الملحق الأول
التلفيف المُسنَّن
فصل الأنماط

الربط
الإشكاليات النظرية في نظرية فصل الأنماط
- أولًا: من وجهة نظر تطورية، من غير المؤكد أن التلفيف المُسنن قد تطور في المقام الأول ليقوم بفصل الأنماط. فيشير العديد من الأدلة إلى أن التلفيف المُسنن تطور بصورة مستقلة في الثدييات؛ إذ لا تمتلك الطيور بِنية مماثلة شكلًا لتلفيف الثدييات.9 وكما تناولنا في الفصل السابع، يتمتَّع بعض الطيور (التي تخزن الطعام) بذاكرة مكانية ذات سعةٍ فائقة. فهي تخزن الطعام في آلاف المناطق المختلفة وتستعيد معظمه بنجاح بعد عدة أشهر بناءً على ذاكرتها المكانية. وهذا يعني أن هذه الطيور قد وجدت طريقة لتمثيل العديد من الذكريات مع القليل من التداخُل دون وجود تلفيفٍ مُسنن. فلماذا إذن تطوَّرت بِنية بهذه الضخامة (التلفيف المُسنن) لدى الثدييات بينما كان هناك حل أبسط لتعزيز سعة تخزين الذاكرة؟10
- ثانيًا: تتعلق نظرية فصل الأنماط بفصل الأنماط الثابتة، ولكن من الواضح الآن أن شبكة CA3 تُمثل الذكريات المُتسلسلة أيضًا (مثل المسارات المكانية؛ انظر الفصل الثالث). بالنسبة إلى الأنماط الثابتة، من المُرجَّح أن تؤدي التفرعات العصبية المُمتدة من شبكة أصغر إلى أخرى أكبر إلى تقليل التداخُلات بين الأنماط من خلال إعادة التشفير التوسعي (انظر الشكل ). غير أن تأثير إعادة التشفير التوسعي على فصل التسلسُلات ليس مباشرًا؛ لأن تسلسل النشاط العصبي لا يعتمد فقط على المدخلات الواردة، ولكن أيضًا على الديناميكيات الداخلية للشبكة العصبية.
- ثالثًا: من الصعب التوفيق بين فصل الأنماط والمرونة المشبكية (تغيُّر في قوة الربط العصبي) الموجودة في التلفيف المُسنن.11 تشير المرونة المشبكية في التلفيف المُسنن إلى أنها تلعب دورًا في تشفير الذكريات الجديدة. ويعتقد العلماء أن الشبكة العصبية تُخزن الذكريات بطريقةٍ متداخلة وموزَّعة من خلال تغيير قوى الاتصال بين الخلايا العصبية (انظر الشكلين ٤-٣ و٨-١). بعد ذلك، ستُعَزَّز تلك المشابك العصبية التي تنشط عن طريق مدخلات مُتشابهة، تعزيزًا متكررًا (هذا هو أحد الأُسس العصبية لعملية التعميم، انظر الفصل الثامن). وبناءً على ذلك، ستقوم الشبكة العصبية عند التعرُّض لمدخلات متشابهة بدرجة كافية باستكمال الأنماط (أي جعل المدخلات المُتشابهة أكثر تشابهًا) وليس فصل الأنماط (أي جعل المدخلات المتشابهة أكثر اختلافًا). وبافتراض أن التلفيف المُسنن يُخزن الذكريات وفقًا لهذا المخطط العام، فإن المرونة المشبكية ستضرُّ بالدور المُفترض للتلفيف المُسنن في فصل أنماط الإدخال المتشابهة إلى أنماطٍ متمايزة.
إيجازًا، باستثناء فكرة إعادة التشفير التوسعي، فإن الأُسس النظرية لنظرية فصل الأنماط واهية. كما فشلت الدراسات التجريبية في تقديم أدلةٍ واضحة على فصل الأنماط. على سبيل المثال، على الرغم من أن العديد من الدراسات أظهرت أن التلاعُب بالتلفيف المُسنن يضعف قدرة الحيوان على التمييز بين مُثيرين متشابهين (مثل موقعين مكانِيَّين متقاربين)، فإن مثل هذه الاختلالات السلوكية قد تنجم عن عوامل عديدة. قد يكون ضعف التمييز السلوكي ناتجًا عن ضعف فصل الأنماط؛ ولكنه قد يكون ناتجًا عن اختلالات في عمليات عصبية أخرى، مثل ضعف ربط المدخلات الحسية الواردة. يرجى الاطلاع على ورقتنا البحثية المشار إليها بالفعل في الملاحظات لمزيد من المناقشات التفصيلية حول هذه المسألة.