كلمات برنارد شو
-
ليس لنا الحق في أن نستهلك السعادة دون أن ننتجها، كما أنه ليس لنا الحق في أن نستهلك الثروة دون أن ننتجها.
-
لا تقاوم ميولك، جرب كل شيء، ثم التزم الأحسن.
-
ذلك الذي يقتل الملك، وذلك الذي يموت من أجله، كلاهما عابد أصنام.
-
الحرية تعني المسئولية، وهذا هو علة الخوف الذي يبديه معظم الناس منها.
-
احذر الرجل الذي لا يرد لطمتك؛ لأنه لن يغفرها لك، ولن تغفرها أنت له.
-
الاقتصاد السياسي والاقتصاد الاجتماعي كلاهما ألعوبة ذهنية، إنما حجر الفلاسفة هو الاقتصاد الحيوي: الاقتصاد للحياة.
-
من الخطر أن تكون مخلصًا ما لم تكن بليدًا.
-
كل من تجاوز الأربعين يعد من الأوباش.
-
قولنا: «العقل السليم في الجسم السليم» خطأ؛ لأن الجسم السليم هو ثمرة العقل السليم.
-
عندما يمارس المتوحشون المسيحية تمارس المسيحية الوحشية.
-
الحياة تسوي بين جميع الناس ولكن الموت يبرز المتفوقين.
-
إنما يحصل الناس على الحكمة بقدرتهم على الانتفاع من اختباراتهم وليس لمحض اختباراتهم.
-
الاعتدال لا يُمدح أبدًا لذاته.
-
لا يستطيع أثرى الأثرياء، في عالم يحفل بالقبح والتعس، أن يشتري بثرائه سوى القبح والتعس.
-
كلما امتلك الإنسان أكثر مما يستعمل زادت همومه.
-
أعظم الآلام هو ما ينشأ من إطالة اللذة الحادة.
-
الجنون هو أن ننشد السعادة والجمال.
-
ذلك الذي يرغب في أن يحيى طيلة عمره حياة السعادة من امرأة جميلة يشبه ذلك الذي يرغب في الاستمتاع بلذة النبيذ باستبقاء فمه مليئًا به.
-
في الشعب الأحمق يعد العبقري إلهًا، الجميع يعبدونه ولا أحد يعمل بإرادته، لو أن العظيم استطاع أن يجعلنا نفهمه الفهم الصادق لقتلناه.
-
الرذيلة هي التبذير في الحياة.
-
حب الاقتصاد هو الأساس لجميع الفضائل.
-
احذر الرجل الذي يقول إن ربه في السماء.
-
ليست الفضيلة أن نكف أنفسنا عن الرذيلة إنما هي ألا نشتهيها.
-
إن ما يؤمن به الإنسان ليس مذهبه الذي يفصح عنه، إنما هي مبادئه التي تحمله على السلوك والعمل.
-
السيد والخادم كلاهما ظالم، ولكن السيد يحتاج إلى الخادم أكثر مما يحتاج الخادم إلى السيد.
-
إذا عاملنا الخادم كما لو كان إنسانًا لما وجدنا منه أية فائدة.
-
أكثر الناس قلقًا في السجن هو السجان.
-
ما دامت عندنا سجون فليس من المهم أن نعرف من هم المسجونون.
-
السجن كالشنق لا يمكن أن نعالجه بعد وقوعه.
-
القتل بالمشنقة هو أسوأ أنواع القتل، لأنه يتم بموافقة المجتمع.
-
عندما يقتل الإنسان نمرًا فإنه يصف عمله بأنه صيد ورياضة، وعندما يقتل النمر إنسانًا فإننا نسميه حيوانية ووحشية، وليس الفرق بين الجريمة والقضاء أكبر من هذا.
-
أسوأ المربين هم الذين يحاولون أن يصوغوا أخلاق الصبي في قالب.
-
لا يمكن أي إنسان أن يتخصص تمامًا في علم ما دون أن يكون أبله.
-
الغاية الأساسية من الزواج هي التناسل كما قال الكتاب المقدس.
-
أعظم المخترعات في القرن التاسع عشر هو منع التناسل الذي يتيح الاتصال الجنسي ولكن بلا إخصاب.
-
الأمل هو نوع من المسئولية الأخلاقية.
-
إن خلف مسرحياتي علمًا اجتماعيًّا مدروسًا.
-
الفنان الصادق يؤثِر أن يترك زوجته جائعة، وأبناءه حفاة، وأمة تكد لتحصل على لقمتها وهي في السبعين، على أن يترك فنه كي يعمل عملًا آخر.
-
إني أفهم على الدوام من معنى الاشتراكية أنها إصلاحات اقتصادية معينة أرغب في أن تنفذ، وليست مبدأ من المبادئ.
-
لقد أصبح التطور دينًا، بل هو الآن دين القرن العشرين الذي نشأ من رماد الأديان والمذاهب الماضية، ولكنه لن يصير دين السواد من الأمة حتى تؤلف له أساطيره ومعجزاته وأمثولاته، ولا أعني بقولي «دين سواد» أن يفهمه سكان القرى فقط، بل أعني أن يفهمه الوزراء أيضًا، وليس من العقل أن ننتظر النور والإرشاد من الذين يُعَدُّونَ الآن من محترفي السياسة ورجال الحكومات؛ لأنهم ليسوا فلاسفة ولا أنبياء، إذ لو كانوا كذلك لكان همهم أن يفلسفوا ويتنبأوا بدلًا من أن يضيعوا وقتهم في ممارسة الحكم.
-
لما رأى الكاتب العظيم أميل زولا مبلغ العقم الذي أصاب التناسل في بلاده، وأزعجه ذلك، عمد إلى قلمه فألف كتابًا فصيح العبارة قوي الحجة في الدفاع عن مقام الأبوة والأمومة باسم «الخصوبة»، ولكن كتابه هذا اعتبر في إنجلترا غير لائق للترجمة وأن كل محاولة يُرَادُ منها شرح العلاقات بين الجنسين إلا من الناحية الغرامية الشهوانية يجب أن تقاوم.
-
هذا الحياء الذي تبديه الصحف لا يختلف من الحياء الذي يبدو من السامرين حول مائدة العشاء، وهو في حقيقته ليس شيئًا سوى نقص في التربية وصعوبة في التعبير، فنحن لا ننشأ على أن نفكر تفكيرًا نظيفًا طاهرًا عن هذه الموضوعات، وينتج من ذلك أننا نستعمل لغة فاسدة في التعبير عنها، ثم ننتهي إلى أن نصرح بأنه لا يجوز لنا أن نناقش هذه الموضوعات مناقشة علنية؛ وذلك لأن الألفاظ التي نستعملها في المناقشة لا تليق للاستعمال، على أن الأطباء الذين يستعملون الألفاظ الخاصة بحدود العلم لا يجدون هذه الصعوبة، وكذلك الحال في أساتذة اللغة الذين يحسنون التفكير، مثل أميل زولا في قصة «الخصوبة» أو تولستوي في قصة «البعث»، فإنهم يمكنهم أن يكتبوا دون أن يسيئوا أقل إساءة إلى القراء الذين يفكرون مثلهم تفكيرًا نظيفًا طاهرًا.
-
هذا المخلوق الذي يُسَمَّى إنسانًا والذي يعد في صميم عظامه جبانًا، عندما يعالج مصالحه الشخصية، يستحيل إلى بطل عندما يجد فكرة … وإذا أنت أوضحت له أنه سيؤدِّي عملًا يزعم أنه قد كلفه الله إياه، وأنه سيكون لهذا العمل أسماء جديدة عديدة، فإنه عندئذ يخاطر بكل ما يملك ولا يبالي ما سوف تكون النتائج في شخصه.
-
تخلصت من رشوة السماء.
-
إني أمقت مذهب الفداء إيمانًا بأن كرام الناس من الرجال والنساء يأبون أن يكفِّر أحد عن خطاياهم بأن يعاني هو موتًا قاسيًا.
-
بأي حق تجيز الأم لنفسها أن تدخن وهي تعنى بتربية طفلها، مع أنها تُمنع من التدخين حين تبيع التفاح أو المناديل، أو حين تجمع أثمان التذاكر في الأتوبوس؟ أليس من حقنا أن نترك عربة التدخين في القطار ونحن مشمئزين دون أن نذكر أمهاتنا؟
-
إني أجد حضارتنا سائرة إلى الدمار لإسرافها في حرية الفرد الذي نجيز له أن يكون كسولًا أو متلافًا، أو أن يجمع الثروة الضخمة بالاستغلال المهين للعمال، أو بتجويعهم، أو بحملهم على أن يبيعوا أعراضهم، أو على أن يرتكبوا الجرائم أو يفشوا الأمراض بين مواطنيهم، أو أن يكون أحدهم لصًّا يغش الأرامل واليتامى أو غيرهم من الآمنين بأن يحصل على مدخرهم فيبذره … إلخ.
-
العبقري ليس هو الرجل الذي يعرف أكثر من غيره أو يعمل أكثر من سائر الناس، ولم يحدث قَطُّ أن عاش عبقري ولم يتفوق عليه في هذين الشأنين عدد كبير من المغفلين الذين لا يُرجى منهم خير، إنما العبقري هو ذلك الذي يرى أهمية الأشياء ويميز بينها، ولولا ذلك لكان أي معلم خيرًا من المسيح نفسه.
-
لو أن مؤلف هذا الكتاب (أحد كتب شو نفسه) كان يشرب الخمر أو أي مخدر آخر لكان في الأغلب أروح لك، ولكنه كان يكون عندئذ أقل كثيرًا في قيمته الذهنية ومحاسبته الوجدانية؛ ولذلك كان يكون أكبر خطرًا على ذهنك.
-
أيما تغيير يلغي الفقر ويزيد الفراغ بين العمال سوف يلغي أيضًا الحاجة إلى المخدرات والخمور التي تبعث في النفس إحساسًا كاذبًا بالسعادة.
-
إن القاعدة التي يقول بها الطبيعيون: «الطبيعة تكره الخواء» تنطبق أيضًا على رأس الإنسان؛ إذ ليس هناك رأس فارغ … فإذا أنت تركت زاوية صغيرة فارغة في رأسك لحظة واحدة فإن آراء الناس غيرك ستندفع إلى ملئها … من الإعلانات والجرائد، والكتب، والقيل والقال، والخطب السياسية، والقصص والدرامات … فيجب أن تحرص على أن تفكر بنفسك ما استطعت.
-
نموت جوعًا إذا نحن كففنا عن العمل المنتج كل يوم، وإذا وجدت إنسانًا فارغًا لا يعمل فإن هناك من يعمل لنفسه وله، وإلا لما وجد أحدهما طعامه. ولذلك قال بطرس الرسول: «إذا لم يعمل الإنسان وينتج فإنه لن يجد ما يأكل.»
-
عقولنا هي عقول الجماعة، ومهما حاولنا الاستقلال في تفكيرنا فإننا مع ذلك لن نستطيع التخلص من التفكير الجماعي، وقصارى ما نستطيعه هو قشرة صغيرة من الاستقلال الفكري، بل إني لأقول إنك حين اشتريت كتابي هذا إنما فعلت ذلك كي أفكر أنا لك، ولكن الواقع أني لن أستطيع ذلك أكثر مما أستطيع أن أتناول لك عشاءك، وقصارى ما أفعل أني أطبخ لك عشاءك الذهني بأن أقدم لك مقدار ما فكرتُ وفكر غيري في الموضوع الذي تفكر أنت فيه؛ وذلك اقتصادًا لك في المجهود.
-
ما منفعة النقود؟ إنها تمكننا من أن نحصل على ما نريد بدلًا من أن نحصل على ما يظنه غيرنا نريده، وعندما تتزوج إحدى الفتيات يتقدم إليها أصدقاؤها بالهدايا بدلًا من أن يقدموا لها نقودًا، ونتيجة ذلك أنها تجد نفسها مثقلة بأدوات المائدة المكررة، أو بنحو ثماني ساعات، ولا تجد جوربًا واحدًا من الحرير، ولو أن أصدقاءها كانوا على تعقُّل وقدموا لها النقود بدلًا من الهدايا — كما أفعل أنا — ولو أنها هي أيضًا كانت على تعقل وقبلت النقود (وهي تقبلها على الدوام) لاقتصدت.
-
يمكننا تعليم الصبيان الجهل؛ إذ من السهل أن نكتب على ورقة بيضاء ما نشاء، ولكن أوراق المدارس التي يكتب عليها التلاميذ ليست بيضاء إذ هي تحفل بأبيات الشعر اللاتينية السخيفة، وبالشعارات والأمثال المهجورة، وبسخافات القرون الماضية وقماماتها، وبالتاريخ الحافل بالأساطير، وأيما إنسان يحاول محو هذه الأشياء يعاقَب، وإذا لم يمكن عقابه فإنه يلعن باعتباره عدو الله والإنسان. أما روسو، وفولتير، وتوم بين، الذين حرروا الشعوب، فيعدون ملحدين أشرارًا في مدارسنا العامة، وكذلك واشنطون وكارل ماركس ولنين يعدون مجرمين طغاة.
-
لا تقوم الحضارة إذا لم يكن لها قوانين ونظم واصطلاحات وقواعد، ولكن بعد أن تستقر كل هذه الأشياء يجب أن يكون هناك مجال للثورة والزندقة والشذوذ والابتداع والمخالفة؛ وإلا فإن الحضارة تتصدع وتنهار لأنها تعجز عن التكيُّف باكتشافات العلم ونمو الذهن، وعلى الحكومات أن تعاقب وتتسامح في وقت معًا، ولكن العقوبة والتسامح ليسا مبدأين؛ إذ على الحكومة أن تعرف متى تعاقب ومتى تتسامح وفق الظروف الجديدة.
-
جميع أولئك الذين يحققون امتيازًا في الحياة، يبدأون حياتهم ثوريين، والمتفوقون فيهم يزدادون ثورة كلما تقدَّموا في السن، وإن كان الوهم السائد عنهم أنهم يعودون محافظين، وعلة هذا الوهم أنهم يفقدون إيمانهم بالطرق المألوفة في الإصلاح.