَ فِي الرَّحْبِ الْفَضَاءْ
•••
تُنْبِتُ الطَّيْرُ الْأَمَانِي فَعَلَى
كُلِّ شَيْءٍ أَمَلٌ مِنْهَا مُضَاءْ
لِلرَّبِيعِ الطَّلْقِ مِنْ أَنْفَاسِهَا
ذَلِكَ التِّيهُ وَتِلْكَ الْخُيَلَاءْ
وَالضِّيَاءُ السَّمْحُ لَوْلَا وَجْدُهَا
وَتَنَادِيهَا لَمَا شَعَّ الضِّيَاءْ
وَالْمَسَاءُ التَّعِبُ الْحَالِمُ إِنْ
لَمْ تُغَنِّ الطَّيْرُ لَا يَغْفُو الْمَسَاءْ
فَكَأَنَّ الْأَرْضَ لَوْلَا شَدْوُهَا
وَكَأَنَّ الْكَوْنَ قَفْرٌ وَشِتَاءْ
وَتَمُوتُ الطَّيْرُ لَا يَنْدُبُهَا
نَادِبٌ مُنْتَحِبٌ تَحْتَ السَّمَاءْ
تَنْتَهِي كَالطِّيبِ لَا نَوْحٌ وَلَا
مَأْتَمٌ حَفْلٌ وَلَا رَجْعُ بُكَاءْ
تَنْتَهِي فِي أَيِّ أَرْضٍ تَنْتَهِي
وَعَلَى أَيِّ أَمَانِيهَا الثَّوَاءْ
أَتُرَى يَسْتَأْثِرُ الْيَمُّ بِهَا
وَالصَّحَارِي أَمْ يُوَارِيهَا الْهَوَاءْ
تَنْتَهِي لَا يَعْرِفُ النَّاسُ وَلَا
يَسْأَلُ النَّاسُ مَتَى حَمَّ الْقَضَاءْ
فَكَأَنْ لَمْ تَرْفَعِ الصَّوْتَ وَلَمْ
تَمْلَأِ الْأَنْفُسَ بِشْرًا وَرَجَاءْ