اللائحة الثانية
وتشتمل على الآثار الثانوية التالية:
جامع بحسيتا
بقايا بيت
جبهة فيها بعض النقوش الجميلة.
بقايا بيت
المنطقة «٧»، المحضر «١٩٣١ / ٣»، المحلة: البندرة.
خان الفاخورة
المنطقة «٧»، المحضر «١٧٠٧ / ٣»، المحلة: البندرة.
بناء من القرن السادس عشر للميلاد، له طابع تجاري أو صناعي، يُستعمل الآن فاخورة.
فيه بعض نجفات جميلة الحفر.
المصبنة العثمانية
المنطقة «٧»، المحضر «٣٧٨٠ / ١»، باب النصر.
له طابقان. وهو في حالة عمرانية حسنة.
المدرسة الشعبانية٧
المنطقة «٧»، المحضر «٣٥٨٠ / ١»، المحلة: الفرافرة.
بناء جميل له صحن تحيط به أروقة تعلوها قباب، وله قاعتان تعلوهما قبتان تكونان العلة في محور كل نهاية.
جامع الحيَّات٨
المنطقة «٧»، المحضر «٣٠٣٥ / ١»، محلة: الفرافرة.
هو المدرسة الناصرية، قديمًا، وأصله كنيس يهودي مبني في القرن الرابع عشر للميلاد حوِّل إلى مسجد.
له باب بقنطرة غريبة، وفي داخله كتابات عربية بحروف عبرية.
خان القاضي١٠
المنطقة «٨» المحضر «٦٨٧ / ٥» بباب قنسرين.
تربة بني الخشاب⋆١٢
المنطقة «٨»، المحضر «٦٥٩ / ٥»، محلة: الجلوم.
هي تربة أسرة بني الخشاب القضاة المشهورين بحلب (في القرن الثالث عشر للميلاد).
المدرسة الأحمدية⋆١٣
المنطقة «٧»، المحضر «٣٠٦٤ / ٢ر»، محلة الجلوم.
بناء جميل من العصر العثماني (القرن السابع عشر للميلاد). مع بعض التفاصيل الغريبة، قد كانت مستعملة مكتبة لدائرة الأوقاف الإسلامية.
جامع الشيخ حمود⋆١٤
المنطقة «٨»، المحضر «٧٩٨ / ٥»، محلة باب قنسرين.
فوق بابه كتابة كوفية مشبكة جميلة سنة ٥٤١ﻫ / ١١٤٦م.
جامع الموازيني⋆١٥
المنطقة «٨»، المحضر «١٠١٥ / ٥»، محلة: ساحة بزه.
له منارة جميلة من القرن الرابع عشر للميلاد.
خان الفرايين١٧
المنطقة «٧»، المحضر «٣٣٢٩ / ٢»، بسوق النحاسين.
هو خان جميل من القرن السابع عشر للميلاد.
فيه غرف تعلوها قباب.
وإن تشويه الصحن هو الأمر الوحيد الذي يحول دون تصنيفه في اللائحة الأولى.
حمَّام ساحة بزه
المنطقة «٨»، المحضر «١٥٤٢ / ٢»، ساحة بزه.
جامع القصيلة١٩
المدرسة الأنصارية
جامع باب الأحمر٢٨
المنطقة «١١»، المحضر «٢٦٩٦ / ٥»، محلة: أغلبك.
مكتب الحموي⋆
المنطقة «١٠»، المحضر «٥٠٥ / ٧»، محلة: البياضة.
لها قاعة يعلوها عقد من فوقه وقبيبة تعتمد على مساند.
جبهة أثر مجهول
المنطقة «١٠»، المحضر «٥٢٨ / ٧»، محلة: البياضة.
هي جبهة جميلة ترجع إلى القرن الرابع عشر للميلاد، فيها زخارف بأشكال هندسية على شكل مخدات.
الشيخ حامد الزركشي٣٣
المنطقة «١٠»، المحضر «٨٦٢ / ٧»، محلة: الكلتاوية.
هذه تربة مملوكية صغيرة تعلوها قبة مضلعة.
فيها بقايا ألواح زجاجية ملونة.
جامع الزكي⋆
له بابان مهمان.
جامع اللبن⋆٣٦
المنطقة «٦»، المحضر «١٥٩٥ / ٢»، محلة: قسطل الحرامي.
له منارة، وشبابيك جميلة من الحجر المخرَّم.
جامع الميداني
جامع بنفوسا⋆٤٠
المنطقة «١٠»، المحضر «٠٤٠ / ٥»، حارة: خان السبيل.
بناه الأمير سودون في القرن الخامس عشر للميلاد.
منارته لها أهمية عمرانية.
جامع هارون دده
جامع آغاجق٤٦
المنطقة «١٠»، المحضر «٨٢٨٣ / ٢»، المنطقة: آغاجق.
حالته جيدة جدًّا.
جامع سليمان
جامع البكرة جي
حمَّام سوق الغزل٥٢
المنطقة «١٠»، المحضر «٩٧٣ / ٥»، المحلة: خان السبيل.
لها باب جميل بزخارف متكررة.
زاوية الشيخ حيدر
حمَّام الواساني٥٦
المنطقة «٧»، المحضر «٢٣٢٨ / ٣»، محلة: سويقة علي، لها مخطط في الوجه «٨».
حمَّام قديم، مهم.
حمَّام السلطان
المنطقة «٧»، المحضر «٣٥٣٤ / ١»، محلة: الفرافرة.
حمَّام الدلية
المنطقة «٧»، المحضر «٣٢ / ٢»، سوق الحمَّام.
إن هذه الحمَّام هي اليوم مسورة ومحاطة بدكاكين كثيرة.
ويرجع عهدها إلى ما قبل القرن الثالث عشر.
يجب أن يُطبق عليها ما يُطبق على الحمَّام رقم «١١٤».
قرَقُول الجُديِّدة
حمَّام الجديدة٦١
المنطقة «٦»، المحضر «١٢٣٩٥ / ٨»، محلة: الجديدة.
حمَّام جميل من العصر العثماني.
جامع المقامات٦٣
المنطقة «٨»، المحضر محلة «٢٥٥٦ / ٣»، محلة: المقامات.
جامع من القرن الخامس عشر للميلاد.
حسن الصيانة له منارة وقباب.
خان النقر
خارج البلدة في البساتين جنوبي الأثرين «٢٦، ١٢٠».
تربة الهروي⋆٦٥
المنطقة «٧»، المحضر «٢٧٥٨ / ١٠»، جنوبي غربي الأثر رقم «٢٥».
هي تربة الكاتب الهروي من رجال القرن الثالث عشر للميلاد، حيطانها كلها مغطاة بالكتابات.
وفيها قبر قديم هو قبر السائح الهروي واقفها.
بيت قديم
المنطقة «٦»، المحضر «٢٥٤٠ / ٩» بمحلة الصليبة، له مخطط في الوجه «١٢».
هو بيت جميل جدًّا يرجع عهده إلى القرن السابع عشر للميلاد.
وهو في حالة من الصيانة متينة، وفيه خشبيات مدهونة وتبليط من المرمر الجميل.
هوامش
والمصبنة هي محل كبير يُصنع فيه الصابون، وهذه الصناعة من صناعات حلب القديمة المتقنة. وقد ذكر الطباخ في إعلام النبلاء (٣: ٥٣٩) أنه بلغ في زمنه عدد المصابن الكبيرة والصغيرة «١٥» مصبنة.
وواقفها شعبان آغا بن أحمد آغا، كان محصلًا للأموال الأميرية في حلب، وكتاب وقفها مؤرخ في شهر رمضان سنة ١٠٨٨، وقد أورد الغزي خلاصته في نهر الذهب (٢: ١٥٠).
ويقول الطباخ (١: ١٧): كان لليهود ثلاث كنائس بحلب واحدها معبدهم الكائن في محلتهم، وثانيها هو جامع الحيات، وكانت عمارته بعد ظهور المسيح بمائة سنة، وجدد بناءها هليل بن ناتان، كما هو مكتوب في حائطها بالقلم العبراني واللفظ العربي، والثالث خارج باب النصر عند جامع المدرسة في بادنجك، وقد درس. ويذكر الطباخ في الهامش «أن كتابة جامع الحيات هي على حجر في الجدار الشرقي منه، وعليها ثلاثة أسطر (١) تاريخ هذا الحائط سنة ٥٥٣ (٢) التاريخ الإسكندر بناه الأمان هليل الكاهن بار ناتان بلا أجرة.» و«الأمان» كلمة سريانية معناها المعلم و«بار» كلمة عبرانية معناها «ابن»، وقد مضى للإسكندر ٢٢٣٥ سنة، فإذا طرحنا منها ٥٥٣ يبقى ١٦٨٢ سنة.
جدد عمارة هذه الزاوية المعروفة ببني الخشاب تغمد الله بانيها بالرحمة الفقير إلى رحمة الله الحسن بن إبراهيم بن سعيد ابن الخشاب في شهور سنة ٦٣٣ﻫ.»
وفي سنة ٩٣١ سعى أحد السادة القادرية من المشايخ الهلالية بجمع إعانة وافرة صرفها على تعمير هذه التربة.
ويقول الطباخ في الإعلام (٤: ٤٢٧) في ترجمة الحسن بن أبي طاهر إبراهيم الخشاب المتوفى سنة ٦٤٨: هو من كبراء الحلبيين، وهم بيت حشمة وتشيع كما في الذهبي في وفيات سنة ٦٤٨، وينقل عن المؤرخ أبي ذر أن درب بني الخشاب هو الآخذ من رأس درب الزجاجين إلى ناحية باب قنسرين، وكانت بهذا الدرب بيوتهم … وبهذا الدرب تربة بني الخشاب … جددها الحسن بن إبراهيم سنة ٦٣٣.
أما واقف المدرسة فهو أحمد أفندي بن طه أفندي بن مصطفى أفندي (ت١١٧٧)، وقد كان بنى مدفنًا في هذه المحلة تجاه باب البهرامية الشرقي لوالده ودُفن فيه، ثم بنى عمارة ملاصقة للمدفن مشتملة على سماوي فيه تربة وقبور مرخمة … وبجوانبها الأربعة رواقات بأعمدة من الرخام، وفي الجانب الجنوبي رواق بثلاث قباب راكبات على قناطر وعواميد من الرخام، يُدخل منه إلى المسجد والمدرسة، وفي صدرهما محراب من الرخام الأصفر، ومن المسجد يدخل إلى غرفة كبيرة معدة للكتب، وبهذا الرواق تسع حجر للطلاب ومطبخ … ثم يذكر أوقافها وشروط الواقف …
راجع أيضًا إعلام النبلاء للطباخ (٧: ٦٧).
وكوهر ملكشاه قد ترجمها الرضي الحنبلي في در الحبب، وهي بنت عائشة بنت السلطانة بنت السلطان بايزيد بن عثمان، قدمت حلب وولدها محمد باشا ابن توقه كين أمير الأمراء بها، فحجت وعادت، فخرج ولدها لملاقاتها ثم ماتت بحلب، وكتب على قبرها: «هذه تربة ملكة الملكات تاج العلا والسعادات المرحومة كوهر ملكشاه [سلطان بنت عائشة سلطان بنت بايزيد خان من آل عثمان قد حجت إلى بيت الله] الحرام وعادت إلى حلب في ولاية ولدها أمير الأمراء العظام حضرة محمد باشا، وانتقلت بالوفاة إلى رحمة الله في تاسع شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين وتسعمائة.»
يقول الغزي في النهر (٢: ٣٦٣): مسجد آشق تمر محله داخل باب النيرب قرب سوق القصيلة على يمنة السالك إليه، ويُعرف الآن بجامع السكاكيني … وقد جدد محمد راجي بن محمد علي بايزيد سنة ١٢٦٠ سقف القبلية، وأنشأ في شماليه بضع حجرات برسم المجاورين، ووظَّف الشيخ حسين بن محمد البالي الغزي والد شيخنا كامل الغزي، مؤلف نهر الذهب، مدرسًا بهذا الجامع، وأقبل الطلبة عليه إقبالًا زائدًا.
ويصف الطباخ حالة الجامع اليوم فيقول: للجامع قبلية صغيرة حسنة. وفي سنة ١٣١٦ اهتم به الشيخ محمد العبيسي مفتي حلب، فسعى بترميمه فرمَّم القبلية وبلط أرضها وصحن الجامع، وعمر في شرقيه قبلية ثانية صغيرة جعل فيها قسطل ماء … ومنارة الجامع صغيرة لها قبة، وبابه لم يزل باقيًا من عهد الواقف، وعلى قنطرته حجرة مكتوبة من ذلك الحين مُحي الكثير مما كُتب عليها، لكن اسم الواقف وهو «عثمان بن أغلبك الحنفي» لم يزل باديًا للعيان.
أما الجامع فقد أنشأه أيضًا الحاج محمد بن داود النوري المغربي في سنة ٩٦٨، وفي سنة ١١٨٣ جدده الحاج حسن بن عبد الرحمن الحموي وعمر له منارة.
ونسبة هذا الجامع إلى الزكي حادثة، وليس الزكي صاحبه وإنما كان أحد مشايخ الطرق العلية يقيم فيه أذكاره، فنُسب إليه، وهو السيد عمر بن الشيخ أحمد بن محمد الشهير بابن الزكي المتوفى سنة ٩٤٦. أما بانيه فهو علي بن سعيد الزيني أحد الأمراء بحلب أيام دولة الأتراك المماليك في حدود سنة ٧٠٠ﻫ، وفي شرقي صحن الجامع قبلية أخرى تُعرف بالشمالية أنشأها حجيج الناصري في سنة ٩٧٢.
ويقول الطباخ في الإعلام (٥: ٥٢٠، و٦: ١٧٩): إن الزكي هو عمر بن أحمد بن محمد الشهير بخليفة ابن الزكي الحلبي الصوفي المشهور بابن خليفة شيخ الطائفة السعدية، كان كثير الخط، حسن الكتابة بالأجرة، وله شعر يلحن في غالبه، وقد عمر زاوية بالقرب من حمَّام القواس خارج باب النصر. وترجمته في «الكواكب السائرة».
ويقول أبو ذر، كما في الإعلام (٦: ١٧٩): هذا الجامع خارج باب النصر كان أولًا مسجدًا عمريًّا، فجدده قبل فتنة تمر(لنك) محمد الزكي أحد الحلقة، ثم في سنة ٨٢٩ وسَّعه الأمير ناصر الدين الحجيج الاستادار بحلب (المتوفى سنة ٨٣٣).
ويقول الطباخ: ومحمد الزكي الذي ذكره … يظهر أن التولية تسلسلت في عقبه إلى أن وصلت أبا المتولي على الجامع الآن وهو الشيخ محمد هاشم بن عبد الوهاب بن محمد هاشم … الوفائي، وقد أطلعني على صورة وقفية الناصري محمد بن الشهاب أحمد علي الناصري محمد المعروف بابن حجيج وتاريخها في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وعشرين وثمانمائة (ذكر خلاصة الوقفية).
وداخل الرواق قسطل كُتب على بابه «أنشأ هذا السبيل المبارك الحاج محمد بن الحاج شمس الدين الشهاب … يعرف … بتاريخ شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة.»
وكُتب على الباب الشمالي: «حسبما رسم المقر العالي المولوي السيفي قنباي (٢) الحمزاوي الملك الظاهري كافل المملكة الحلبية المحروسة (٣) أن لا يؤخذ على نظارة جامع الزكي بعمله لله تعالى بتاريخ سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة (٤) ملعون بن ملعون من يأخذ درهم فرد.»
وقد كُتب على عضادتين داخل الباب الشمالي للجامع عن اليمين وعن اليسار كتابة تصعب قراءتها.
وكُتب على الباب الثاني للجامع وهو مغلق أبدًا «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ وقال رسول الله ﷺ (٢) «من بنى مسجدًا ولو مفحص قطاة بنى الله له قصرًا في الجنة» أنشأ هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى العلائي علي ابن المرحوم النجمي سعيد بن يمين الملطي تقبل الله منه ورحم سلفه في شهور سنة تسع عشرة وتسعمائة.»
ويقول الطباخ (٥: ٤٦٤): حسين بن محمد شاه الحلبي المشهور بابن الميداني … جعله قانصوه الغوري من أمراء العشرات، ثم كثر ماله وظهر خيره فأنشأ الجامع المجاور للشيخ عبد الله بالقرب من قبور الغرباء بحلب، وقف عليه وقفًا وعمر له مدفنًا بقربه … وبقي على جلالته وشهامته وقبول كلمته في الدولة العثمانية السليمية … وفي شمال صحن الجامع حجرة يؤدب فيها الأطفال، وفي شماليه بجانبها منارة قصيرة فيها شيء من الزخرفة من وسطها إلى موقف المؤذنين على نسق منارة جامع السفاحية والجامع العمري، ووراء هذه المنارة وتلك الحجرة قبور كثيرة، وكذا في غربي الصحن والمدخل.
أما الجامع فهو أكبر جوامع تلك المحلة، وهو قديم وقف عليه محمد خاص بك في سنة ٧٦٨، ثم جدد ميضأته يلبغا الناصري سنة ٧٨٨ كما هو مكتوب عليها: «أنشأ هذا المعروف المقر الأشرفي العالي المولوي المخدومي السيفي الآمر كافل المملكة الحلبية المحروسة يلبغا الناصري عز نصره سنة ٧٨٨.»
كما جدد بعض مواقعه في سنة ٨٢٨؛ فقد كُتب في صدر القبلية «أنشأ … الفقير إلى رحمة ربه أحمد بن موسى السعدي على مذهب الفقراء الأفاقية بتاريخ شهور سنة ٨٢٨.»
وقد نشر الغزي صورة وقفية عثر عليها مؤرخة بتاريخ سنة ٧٦٨، وقف فيها محمد خاص بك بعض الوقوف عليه. راجع الوقفية في نهر الذهب (٢: ٣٣٧-٣٣٨).
أما قول المسيو سوفاجه إن بانيه هو الأمير سودون، فلم أعثر عليه فيما عندي من مصادر، بل إن سودون هو باني المراحيض التي إلى جانبه، كما سترى آخر هذا الكلام.
ويقول الطباخ في إعلام النبلاء (٦: ١٠٠): «الكلام على الجامع الجديد ببانقوسا (والجامع العتيق هو جامع الحدادين الذي بناه علي بن معتوق الدنيسري)، «قال أبو ذر: هذا الجامع يُقال إن خاص بك الخواجا عمَّره ولم يكمله وإنما أكمله بعد وفاته أهل الخير، فعمروا له منارة ورخموا صحنه بالرخام الأصفر، وفيه بركة ماؤها كثير؛ لأن القناة بقربه وهو جامع عليه وضاءة. أقول: لما عمر هذا الجامع وكان بالقرب من الجامع المتقدم، صار يُعرف بالجامع الجديد وذاك بالعتيق، ويقال له الآن جامع بنقوسا أيضًا، وله بابان: باب من جهة الغرب وباب من جهة الشمال تجاه السوق، ومنارته بجانب هذا الباب وهي مرتفعة لكنها خالية من الزخرفة … وفيه رواقان من جهة الشرق والغرب وبعض رواق من جهة الشمال … وفي آخر الرواق الغربي من جهة الشمال ضريح ملاصق للجدار كُتب عليه: «يا حضرت نبي الله بنقوسا …» أما وجود نبي في هذا الضريح وأن اسمه بنقوسا … فهو من الأمور المختلقة، وهذا أبو ذر الذي عمر الجامع في زمنه أو قبل زمنه بقليل لم يذكر ذلك … ولم يذكر ذلك أبو الفضل بن الشحنة (ت٨٩٠) … وكذلك المتقدمون من المؤرخين مثل الهروي … وابن العديم في تاريخه الكبير … والذي وجدته في التواريخ ما يفيد أن هذا المكان كان خاليًا من الأبنية ومتنزهًا؛ فقد قال الصنوبري — من شعراء القرن الرابع من شعراء حلب — في قصيدته الهائية التي ذكرها صاحب المعجم في كلامه على حلب:
في الجدار الشرقي من القبلية حجر كُتب عليه «أنشأ هذا الرباط فقير رحمة ربه الكريم أحمد بن موسى السعدي على نفسه مدة حياته (٢) ثم من بعده على الفقراء الأبايزيدية الغرباء الأفاقية بتاريخ شهور سنة ثمان وعشرين وثمانمائة.» ويظهر أن هذا الحجر كان في الرباط والزاوية التي كانت ملاصقة لهذا المسجد.
يقول أبو ذر: «وقد أحدث الشيخ أحمد الحنفي القصير … زاوية شرقي هذا الجامع، وفتح منها شباكًا إلى الجامع المذكور …» ويعلق الطباخ في إعلام النبلاء على هذا بقوله (٦: ١٠٤): وهذه الزاوية دخلت الآن في الخان الذي هو شرقي الجامع المعروف بخان القطن، وإنك إذا دخلت إلى القبو الداخلي في هذا الخان، وهو القبو الثالث، تجد قبوًا واسعًا مربعًا مرتفع السقف هو مكان الزاوية، وتجد الشباك الذي يُنفِذ إلى قبلية الجامع مسدودًا وهو باب التربة التي دُفن فيها الشيخ أحمد السعدي باني الزاوية، بل في هذه التربة قبر أو قبران لم أقف على صاحبيهما، وظهر لي من القناطر التي على طرفي القبوين الأول والثاني، أن هذا المكان كان سوقًا أو سوقين؛ فإن قناطر الدكاكين بادية فيه، وبلغني أن هذين السوقين كانا وقفًا لهذا الجامع … وشمالي هذا الجامع مراحيض يُنزل إليها بدرج تُسمى الباسطية، لها باب من جهة الغرب كُتب عليه «أنشأ هذا المعروف المقر الأشرف العالي المولوي المالكي المحذومي السيفي سودون المظفري الظاهري مولانا ملك الأمراء كافل الممالك الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره وذلك بتاريخ شهر شعبان المكرم سنة ثمان وثمانين وسبعمائة» … وفي أثناء تولية صالح آغا الملاح فرشَ أرض الجامع وأرض الرواق الشرقي بالرخام، وعمَّر الباسطية وقد كانت متخربة، وترس المنارة، ثم تولاه أحمد آغا الملاح، وجدد الرواق الغربي سنة ١٣٠٣ﻫ.
يقول الغزي في نهر الذهب (٢: ٣٢٥): يقال إن الذي أنشأ الجامع اسم بك المذكور والذي عمَّر المنارة أخوه أسن بك.
واسم بك هو سيف الدين أسن باك (أسن بغا) بن بكتمر أمير حلب في سنة ٧٧٠، مات سنة ٧٧٧ﻫ / ١٣٧٥م. راجع ترجمة المنهل الصافي، ص٦٦؛ وإعلام النبلاء للطباخ (٢: ٤٤٩)، ويسميه استنبغا الأيوبكري.
والبكره جي الذي يُنسب إليه الجامع ليس بانيه ولا واقفه، وإنما كان يدرِّس فيه، وهو الشيخ قاسم بن محمد البكرجي الحنفي الحلبي الأديب الشاعر الثائر المحدِّث الفقيه الفرضي (ت١١٦٩ﻫ / ١٧٥٦م)، ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي G. A. L. (٢: ٢٨٧)، وترجم له المرادي في سلك الدرر (٤: ١٠)، والطباخ في الإعلام (٦: ٦٣٥).
ويقول الطباخ (٣: ٥٣٠): «حمَّام سوق الغزل في محلة خان السبيل.» ولا يزيد على ذلك.
أما ابن شداد فإنه يعدد الحمَّامات التي هي ببانقوسا وقرب مسجد البختي، ويذكر عشر حمَّامات ليس فيها حمَّام سوق الغزل، ولا شك في أن اسمها قد تبدل. راجع كلام ابن شداد في إعلام النبلاء (٣: ٥٢٥).
قال الطباخ (٢: ٤٣٥) نقلًا عن ابن الشحنة في روض المناظر في سنة خلع الملك الصالح صالح: واستقر عوضه الملك الناصر حسن وعاد إلى السلطنة، واستقر عوضه طاز في نيابة حلب عوضًا عن أرغون الكاملي … وقُبض على الأمير طاز في سنة ٧٥٩.
أما قطلبجا (قطلوبغا) فهو سيف الدين قطلبجا الأحمدي الحموي (ت٧٦٤ﻫ / ١٤٣٣م)، تولى حلب في سنة ٧٦٢ ثم في سنة ٧٦٤، له ترجمة في المنهل الصافي، ص٢٠٧؛ وإعلام النبلاء (٢: ٤٤٠-٤٤١).
وأما الأمير طاز فهو سيف الدين طاز الناصري أمير المجلس، تولى حلب سنة ٧٥٥ﻫ ومات سنة ٧٦٣. راجع المنهل الصافي، ص١٧٤؛ وإعلام النبلاء (٢: ٤٣٥، ٤٣٨)؛ وبيشوف، ص١٤٤.
قلت: ولم يزل يزعم من يستأجر الحمَّام المذكور أن الجرن موجود فيه حتى الآن، وهذا الحمَّام جارٍ في أوقاف الحاج موسى.»
ويذكر الطباخ في إعلام النبلاء (٣: ٥٣٠) نقلًا عن ابن شداد، حمَّام الواساني، فيقول: قلت وفي كتاب وقف الشرفية «سماها حمَّام واسانو، ولم يذكر ابن شداد بها جرنًا أسود، ويذكر أن الخليل — عليه السلام — اغتسل به. والآن هو مشهور بأن الخليل اغتسل به، وهي حمَّام مباركة يدخلها الناس للتبرك بآثار الخليل — عليه السلام.»
وقد زالت هذه الحمَّام تمامًا بعد فتح الطريق الجديد إلى القلعة في سنة ١٩٤٥. والواساني الذي تنتسب إليه هو الحسين بن الحسين بن واسان الشاعر الحلبي الهجاء الظريف (٣٩٤). وقد ترجمه الثعالبي في يتيمة الدهر (١: ٢٩٥)، وياقوت في معجم الأدباء (٩: ٣٣٣) طبعة دار المأمون.
«بسملة سبحان مشتت العباد في البلاد وقاسم الأرزاق سيَّر قومًا إلى الآجال وقومًا إلى الأرزاق، هذه تربة العبد الفقير الغريب الوحيد علي بن أبي بكر الهروي عاش غريبًا ومات وحيدًا لا صديق يرثيه ولا خليل يبكيه ولا أهل يزورونه ولا إخوان يقصدونه ولا ولد يطلبه ولا زوجة تندبه آنس الله وحدته ورحم غربته وهو القائل: سلكت القفار وطفت الديار وركبت البحار ورأيت الآثار وسافرت البلاد وعاشرت العباد فلم أر صديقًا ولا رفيقًا موافقًا فمن قرأ هذا الخط فلا يغتر بأحد قط:
ويقول الطباخ في إعلام النبلاء (٤: ٣٣٥): موضع هذه المدرسة وراء الرباط المشهور الآن بجامع الفردوس خارج محلة باب المقام بين المدرسة والرباط مقدار رمية سهم، ولم يبقَ منها إلا آثار جدرانها وأحجار بابها وحولها كرْم وقبره باقٍ ضمن القبة.
وينقل في إعلام النبلاء (٢: ٢٢٤) عن الدر المنتخب أن هذه المدرسة من مآثر الملك الظاهر، أنشأها للهروي في حلب، ولم تزل إلى أن كانت فتنة التتر فدثر بعضها ولم يبقَ بها ساكن.