حرف الباء
- بَاضِتْ لُهْ فِي الْقَفَصْ: أي لم تَبِضْ دجاجته في الشجرة أو في مكان بعيد، بل باضت له في قفصه، كناية عن تيسر الأمور ومواتاة الحظِّ.
- بَاطُهْ وِالنِّجْمَهْ: باطه بمعنى إبطه، كناية عمن لا يملك شيئًا، أي إذا رفع ذراعه لا يرى إلا إبطه والنجم في السماء، وفي معنى هذه الكناية قولهم: «إيدك والأرض» و«السما والطارق.»
- بِالْبَاعْ والدِّرَاعْ: كناية عن أخذ الشيء بالقوَّة والاقتدار واغتصابه، والباع عندهم مقدار ما بين ذراعَيِ الشخص إذا مدَّهما. ويقولون في ذلك: «أخذه بالزور» وما هنا أبلغ في التعبير، وبعضهم يقول: «بالدراع» ويقتصر عليه، وانظر: «بالنبوت.»
- بِالْحِنْجِلْ وِالْمِنْجِلْ: يقولون: دخل أو خشَّ أو جا ونحوها بالحنجل والمنجل، أي جاء بالشؤم والموت الحاصد، والمنجل معروف، ومنهم من يضبط اللفظين «بفتح فسكون ففتح» ومن يكسر فيهما فالكسر في المنجل للازدواج، وأصل الحنجل من الحجل، وهم يتشاءمون من حجل الغربان، «اذكر هنا رأيت عتاق الطير تحجل حوله … إلخ.»
- بالدِّرَاعْ: كناية عن أخذ الشيء بالقوَّة، انظر: «بالباع والدراع.»
-
بِالرَّطْلْ: وهو كقولهم: «بالكوم» أي يُباع بالرطل أو بالكوم، كناية عن كثرة الشيء ورخصه،
ولشيخ أدباء العصر الشيخ أحمد الزرقاني من نوع المواليا:
يا ما نصحنا وقلنا كتر دا بطالبنخاف على الود من ظلم الحبيب إن طالوالله بلطف الشمايل قصدنا ينطالدا الهجر ذوق يا جدع ينباع بالقيراطماله كتر وانهجم واتباع بالأرطال
وفي معناه: «بالزوفه» و«بالهبولي.»
- بِالزُّوفَهْ: كناية عن كثرة الشيء ورخصه، كقولهم: «بالرطل» و«بالكوم» و«بالهبولي»، وهم يقولون: زاف الشيء يزوفه، أي زحزحه عن مكانه وأذهبه، فكأنَّ الشيء لكثرته أصبح مما يُرغب عنه بحيث يُكنس من المكان.
- بَعدْ خَرَابْ مَالْطَهْ: كناية عن الأمر يُستدرك بعد فوات وقته وتعذر إصلاحه، وبعضهم يقول: «بعد خراب بصره.» ومن عادتهم إذا أرادوا تهييج الديكة الرومية ويسمونها بالمالطية أن يقولوا: «مالطه خربت.» ويصرخون بها في وجوهها فتهيج وتُرْغي وتُزْبد، وهي إنما تهيج من الصراخ، وهم يزعمون أنها تفعل ذلك لغيظها من ذكر موطنها بالخراب.
- بِالْعَرَبِي: كناية عن الصراحة في القول بدون مواربة، يقولون: «أقول لك بالعربي» و«قلت له بالعربي» أي صرحت له بما أريد وأوضحته له، والمراد كلمته باللغة التي أفهمها ويفهمها.
- بِقَلْعِ الدِّرْسْ: الدرس: الضرس، كناية عن نهاية الصعوبة، يقولون: فعلت ذلك بقلع الدرس، وخدته بقلع الدرس، أي بصعوبة عظيمة كصعوبة قلع الأضراس.
- بِالْقَلْعْ وِالْمُقْدَافْ: كناية عن عمل الشيء أو مساعدة الغير عليه بكل وجوه المساعدة، كما تسير السفينة بشراعها وبالمجذاف أيضًا، أي بذل غاية جهده معه.
- بِالْكُومْ: انظر: «بالرطل.»
-
بَلَا قَافْيَهْ: القافية عندهم ما يُقال في التَنَدُّر المسمى عندهم بالتنكيت، وهذه الجملة قد
يعترض بعضهم بها كلامه إن كان فيه ما يُتَوهم منه المزاح أو التَنَدُّر، أي إني
لا أقصد ذلك وإنما جرَّ إلى هذا القول سياق الكلام، وقد أجاد الصفديُّ في قوله
فيمن يسرق شعره جملة:
إن كان يا مولاي لا بدَّ أنتأخذ شعري جملة كافيهقافية البيت اطرح لفظهاوقم خذ الكلَّ بلا قافيه
- الْبَلَدْ واقْفَهْ عَلَى رِجْلْ: انظر: «الدنيا واقفه» … إلخ.
-
بَلَعْ رِيقُهْ: كناية عن السكون والاطمئنان بعد التعب أو الفزع، يقولون: «اصبر لما ابلع
ريقي.» أي اصبر عليَّ قليلًا حتى أستريح وأطمئنَّ.
(في المطرزي على المقامات ص١٦٠ قولهم: أبلعني ريقي.)
- بَلْوَه مْسَيَّحَهْ: أي بلاء كبير، والتسييح عندهم إذابة السمن ونحوه على النار، فهم يريدون بلاء حار محرق، وقد يريدون به الرجل الداهية الماكر، ويقولون فيه أيضًا: «داهيه مسيحه» والعرب تقول: «باقعة من البواقع» وتضربه للرجل فيه دهاء وفكر، وتقول أيضًا: «إنه لعضلة من العضل» أي داهية من الدواهي.
- بِالنَّبُّوتْ: كناية عن أخذ الشيء بالقوَّة والقسر، يقولون: «أخذه بالنبوت» أي أخذه قسرًا، و«فلان جه بالنبوت» أي لم يأتِ إلا باستعمال الشدَّة معه، والنبوت — بفتح الأوَّل وضمِّ الموحدة المشدَّدة: هراوة غليظة طويلة معروفة، وانظر: «بالباع والدراع.»
- بِالْهَبُولِّي: كناية عن كثرة الشيء كقولهم: «بالزوفه» و«بالرطل» و«بالكوم»، ولعلَّ الهبولي أصله من الهبل وهو عندهم البله، أي شيء لا نظام له لكثرته.
- بيتُهْ مَفْتُوحْ: كناية عن الجود والكرم مع حسن الحال.
- بينُه وْبينُهْ مَا صَنَعِ الْحَدَّادْ: كناية عن تفاقم الشرِّ بين اثنين وما يفعله الحدَّاد هو إحماء الحديد وطرقه، والعرب تقول في أمثالها: «بينهم احلقي وقومي» يضرب للقوم بينهم شرٌّ وعداوة، واحلقي وقومي يومان أحدهما شرٌّ من الآخر.