حرف الألف
- اِبْنْ حَرَامْ: كناية عن ولد الزنا، ومثله: «ابن رضا» وقد يكنون بابن الحرام عن اليقظ النبيه الذي يَخدع غيره ولا يُخدع، وكذلك يكنون به عن الشرير المؤذي.
- اِبْنْ رُضَا: كناية عن ولد الزنا، ومثله: «ابن حرام»، وقولهم: رضا — بضم الأول وصوابه الكسر — يريدون به عكس معناه، وقد عبروا به هنا تحسينا للقول (المضاف والمنسوب للثعالبيِّ ص٢١٢ الفرق بين ابن السبيل وابن الطريق).
- اِبْنْ كُتْبَهْ: كناية عن المستغرق في المعاصي المستهتر بها، من قولهم: «مكتوب عليه ذلك»؛ أي مقدَّر.
- إتَّاوِب عَ النَّامُوسْ: إتاوب، أي تثاءب، والناموس: البعوض؛ كناية عن الفقر وعدم وجود ما يأكله، وكأنهم يريدون بتثاؤبه فتح فمه للبعوض ليدخل فيه فيجعله طعامه.
- إتْلَخْبَطْ غَزْلُهْ: كناية عن الارتباك الشديد، والمراد بالغزل هنا: شبكة صياد السمك، وهي إذا اشتبكت خيوطها واختلطت ارتبك في تخليص بعضها من بعض.
- أَجْرِ مْنَاوِلْ: يقولون: ليس لي في هذا الشيء إلا أجر مناول، أي لا آخذه لنفسي ولا يصيبني منه قليل ولا كثير، وإنما أنا واسطة لتوصيله لغيري، فأجري في ذلك على الله، وتعبيرهم بالأجر هنا يقصدون به التهكم، ومرادهم ليس لي في هذا الشيء إلا التعب في قبضه وتسليمه.
- إدَّارَى فِي ضِلِّ صُبَاعُهْ: إدَّارى: توارى، والصباع — بضم الأوَّل: الأصبع، كناية عن شديد الجبن والفزع، يقولون: «فلان يدَّارى في ضلِّ صباعه»؛ أي يختفي ويستتر إذا فزع، فإذا لم يجد إلا ظلَّ أصبعه توارى خلفه.
-
إدَّنْ فِي مَالْطَهْ: كناية عن عمل غير مثمر، وقول غير مسموع؛ لأنَّ مالطة سكانها غير مسلمين، فإذا
أذن فيها لا يجيبه أحد، أي لا حياة لمن تنادي.
وقد نظمه الشيخ محمد النجار المتوفى سنة ١٣٢٩ في مطلع زجل فقال:
أهل البلد طلعوا بمطلوعمشوه علينا بالبلطهوإن رمت تعمل عنه رجوعكنك بتدَّن في مالطه - أَشْكرَهْ خَبَرْ: كناية عن عمل الشيء جهرًا، يقولون: «عمل عملته» أو أكل في رمضان أشكره خبر، والأصل آشكار، وهي كلمة تركية معناها الشيء الظاهر للناس، وبعضهم يقول في أشكره: كشكرة فيزيدها تحريفًا على تحريف، وانظر: «عيني عينك» وانظر في الأمثال: «على عينك يا تاجر.»
- أَكَلْ فِي قَتَّهْ مَحْلُولَهْ: يقولون: «فلان بياكل في قته محلوله» كناية عن المبذر المسرف الذي لا يعرف قيمة ما بيده، والقتة في الوجه البحريِّ، أي الريف، وكذلك في المدن، يريدون بها القثاء وليست مرادة هنا، وأهل الصعيد يريدون بها التبن ونحوه، ويقولون للحزمة مما يشبهه: قتاية، وهي المرادة، أي فلان يسرف في ماله ويفرِّقه كما تبعثر الدابة علفها إذا كان من القتِّ الذي لم يحزم، فإنها لا تقتصد في أكله بل تبعثره وتتلف غالبه، وقد يكنون بذلك عن البدين الغليظ الجسم كأنه دابة تأكل من القتِّ المحلول؛ لأنها تتخير منه وتأكل ما تشاء لا يردُّها عنه رادٌّ فتغلظ وتسمن.
-
أَكَلْ لَحْمُهْ: كناية عن الغِيبة، ومثلها قولهم: «قطع في فروته» (انظر الآية الكريمة في سورة
الحجرات وهي: وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ
أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ،
وانظر بيت ابن خفاجة). وفي مطالع البدور في هذا المعنى، قال ابن تميم:
ولم أنسَ إذ بيت ليلًا هريسةوبتُّ لخوف النار أحمل همهافلما دنا الإصباح بادرت مسرعًالأكشف من غمي وأكشف غمهافصادفتها في حاجم النار قد عصتعليَّ فلم أسطع من الحرِّ شمهاوما أنا في شكٍّ بأن لو بدا بهافتور لغيظي كنت آكل لحمها١
- أَكَلْ وِشهْ: الوشُّ — بكسر الأوَّل وتشديد المعجمة: الوجه، كناية عن العتاب الشديد واللوم والتقريع، ومن طريف ما يُروى عن أحد ظرفاء العصر أنه أولم وليمة عرس ونسي دعوة بعض أخصائه، فلما قابلوه عاتبوه على إهماله لهم فقال: لا تعاتبوني فإني جعلت أصحابي قسمين: قسم يأكلون طعامي، وقسم يأكلون وشي.
-
إلي حيثْ: وهم ينطقون بالثاء هنا سينًا، أي لم يقلبوها تاء كعادتهم، كناية عن الذاهب لا
يودُّ رجوعه فهو كدعاء عليه، وأصله قول زهير:
لدي حيث ألقت رحلها أمُّ قشعم
(انظر شواهد همع الهوامع، فقد رواه السيوطي:
إلى حيث ألقت رحلها أمُّ قشعموراجع ما كتب بكرَّاس المعلقات عن هذا البيت).
- إنْقَطَعْ سَبْحُهْ: السبح: العوم، وهم لا يستعملونه إلا في الأمثال ونحوها، كناية عن نفاد جهده وانتهاء أمره (في ديوان الشيخ شهاب ص٣١٣ في ثالث بيت: انقطع سبحه)، وانظر قولهم: «انقطع وصله.»
- إنْقَطَعْ وَصْلُهْ: وصله يريدون به ما يصله ويمدُّه، كناية عن نفاد جهده وانتهاء أمره، ومثله: «انقطع سبحه» (في الكتاب رقم ٧٢٤ شعر ظهر ص١٧٧ زجل به: انقطع واصله).
- إيدْ مِنْ وَرَا وِإيدْ مِنْ قُدَّامْ: الإيد — بكسر الأوَّل: اليد، كناية عن مجيء شخص بلا شيء يحرِّك ذراعيه ولو كان معه شيء لحمله.
- إيدَكْ وِالْأرْضْ: كناية عن عدم وجود شيء، أي ليس إلا يدك والأرض فما عسى أن تأخذ، وفلان «إيدك منه والأرض» أي ليس معه شيء يُطمع في أخذه منه، وانظر: «سيخك والسلطيحه» في الأمثال، وانظر في الكنايات: «باطه والنجمه» و«السما والطارق.»
- إيدُهْ خَفِيفَهْ: كناية على تعوُّد شخص السرقة، والاختلاس (اذكر هنا أبيات الفرزدق التي بها أحذ يد القميص وهي في كناشنا ص٢٨ وانظرها في موضع آخر فيه، وانظر: سر الصناعة ص١٤٥، شفاء الغليل ص٨٨ خفيف الشفة وأحذ يد القميص).
- إيدُهْ مَفْتُوحَهْ: الإيد: اليد، كناية عن الجود، وانظر: «كفه مفتوح» ويقولون في عكسه: «إيده ناشفه.»
- إيدُهْ نَاشْفَهْ: أي جافة، كناية عن البخل، وانظر: «ما تخرِّش من إيده الميه» ويقولون في عكسه: «إيده مفتوحه» و«كفه مفتوح.»
- إيدُه وْرِجْلُهْ: كناية عن شخص يعوِّل عليه آخر، ولا يستطيع عمل أمر بدون مساعدته، فكأنه يده التي يعمل بها ورجله التي ينتقل بها، أي عضده.
- إيدِي عَلَى كِتْفَكْ: كناية عن الاستعداد للعمل والذهاب حيث يطلب منه، أي هذه يدي أضعها على كتفك لأتكئ عليك ونذهب معًا إلى حيث تريد.
١
ج٢ ص٥٨.