التفكيك والفلسفة
«وعندما يقول دريدا إن الفلسفة منذ كانط صارت واعية بتحمُّل مسئوليتها عن خطابها، فقد كان يلمِّح إلى إعادة فحص المألوف تلك. وذلكم سببٌ من أسباب انجذابه إلى مالارمه، «الشاعر النموذجي»، الذي استثمر كلَّ لفتةِ قراءةٍ وكتابة في المحتوى النصي، بما فيها شقُّ الصفحة السليمة بسكين.»
هذا الكُتيب هو في الأصل مقدِّمة شارحة وضعَتها الناقدة الأمريكية «جاياتري سبيفاك» لترجمتها الإنجليزية لكتاب «دريدا» المعنون ﺑ «في علم أنساق الكتابة»، والمعروف اختصارًا باسم «الجراماتولوجي». تناولَت «سبيفاك» في هذه المقدِّمة أسلافَ التفكيك: «نيتشه»، و«فرويد»، و«هوسرل»، و«هيدجر»، كما تحدَّثَت عن «هيجل» وإشكالية المقدِّمة عنده، بالإضافة إلى آخَرين رأى «دريدا» أن مسلَّمات الميتافيزيقا الغربية تتركَّز في أعمالهم بطريقةٍ قلِقة؛ فتتعرَّى بِنيتها الاختلافية دون قصد، ودون استبصارِ احتمالِ تفكُّكها الكامن. كما تُبلوِر «سبيفاك» حركةَ كلمات «دريدا»، مثل الاختلاف المُرجِئ والأثَر والهايمن وغيرها، حتى تصِل إلى بَلْورة مفهوم التفكيك.