كتاب السبرمان
ربما كان كتاب «الإنسان والسبرمان» الذي ألَّفه برنارد شو في سنة ١٩٠٣ أعظم مؤلفاته، وهو مقدمة، ثم درامة، ثم كتيب ألَّفه أحد أشخاص هذه الدرامة عن الثورة، ثم كتيب آخر هو مجموعة من الحِكم والأمثال الثورية، ومجموع ذلك في طبعة بنجوين يبلغ ٢٨٦ صفحة.
والكتاب الذي ألَّفه أحد أشخاص الدرامة هو بالطبع من تأليف شو نفسه.
والدرامة لا تُمَثَّلُ كاملة؛ إذ يحذف منها عادة أخطر فصولها وهو الفصل الفلسفي، ولكن الكتاب — أي المجموعة — يُقْرَأُ كأي كتاب.
وأنا هنا ألخص الكُتَيِّبَ الذي زعم برنارد شو أن أحد أشخاص الدرامة قد ألَّفَهُ؛ إذ هو لُبَابُ الدرامة.
إن جميع الممتازين بدأوا حياتهم ثائرين، وأعظم هؤلاء الممتازين يزدادون ثورة كلما تقدَّموا في السن، وإن لم يكن هناك من يظن أنهم يعودون محافظين، وإنما ذلك لأنهم يفقدون إيمانهم بالأساليب المألوفة في الإصلاح.
إن الرجل الذي يخلص في دينه يُعَدُّ هرطيقًا (زنديقًا) أي ثائرًا.
إيمانُ إنسان، لا يزال دون الثلاثين من العمر، وعلى شيء من المعرفة بالنظام الاجتماعي القائم، ثم مع ذلك ليس ثائرًا؛ يعد ناقصًا.
ومع ذلك لم تخفف الثورات من أعباء المظالم، وقصارى ما فعلته أنها نقلت هذه الأعباء إلى عاتق آخر.
١
كان توكُّل الإنسان على قوَّة سماوية تُعِينُهُ على صعوبات الحياة كسلًا وجبنًا، وعليه منذ الآن أن يحمل العبء بنفسه بدلًا من أن يحيله على قوة سماوية، وليس هذا ممكنًا فقط وإنما هو السبيل الوحيد الذي أمامه.
وما تحقق من تغيُّرات في المجتمعات، والحكومات، والتعليم، والغيبيات، والطبيعيات، إنما هو تغيرات عقيمة ينطبق عليها المثل الفرنسي «كلما زاد التغير بقيت الأشياء كما كانت»؛ أي بقي الإنسان كما هو وكما كان.
وإنما التغيرات الحقيقية هي تلك التي اتَّخَذَ فيها الإنسان مقام الآلهة حين خلق من الثعلب أو الذئب كلبًا، ومن الثمار البرية العفصة ثمارًا طرية حلوة، ومن جواد الجر الثقيل مهرًا خفيفًا للسباق.
إن التغير هنا صادق: سلالة جديدة من الحيوان أو النبات ظهرت من سلالة قديمة، أما تغيير المجتمع والحكومة … إلخ، فلم يغير الإنسان.
لقد أردنا التغيير في الحيوان وغيَّرناه.
ولكننا هنا نعرف لماذا نغير؛ ذلك لأننا نعرف ماذا نهدف إليه، كلب أنيس من الذئب أو الثعلب، أو جواد للسباق، أو ثمرة حلوة تؤكل.
ولكننا في الإنسان، حين نرغب في إيجاد سلالة جديدة منه، لا نعرف ما نهدف إليه، هل ننشد رجلًا وسيمًا، فيلسوفًا، رياضيًّا، مع امرأة جميلة سليمة تكون زوجته؟
والجواب: أن التجارب وحدها هي التي سترشدنا، وهي تجارب لا بد تحتوي الإصابة والخطأ.
ولكننا مع ذلك نتَّفق على أننا نحتاج إلى العقل المتفوق في السبرمان، ولكن العقل المتفوق لا يعني الفضائل العرفية وبين رجل الرياضة البدنية، فيجب أن نؤثر الثاني على الأول لأن أقل ما في الرياضي جسم سليم قوي أما الفضائل العرفية فليست لها قيمة أصلية إذ هي تختلف باختلاف البيئات.
٢
لن يأتي السبرمان، إلا إذا أرداته المرأة عن تفكير وتدبير.
إن أخطر ما في الإنسان هو ما نجهله إلى الآن فيه؛ ولذلك نحن نبدأ بحذف الناقصين، المعيبين، التافهين، وحرمانهم الأبوة ما دامت هذه العيوب واضحة وليس لها في هؤلاء الأشخاص ما يقابلُها من ميزات توازنها وتبرر حقَّهم في الأبوة.
وعلينا مع ذلك ألَّا نقع في الخطأ فنقول إن أبناء الزواج الموفَّق يكونون على الدوام مواطنين صالحين؛ إذ من المرجح أننا يمكننا أن نحصل على نتائج حسنة من التلاقح بين اثنين غير زوجين بل لا يليقان للمعاشرة الزوجية.
وليس هناك — سواء في إنجلترا أو أمريكا — من يستطيع قبول فكرة التلاقُح بلا زواج بغية ارتقاء السلالة البشرية وإيجاد سلالة تتجدد جيلًا بعد جيل نحو هدف السبرمان، والاعتقاد العام أن غاية الزواج هي إنجاب الأطفال، مع أن هذا ليس هو الواقع؛ لأن الزواج قبل كل شيء معاشرة قد يرافقها إنجاب الأطفال أو لا يرافقها، والأطفال في الزواج، يأتون جزافًا بلا أدنى تفكير في تحسين السلالة البشرية.
لا بد إذن من إنجاب السبرمان بطريق آخر غير الزواج.
٣
يروي لنا برنارد شو في هذا الفصل قصة «مجتمع أونيدا» الذي أُسِّسَ في ١٨٤٨، سنة الثورات التي اشتعلت فيها الأفكار في أوربا وأمريكا.
وزعيم هذا المجتمع هو «ألفريد نويس» من أبناء الولايات المتحدة، وكان قد درس الإنجيل وفهم منه أنه يدعو إلى الشيوعية وأن الإنسان لا يمكنه أن يكون إيثاريًّا يُؤْثِرُ على نفسه أو يساوي بينه وبين سائر مجتمعه إلا إذا ألغى الامتلاك الفردي على نحو ما فعل تلاميذ المسيح.
وكان هذا المجتمع يتألَّفُ من نحو ثلاثمائة شخص عاشوا معًا في أمريكا دون أن يعرف واحد منهم أنه يملك شيئًا من عقار أو منقول، وكان ألفريد نويس يزعم أن هذا المجتمع هو «ملكوت الله» الذي ذكره المسيح.
وعاش أفراد أونيدا يعملون وينتجون للمجتمع، وقد ألغوا الزواج وصار التناسل بينهم وفقًا للاختيار الحر بين الجنسين.
وعاش هذا المجتمع ثلاثين سنة بقوة زعيمه نويس الذي قاده إلى هذا النظام، ولكن لمَّا أحس نويس أنه يقترب من الموت خشي الفوضى على مجتمعه، فعاد به قبل موته، إلى النظام الانفرادي في الممتلكات والزواج.
والعبرة التي يستخلصها برنارد شو من مجتمع أونيدا هذا أنه يمكن الرجل العبقري أن ينكر الأخلاق العرفية بغية الوصول إلى هدف أعلى مما تتيحه المجتمعات المتمدنة، ولكن لمَّا كان الناس في مجموعهم دون المستوى الذي يبلغه العبقري فإنهم عندما يفقدون القيادة العالية التي توجههم يعودون إلى حضيضهم السابق.
وبرنارد شو يعرض لمجتمع أونيدا باعتبار أنه فكرة وليس نظامًا، كما سبق له أن عرض لابنتي لوط اللتين حملتاه، وهو سكران، على الاتصال الجنسي بهما كي تحافظا على النسل، وهو يذكر حادث لوط ومجتمع أونيدا كي يدلل على أن الأخلاق العرفية في الزواج والامتلاك، ليست هي الأخلاق المُثلى والتي يجب أن نتجمد بها كأنها خالدة.
والتغيير ليس ممكنًا فقط بل هو واجب، وإنما يقع هذا الواجب على عاتق الزعيم العبقري وحده الذي يحدد المجتمعات، وليس هذا من حق العامة أو الجمهور؛ أي إنه ليس من حق الأفراد العاديين.
٤
ويمدح برنارد شو مجتمع أونيدا، ويقول إنه في المدة التي عاش فيها نويس وهو يتزعم هذا المجتمع عمَّت السعادة جميع أفراده، وزاد إنتاجهم، وارتفعت معاملتهم للأطفال، وقلَّتِ الوفيات إلى أقل عدد.
ولكنه يعترف بأن أفراد الجماهير تنشد السبرمان، أي الإنسان الأعلى في الخيال، فتصف أبطال تاريخها كما لو كان كل منهم الإسكندر، وتضفي صفات القداسة على الأفذاذ من رجال الدين، لكن هؤلاء الأفراد يرفضون التدخل من أحد في عاداتهم المألوفة في الزواج، بحسبان أن هذا التدخل سيحرمهم مسرَّات الزوجية أو ينقصها، وهم يهبون في وجوه دعاة التغيير ويصفونهم بأنهم فاسدون مفسدون قد انحلت أخلاقهم، ولكن إذا وثقوا بأن الزواج ممكن، وأنه سيدوم ويتوافر، وأن كل ما سيؤدي إليه التغيير هو قصر التناسل على الممتازين من الشعب، إذا وثقوا من ذلك فإنهم يقبلون التغييرات التي يقتضيها النظام الاجتماعي الذي سوف يهيَّأ كي يرتقي الشعب، وترتقي البشرية، بتقييد حق التناسل على الرجل الممتاز والمرأة الممتازة ويحرم غير الممتازين التناسل، ولكنهم لا يحرمون الزواج.
وهنا يقول برنارد شو: إن أعظم المخترعات في القرن التاسع عشر هو الأدوات التي تُستعمل لمنع التناسل؛ لأن هذا المنع سيغير البشرية في صلب الإنسان، أي يغير جسمه وعقله، أما سائر المخترعات فليس لها هذا الأثر إذ هي تغير وسطنا المتمدن ولكنها لا تغيرنا في تركيب أجسامنا.
وبكلمة أخرى يقول إن التناسل يجري في أيامنا جزافًا، ولكن طريقنا إلى السبرمان يقتضي أن نجريه بالتدبير والتنظيم.
٥
حاجتنا إلى السبرمان حاجة سياسية، حاجة محتومة.
السبرمان كلمة تحمل معنى التدرج، فهي تعني في عصرنا الرجل الممتاز الذي يبصر بالمستقبل ويتحسس طريقه إليه، وهو نادرة عصره، ورجل ناضج، دارس، له قيم خاصة وأفكار فذة، ولكنه قلَّما يستطيع قيادة الجماهير التي تحتاج إلى من يتملقها، ويشيد بلغة الخطابة، بالأخلاق والدين والتاريخ والتقاليد.
السبرمان في عصرنا نادر الظهور؛ لأن التناسل يجري فوضى بلا نظام، ولكنه — أي السبرمان — سوف يتكاثر في المستقبل حين يُنَظَّم الزواج بغية إيجاد النسل الأعلى، الجيل الذي يعلو على الجيل الذي سبقه في توافر الصفات البشرية العليا.
والسياسة هي في عصرنا تملق الجماهير، لأنها سياسة ديمقراطية، أي إنه لا يمكن تأليف حكومة إلا إذا رضي عنها الشعب، والشعب لا يمكن أن يرضى عن سياسي يدعوه إلى إيجاد نظام تناسلي أو زواج مقيد يهدف منه إلى السبرمان.
وهنا نجد أن برنارد شو قليل الإيمان بالديمقراطية، وهو يميل إلى شيء من الديكتاتورية الاشتراكية التي تملي على الشعب وتحمله، بل تجبره، على الارتقاء؛ ومن هنا إعجابه بهتلر بل أيضًا بموسوليني، وقد كان هذا بالطبع شططًا منه حمله عليه إيمانه بأن الجماهير راكدة ليس لها القوة الحافزة على الابتكار الجريء، وأنها لذلك تعوق نشوء السبرمان.
وبرنارد شو هنا لم يبصر بقوة الإنتاج، هذا الإنتاج الذي سيتوافر بحيث لا يحتاج من أحد إلى أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات في اليوم للعمل، ثم يبقى سائر النهار وبعض الليل بلا عمل، وهذه الحال التي تقترب إليها الشعوب المتمدنة ستحمل حكوماتها على أن تجعل التعليم العام، أي التعليم الذي يُفرض على كل شاب وفتاة، تعليمًا إجباريًّا من السنة الأولى في المدرسة الابتدائية إلى السنة الأخيرة في الجامعة، بحيث لن يخرج إلا حوالي سن الثلاثين وقد حصل على ثقافة تهيئه لأن يفكر التفكير الناضج، وأن يتقبل الأفكار الجديدة التي تؤدي إلى الارتقاء البشري العام، حتى ولو كان في هذه الأفكار ما يخالف تقاليده وعاداته.
٦
أولئك الذين يأنفون أو يستحيون من الحديث عن التناسُل واعتباره الأساس للعلاقة بين الجنسين، إنما يفعلون ذلك لأنهم لا يستطيعون الحديث في هذا الموضوع إلا بكلمات بذيئة عاهرة، فحياؤهم هنا هو عجز في التعبير ونقص في التربية، وبرهان ذلك أن الأطباء، أو المعلمين الذين يشتغلون بحياة الحيوان، يمكنهم أن يتناقشوا في حرية لغوية تامة عن موضوع التناسل؛ لأن كلماتهم التي يعبرون بها علمية، ولأنهم يلتزمون الحد والدروس في تناول الموضوع.
وعندما يُضاف إلى فقر اللغة فقر آخر مادي في المسكن والمأكل ووسائل العيش عامة، تكثر الأدران والأقذار، وتلابس الموضوع، فيكون الاشمئزاز الذي يمنع الحديث.
ولكن عندما يكون زواجنا نظيفًا، ومدننا نظيفة، ومعيشتنا نظيفة؛ فإن لغتنا عندئذ تكون نظيفة، ولن نأنف ولن نستحي من الحديث عن الشئون الجنسية والتناسل والزواج، وأن نوجه هذا الموضوع نحو الارتقاء البشري.
٧
عبارة «الارتقاء البشري» من العبارات الخادعة؛ ذلك أن الحضارة التي هيَّأت لنا المسكن الحسن والانتقال السريع والملابس الوفيرة ونظافة المياه والأمن ونحو ذلك، إنما هي جميعها ارتقاء في الوسط الذي نعيش فيه وليست ارتقاء في صميم أجسامنا وعقولنا، فنحن أرقى مساكن ممَّا كُنَّا قبل عشرة آلاف سنة حين كنا نعيش في كهوف، ولكن أجسامنا وعقولنا لا تزال على ما كانت عليه قبل عشرة آلاف سنة.
وقد انفجرت ثورات غيَّرت المجتمعات ولكنها لم تغير الإنسان، إنما يتغير الإنسان إذا تولَّيناه بالعقل الناضج والقصد الأرحب بحيث نهدف منه في قوانينه، وعاداته وأسلوب عيشه، وفلسفته، إلى أن يكون — جسمًا وعقلًا — في ارتقاء دائم يزداد صحة وذكاء جيلًا بعد جيل، وذلك قبل كل شيء عن طريق قصر التناسل، لا الزواج، على الأكفاء الممتازين.
٨
ما زلنا متوحشين، ودعوانا بأننا أرقى المتوحشين كاذبة؛ إذ لا تزال عقائدنا وأخلاقنا وعاداتنا متوحشة.
إننا ما زلنا نمارس في عقائدنا نأكل الإله كما يفعل المتوحشون، وما زلنا نمزق أعضاء الموتى، وقد فعلنا ذلك بجثة المهدي في السودان حيث ضرب كتشنر ضريحه بالمدافع.
وقد كان سلوكنا في حرب الصين، البوكسر، لا يختلف أقل اختلاف عن سلوك المغول والتتار.
وما زلنا نستخرج الاعترافات من المتهمين بالتعذيب.
وفي حربنا في أفريقيا الجنوبية كنا نجبر أقارب المعدمين بحضور «حفلة» الإعدام.
وكذلك فعل الأمريكيون في فيليبين.
ونحن نحكم بجلد المجرمين مائة جلدة، وألف جلدة، مع أن موسى قبل ثلاثة آلاف سنة كان يقنع بأربعين جلدة فقط.
وقد يقال إننا ألغينا الرق في القرن الماضي، ولكن الحقيقة أننا لم نلغه لأننا ارتقينا في الإنسانية على أسلافنا، وإنما لأنه لم يعد يصلح للإنتاج؛ إذ إن العامل المأجور ينتج أكثر من العبد المملوك.
وكل هذا الذي ذكرنا يدل على أن دعوانا في الارتقاء كاذبة، ولن نرتقي حتى نتطور إلى ما هو أعلى، أي حتى نتجه في الطريق الذي يسمو بنا إلى ظهور السبرمان من الإنسان.
٩
ليست المخترعات برهانًا على ارتقاء الإنسان؛ فإن ستيفنسون اخترع لنا القاطرة، ونحن جميعًا نستعملها دون أن نرتفع إلى مستوى ستيفنسون في الذكاء، ولكن لن نستطيع أن نكون مسيحيين إلا إذا كان كل فرد منَّا على مستوى المسيح نفسه في الأخلاق.
ركوبنا للقطار لا يقتضينا أن نكون أكثر تطورًا وارتقاء من أسلافنا الرومان أو المصريين القدماء، ولكن اتخاذنا للأخلاق المسيحية، بحيث تصير جزءًا من كياننا لا نجبر عليه بل نحبه، يعد تطورًا.
نحن نتحدث عن تأميم الإنتاج كالزراعة أو الصناعة، ولكن يجب أيضًا أن نفكر في تأميم التطور، أي التربية البيولوجية الانتخابية للإنسان، بحيث يرتقي الأحفاد على الجدود ويزداد الارتقاء جيلًا بعد جيل حتى يأخذ السبرمان مكان الإنسان.
نحتاج إلى وزارة للتطور يكون لوزيرها مقعد في مجلس الوزراء، ويكون هدف هذه الوزارة ألا نحيى فقط، بل نحيى أحسن، بتحسين السلالة البشرية وسن القوانين التي تؤيد هذا التحسين.
اعتبر مثلًا ما كانت تفعله الحكومة من منع المعلمات من الزواج؛ فإن هذا المنع قد تنتفع به الحكومة من حيث إدارة أعمالها، ولكن الضرر كبير حين نفكر، ونذكر أن أحسن النساء اللائي تعملن وعملن قد كافأناهن بالتعقيم مع حاجة التطور إلى أبنائهن، أليست المعلمة التي هدفت إلى الخدمة الجادة، ونجحت في مراحلها التعليمية، خير أُمٍّ تنجب الأطفال؟
إننا لا نسمح للملوك بأن يتزوجوا أو يختاروا زوجاتهم كما يشاءون؛ لأننا ننظر من خلال زواجهم إلى مصلحة الدولة، وهذا مع أن الملوك ليس لهم شأن كبير في سياسة الدولة، ولكن الشأن الكبير لأبناء الشعب العاملين؛ ولذلك يجب ألَّا نتركهم يتزوجون ويتناسلون كما يشاءون وفق أهوائهم، إذ يجب أن نذكر المصلحة التطورية للشعب من زواجهم وتناسلهم.