قَالْ وَاحِد وِسِتِّينْ: كناية عن إسراعه في الذهاب وهربه؛ كأنه عدَّ من خُطاه ستين في طفرة ثم
تجاوزها إلى ما بعدها، وبعضهم يقول: «قال واحد وثمانين»، وفي معناه: «حباله في
الهوا طارت» و«حط كتف» و«شمع الفتلة» و«ولع.»
قَامْ بِطِنُّهْ: أي قام بحاجته وثقله وما يلزمه، ويقولون: «فلان ما يقمش بطنه» أي لا يستطيع
النهوض بأثقاله و«فلان هو قايم بطنه» أي أهو قائم بذلك حتى تكلفه عمل ما لغيره،
(وفي المزهر ج١ ص١٣٧ قام بطن نفسه. وانظر في غاية الأرب في المجموع رقم ٣٦١ أدب
ص٢٥٠ لا يقوم بطنِّ نفسه).
قَدِّ القُولْ: أي هو على قدر ما قيل فيه، كناية عن عظم القدر والعزة، وقد يوجه الكلام
لمخاطب يعد بشيء فيقال له: أنت قدِّ القول، أي على قدر قولك، والمراد قادر على
الوفاء به.
قَدّْ وِقْدُودْ: القَدُّ — بفتح أوَّله وتشديد ثانيه — القدر، يقولون: «دا قد دا» أي هذا قدر
هذا ومثله، ويريدون بقدِّ وقدود الكناية عن كفاءة المرء وقدرته وجدارته بالأمر،
أي في مقدوره القيام به وزيادة.
قَرَا الْجَوَابْ مِنْ عِنْوَانُهْ: أي يقرأ الكتاب ويعرف ما فيه من نظره في عنوانه؛ كناية عن شدَّة الذكاء
وحدَّته، وفي معناه قولهم: «عرفها وهي طايره» أي الكلمة ومعناها، وقد ذكر في
الأمثال: «الجواب ينقري من عنوانه» وهو معنى آخر.
قَرَّايَهْ عَلَى بَلَاطْ: القراية أصلها القراءة، وهي عندهم مصباح صغير يوقد بالزيت ويقرأ عليه طلبة
العلم، ثم أُطلقت على هذا النوع من المصابيح وإن لم يُعدَّ للقراءة؛ كناية عن
فقر شخص وعدم وجود شيء عنده، فهو كمصباح وضع على البلاط، أي لا يملك ما يجلس
عليه، ومثله: «على البلاط.»
قَرْقَرْ فِي الْعَافِيَهْ: القرقرة؛ تُطلق عندهم على ما يبقى في قرارة الغربال من القمح، وتلقى غالبًا
للدواجن لأنها تكون غير نقية، وتطلق القرقرة أيضًا على تنقية تلك الحثالة،
يقولون: «فلانة بتقرقر» إذا كانت تفعل ذلك، والأصل في اللفظة القرار، ويراد
بالعافية: القوَّة وصحة الجسم، ومرادهم بالقرقرة فيها الكناية عن شدَّة الضعف
من مرض أو كبر، كأن الشخص صار يبحث فيما يبقى من قوَّته لما أضاع غلواءها
وشدَّتها.
قَطْعِ الْبَاطْ: الباط: الإبط كناية عن البطء في السير، يقولون: فلان ماشي بيقطع في باطه، أي
مبطئ في سيره لا يهتم إلا بتحريك ذراعيه، كأنه يقطع بذلك إبطيه من احتكاكهما
بهما (العرب تقول لمثله: الزوَّاك، وراجع أيضًا مادة زول باللام في
القاموس).
قَطَعِ الحَلِيبَهْ وِالرَّايْبهْ: كناية عن التناهي في الإساءة، أي لتناهيه في الشر وقطع كلِّ صلة ولم يُبْقِ
للصلح موضعًا، وقد يُكنى بذلك عن شؤم شخص فيقال: فلان يقطع الحليبة والرايبة،
أي إذا حلَّ بقوم حلَّ بهم شؤمه فقطع الخير عنهم، فهو في معنى قولهم: «وشه يقطع
الخميره من البيت» وقولهم: «وشه يقطع الرزق.»
قَطَعْ دَابْرُهْ: كناية عن كونه أذهبه وأخلى منه المكان، ولم يترك أثرًا من آثاره، والدابر في
اللغة: آخر كلِّ شيء، والعرب تقول في ذلك: «جذَّ الله دابرهم» أي استأصلهم وقطع
بقيتهم، يعني كل من يخلفهم ويدبرهم.
قَطَّعِ السَّلَكَاوِي ديلُهْ: الديل: ذيل الثوب، والسلكاويُّ — بفتحتين — يريدون به الذي ينظف أقصاب الدخان
من وضره الذي يعلق بها، جاءوا به هكذا في هذه الكناية فقط، والمعروف فيه عندهم
المسلكاتي، وقد اندرست هذه المهمة الآن بإبطال الأقصاب والاستعاضة عنها بتدخين
اللفائف، وكان من عادة المسلكاتي أن يطوف على الدور والحوانيت ومعه أسلاك من
الحديد مختلفة الغلظ والطول، فينظف الأقصاب لمن يريد بأجر زهيد، ومن العادة
أيضًا استخدام هذه الطائفة في ليالي الأعراس في ترتيب الأرائك والكراسي وسقي
الماء، ثم صاروا يلقبون بهذا اللقب من يختصُّ من الفرَّاشين بهذا الترتيب حتى
بعد زوال هذه المهنة، والمراد الكناية عن الشخص الكثير السهر في الأعراس
ونحوها، المتصف بالفجور وعدم الاستقامة لأنَّ مثله يكون كثير التعرُّض للإهانة
بدفعه وجذب ذيل ثوبه، فهو دائمًا مقطوع الذيل، ممزق القميص، لما يناله من الخدم
والفرِّاشين، إذا دعا أمر لطرده من العرس.
قَطَّعِ السَّمَكَه وْديلْهَا: الديل «بالإمالة» يريدون به الذَّنَب؛ كناية عن أنه عمل ما لا يُعمل ولم
يُبْقِ ولم يَذَرْ.
قَطَّعْ فِي فَرْوِتُهْ: الفروة: جلد شاة يُدبغ للجلوس عليه، كناية عن الغِيبة، ومثلها قولهم: «أكل
لحمه.»
قَطْعَهْ بَلَا وَصْلَهْ: كناية عن شدَّة الشبه بين شخصين، يقولون: «فلان زيِّ فلان قطعه بلا وصله» أي
كأنه قطعة قُطعت فجاءت مثل أخرى ولم تنقص فتحتاج لأن توصل، وفي معناه قولهم:
«لا جه من باب ولا راح من حيط» وقولهم: «عطس نزله من مناخيره.»
قَعَدْ لُهْ فِي الْخَط: هو كقولهم: «بلط» أي كسل عن العمل وتوقف عنه كلية.
قَفَاهْ يِقَمَّر عيشْ: انظر: «طلع قفاه» إلخ.
قَلِيلِ الطَّهْي: كناية عن عادم المعرفة الجلف، وليس المراد بقلة الطهي أي الطبخ الفقر، كما هو
المتبادر، بل يريدون قليل المعرفة بالطهي، أي طبخ الطعام كما ينبغي، ثم كنوا به
عمن لا يراعي الذوق في عمله ومعاملته.
قَمَّطْ الْحِكْمَهْ: الحكمة: يريدون بها التطبيب، وقمطها، أي ربطها بالقماط، كناية عن التشدُّد في
الرأي، والتزام ما لا يلزم.
قَهْوِةْ مجيرْيَهْ: مجيرية: قرية جنوبيَّ كفر الدوَّار، كناية عن التباطؤ في عمل شيء، وأصله على
ما زعموا أنَّ ضيوفًا نزلوا بهذه القرية فطبخوا لهم قهوة البنِّ ببصل مقلوٍّ في
السمن كالذي يصنعونه للطعام، وذلك لجهلهم بعمل القهوة، فضرب بهم المثل في كلِّ
قهوة يبطئ عملها للضيوف، فيقال: «هي قهوة مجيريه» أي أهي تلك القهوة التي يُقلى
لها البصل وتحتاج في عملها إلى وقت طويل.
قُولْ يا بَاسِطْ: كناية عن الحثِّ على ترك الحزن والكدر، أي ادعه تعالى باسمه الباسط يذهب عنك
ما أنت فيه.
قِيَامْ وِلِحْمَهْ: يقولون: «أكله قيام ولحمه» أي استحوذ على ما عنده ولم يُبقِ له شيئًا، وقد
يزيدون فيه: «ما خلاش حيلته حيله» والحيلة عندهم: الشيء القليل.