اللائحة الثالثة
وهي لائحة أُحصيت فيها الآثار التي أهملها الدكتور المستشرق سوفاجه في كتابه إما لجهله بموقعها أو لظنه أنه لا قيمة أثرية كبيرة لها، أو لأنها اكتُشفت حديثًا؛ أي بعد تأليف كتابه. وقد يجد القارئ الفاضل بعض الآثار المحدثة البناء التي لا يرجع عهدها إلى أكثر من مائة سنة كبعض المدارس والكنائس وغير ذلك من المباني العامة، فنحن إنما وضعناها إما لملابستها لبعض الحوادث التاريخية الهامة، وإما لأنها فخمة في بنائها.
ومهما يكن من أمر، فإن الإبقاء عليها مع الإشارة إلى تاريخ بنائها وحداثة عهدها أفضل من إهمال ذكرها.
(١) قناة حلب
قناة حلب قديمة ترجع إلى عهد الرومان.
قال في الدر المنتخب: هذه القناة تأتي من حيلان — قرية شمالي حلب — وفيها أعين جُمع ماؤها وسيق إلى المدينة، وقيل إن الملك الذي بنى حلب نقل ماءها إلى وسط المدينة، وبنى المدينة عليها، وهي تأتي إلى مشهد العافية تحت بعادين، وتُركب بعد ذلك على بناء محكم، رفع لها لانخفاض الأرض في ذلك الموضع، ثم تمر في جباب قد حُفرت لها إلى أن تنتهي إلى باب القناة، وتظهر في ذلك المكان ثم تمشي تحت الأرض إلى أن تدخل باب الأربعين، وتنقسم في طرق متعددة إلى البلد … ولأهل حلب صهاريج في دورهم يأتي إليها الماء من القناة، إلا ما كان من الأماكن المرتفعة من البلد كالعقبة وقلعة الشريف فإن صهاريجهم من المطر. وكأن الذي حفرها أجراها إلى الكنيسة التي جددتها هيلانة — التي بنت المدرسة الحلاوية — وقال إن هذه القناة دُثرت وإن عبد الملك بن مروان جددها في ولايته، وإن الذي أدخلها إلى حلب هو الشيخ الأمين ابن العصيص الذي تغلب على قنسرين ولم يدخلها داره حتى لا يقال عنه إنه فعل ذلك لحظ نفسه.
(٢) جامع بادنجك (محلة: بادنجك)٢
هو في زقاق الجامع المعروف به، وله صحن لطيف في وسطه حوض يجري إليه الماء من قسطل علي بك، وفي شمالي الصحن رواق في جنوبيه قبلية ذات منبر في غربيها كوة تطل على حجرة فيها قبر الواقف واسمه يعقوب بن يغمور، كما يُفهم ذلك من الحجر المكتوب على باب القبلية. ولهذا الجامع منارة.
وقد عمر هذا الجامع في أواسط القرن الحادي عشر للهجرة.
(٣) جامع المستدامية (محلة: المستدامية)
هو جامع كبير كان يُعرف بابن نفيس، ثم بالخانقاه الدامغانية، ثم بالبايزيدية.
وقد كُتب على شباك قبة التربة «بسملة مما تبرع بإنشائه العبد الفقير الراجي عفو ربه (٢) القدير الشيخ جمال الدين ابن المرحوم الحاج بهاء الدين ابن نفيس بن المرحوم الحاج عبد الصمد (٣) ابن المرحوم الحاج عبد القادر الشرواني تغمدهم الله برحمته وأسكنهم عالي جنته (٤) بتاريخ أربعة وخمسين وثمانمائة من الهجرة النبوية.»
وداخل القبة ضريحان أحدهما الواقف، والثاني حفيده محمد المتوفى سنة ٩٦٣.
وشرقيها حجرة متهدمة فيها عدة من القبور.
وقد جُددت قبليته وصحنه وغرفة الست.
(٤) جامع أبي ذر (محلة: الجبيلة)
هو مدرسة بني العجمي التي أنشأها سنة ٥٩٥ الإمام شمس الدين أبو بكر أحمد بن أبي صالح عبد الرحيم الشهيد ابن العجمي (ت٦٣١)، وربما سُميت مدرسة العجمي وتُسمى الآن بجامع أبي ذر المؤرخ أبا ذر أحمد بن إبراهيم بن محمد بن خليل سبط بني العجمي المحدِّث المؤرخ الحلبي (ت٨٨٤) مدفون فيها.
(٥) جامع الحدادين (محلة: بانقوسا)
هو جامع حسن، بناه الحاج علي بن معتوق الدنيسري (ت٧٤٣ﻫ).
ويُعرف اليوم بالحدادين، وله بابان: أحدهما إلى الشرق، والآخر إلى الغرب، وبجانبه حجرة في وسطها قبر تزعم العامة أنه «قبر الشيخ علي الحدادي ابن المغربية نزيل مكة!» والصواب أنه قبر الواقف. وإلى يمين الباب قبو بدرج فيه حوض من قناة حلب، وقد جدد جدار القبلية في سنة ١٣١٠، وفيها قبر من الرخام الأصفر الجيد تعلوه قبة تقوم على أربعة عمد لطيفة، مبني سنة ١٣٠٧ﻫ.
(٦) جامع ألاجه (محلة: آغيور)
هو جامع المحلة الأعظم، أنشأه الأمير ألاجه بيك وأنشأ قسطلًا، وهو جامع حسن يصعد إليه بدرجات، وله صحن واسع ومنارة حسنة. وقد تهدم معظمه في زلزال سنة ١٢٣٧ﻫ، ثم أُعيد بناؤه.
(٧) جامع شرف (حارة: عبد الحي)٨
(٨) جامع بيز (عبيس) (محلة: المغازلة (محلة جامع بيز))
هو الجامع الذي تُسمى باسمه المحلة، فيُقال لها محلة جامع «بيز» أو «بيس» أو «عبيس». وهو أجمل مساجد المحلة وأعظمها، يقع على الجادة الكبرى الممتدة من ساحة بزه إلى ساحة باب المقام.
(٩) جامع التوبة (خارج باب النيرب)
هو جامع حسن بناه الحاج محمد بن الحاج أبي بكر المعصراني الجبريني خارج محلة باب النيرب.
ويقول الغزي في نهر الذهب (٢: ٣٥٣): «الصواب أن اسمه جامع التُّوبة بضم التاء، وهي شجر ذكر التين، وكان فيه شجرة توب عظيمة، أُضيف الجامع إليها، والناس يلفظون هذه الكلمة بفتح التاء، ويحكون في ذلك كلامًا غير مستند إلى أصل. وهذا المسجد قديم محله في الصف الجنوبي من سوق باب النيرب والخندق محيط به وله صحن واسع … وفيه حوض جدده متولي الجامع علي بن محمد النيرباني، وقد نقله من شماليه، معيدًا إياه إلى محله الحالي …»
وصحن الجامع جُدد في سنة ١٣٠٠ﻫ وفُرش بالرخام، وجُعل فيه حوض ومصطبة.
(١٠) أبنية حديثة ولكنها ذات أهمية تاريخية
(١٠-١) الجوامع والمساجد
الجامع الحميدي (محلة: الجميلية)
جامع البُخْتي (محلة: آقيول (آغيور))
هو جامع قديم مشهور بجامع البختي في محلة آغيور من القرن السابع للهجرة.
قال أبو ذر في كنوز الذهب: هذا الجامع شمالي بنقوسا غير متصل بعمائر، بل في طرف المقابر وشماليه جبل به قبة صغيرة مدفون بها شخص من التجار يُقال له بيق، أنشأه الحاج عيسى بن موسى الكردي في أيام السلطان الناصر يوسف بن عبد العزيز محمد بن الظاهر غازي في سنة خمس وأربعين وستمائة، وعمارته محكمة من الآلات الثقيلة، ومن غربيه دكة مرخمة خارجه، وهو مكان نير.
وكلام ابن شداد يدل على أن اسم «البختي» معروف في زمنه، وأن محلة الرمادة معمورة فيها عدد كثير من المساجد. وقد خربت هذه المساجد فيما يظهر بعد حادثة تيمورلنك.
وقد تهدم هذا المسجد إلى أن جُدد في سنة ١٣١١ في عهد السلطان عبد الحميد خان العثماني الثاني؛ ففي رمضان من هذه السنة أمر السلطان بترميم هذا الأثر القديم، فأُعيد بناؤه وأُصلح صحنه وبابه، وكُتب على بابه أربعة أبيات نظمها علامة حلب وأديبها الشيخ بشير الغزي، وهي:
جامع أبشير باشا (محلة: الجُديدة (محلة الشمالي))
هو جامع وقفه أبشير مصطفى باشا بن عبد المنان والي حلب في سنة ١٠٦١ﻫ صاحب الخيرات والمبرات. قال المحبي: «هو مصطفى باشا الشهير بأبشير الوزير الأعظم، أحد الوزراء المشهورين بالجلالة والرأي الصائب وحسن السياسة، ولي الشام في سنة ١٠٦٠ … وولي حلب سنة ١٠٦١، وله بها الخيرات العظيمة من الجامع والخان والحوانيت وغيرها، مما جعله وقفًا على الجامع وعلى صرة لأهالي مكة تحمل إليهم كل سنة.»
جامع حسان (محلة: الكلاسة)١٩
قال أبو ذر: المدرسة بالحاضر السليماني خارج باب قنسرين أنشأها الأمير سيف الدين … وكان إلى جانبها المسجد الجامع المتقدم ذكره، وكان قبل أن يُبنى مسجدًا تربةً لبني أبي جرادة، وكان فيها القاضي أبو الفضل وأبوه أبو الحسن أحمد وجماعة من سلفه والشيخ أبو الحسن علي بن أبي جرادة، فلما جدَّده سيف الدين مسجدًا حُولت القبور إلى جبل الجوشن، وكانت التربة بالقرب من خان السلطان.
ولما عدَّد ابن شداد المساجد التي بالحاضر السليماني، قال: مسجد الأمير سيف الدين بن علم الدين. ثم قال: ومسجد أنشأه المذكور أيضًا. ا.ﻫ. فالحاصل أن له مسجدين: أحدهما كان إلى جانب هذه المدرسة، وقد اندثر وبقي محرابه، والثاني هو الذي تُقام فيه الآن الجمعة، المعروف بجامع السلطان المذكور في الجوامع …
جامع الطرسوسي (محلة: باب قنسرين)
جامع القرمانية (محلة: باحسيتا شارع حمَّام التل)
قلت: من بين المدفونين فيها الأمير إبراهيم بن أحمد بن الجانبلاد سنة ٩٧١ﻫ.
جامع المشاطية (محلة: بانقوسا)
هو جامع حسن قديم مجهولة أوليته.
جامع الحاج موسى (محلة: سويقة علي)
هو جامع ضخم متقن البناء، يقع في المحلة المعروفة به في سويقة علي بجوار المدرسة النارنجية.
مسجد النارنجية (محلة: سويقة علي)
هو مسجد قديم يُعرف بمسجد البلاط جنوبي جامع الحاج موسى الأميري بلصقه.
أنشأه الشريف أبو منصور سعيد بن عبد الله بن محاسن ابن صالح بن علي، وكان عالمًا جليل القدر متضلعًا في اللغة والأدب، وقائمًا بفعل الخير أيام الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي.
مسجد النَّبي (محلة: ساحة بزه، بوابة النبي)
تجاه السراي الكبير المشهور بإسماعيل باشا إلى الشرق مسجد لطيف قديم يُسمى مسجد النبي، ويقال إن النبي الدفين فيه هو كالب بن يوقنا سبط يهوذا أو كالب بن أبلوقيا، والمسجد عبارة عن بناء حسن يُنزل إليه بدرجات له سماوي صغير وفي شرقيه بعض القبور، وفي جنوبيه قبلية عامرة إلى غربيها مدفن النبي وهو مفصول عن القبلية بشبك حديدي وهو ضريح ضخم.
ولم يشر الهروي في الزيارات إلى شيء من أحوال هذا الضريح ولا المسجد، وفي قصيدة ذكرها الغزي نظمها علي بن مصطفى الميقاتي هذه الأبيات:
مسجد العاشورية (محلة: قلعة الشريف)
هو مسجد عامر يقع على حافة خندق قلعة الشريف غربي هذه المحلة، يُدخل من بابه الخارجي إلى مدفن فيه بعض القبور، ومنه يُرقى إلى الباب الداخلي، وقد علته منارة قصيرة. ويدخل إلى صحن متوسط في جنوبيه رواق من ورائه قبلية عامرة.
مسجد الكيزواني (محلة: العقبة، زقاق الكيزواني)
هو مسجد مجهول، له حيطان عالية وصحن حسن وقبلية كبيرة، ومنارة مقطوعة من نصفها، تزعم العامة أن بانيه هو الشيخ علي الكيزواني!
وقد جدده الوجيه يوسف بن أحمد الحافظ في زمان السلطان سليمان خان العثماني، كما كُتب على بابه.
مسجد خان الطَّاف (محلة: الجلوم)
مسجد النُّحاة (محلة: باب قنسرين)
ويقع هذا المسجد جنوبي الخان المعروف بخان فنصه. وقد بقي من بنائه القديم بابه المؤلف من ثلاثة أحجار سوداء، وصحنه صغير. وقد رمَّمه في القرن الماضي بعض الوجهاء من بني مير، ومن أعيان سكان تلك المحلة.
مسجد العريان٣٩ (حارة: جقور قسطل)٤٠
مسجد بَكْتُوت (محلة: آغيور)
هو من المساجد القديمة في هذه المحلة.
مسجد التينة (محلة: آغيور)
هو مسجد قديم مجهول يقع في غرب هذه المحلة.
مسجد عبد الغفار (محلة: المغازلة)
بالقرب من سراي إسماعيل باشا الذي تولى حلب سنة ١١٦٢ﻫ مسجد يُقال له مسجد عبد الغفار (!) وبجانبه في السراي نفسها مسجد يُقال له جامع الروضة، أنشأته الحاجة عفيفة بنت الحاج محمد أبازه بن عبد الله آغا، يشتمل على ثلاثين غرفة، وقد وقف عليه ولدها الحاج إسماعيل باشا والي حلب وقفًا عظيمًا يشاكل وقف عثمان باشا الدوركي واقف العثمانية الرضائية في سنة ١١٦٤ﻫ.
مسجد المغازلي (محلة: المغازلة (محلة جامع بِيز))٤٥
هو مسجد فسيح يقع في زقاق الجبل من هذه المحلة، وله صحن واسع فيه مكتب لتعليم الأطفال، وقبلية جميلة البناء في جهتها الغربية ضريح من الرخام الأصفر هو ضريح الشيخ درويش الصوفي (ت١٠٤٥) الحسيب الذي تزعم العامة أن اسمه الشيخ محمد المغازلي، وهو اسم مجهول الهوية، وقد كُتب على باب المسجد ما يفيد أن بانيه الشريف صلاح في سنة ١٠٤٦ﻫ.
(١٠-٢) دور الحديث والعلم
دار الحديث السهيلية (زقاق فرن جتجوقه، سويقة حاتم)
هي دار حديث قديمة كان السيد محمد بن السيد حمزة الجعفري كاتب بكلمش أوصى أن تُجعل قاعته الملاصقة للخانقاه الزينبية دار حديث، فلما مات جُعلت دار حديث كما أوصى. وقام بعمارتها والده السيد حمزة سنة ٧٧٦.
وما تزال عامرة إلا أنها في طريق الاندثار والشباك الذي ذكره أبو ذر موجود، وقد كُتب عليه «بسملة إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ إلى قوله تعالى: وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ (٢) أنشأ هذا المسجد المبارك العبد الفقير إلى الله حمزة الجعفري عن نفسه وولده العبد الشهيد محمد وجعله مسجدًا لله تعالى ودارًا للقرآن والحديث النبوي (٣) عليه أفضل الصلاة والتسليم ومدرسة للعلم على مذهب أبي حنيفة — رضي الله عنه — سلمه الله وغفر لهما بتاريخ جمادى الأولى سنة ست وسبعين وسبعمائة.»
وتحت الشباك حجر مقلوب كُتب عليه «أنشأ السبيل المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى حمزة بن الجعفري في دولة مولانا السلطان الملك الظاهر برقوق أعز الله أنصاره (٢) غفر الله له ولوالديه ولكافة المسلمين.»
وقد جددها الشيخ محمد بن حسن الكيالي سنة ١٢٩٧ﻫ، وهي معروفة الآن باسم الزاوية الجعفرية.
المدرسة المنصورية (محلة: الفرافرة)
المدرسة الأسدية (محلة: قلعة الشريف)
المدرسة الشعبانية (محلة: الفرافرة)
تقع المدرسة الشعبانية في الطريق المسمى بها في محلة الفرافرة، وقد بناها شعبان آغا بن أحمد آغا محصل الأموال الأميرية في سنة ١٠٨٥ﻫ.
وهي مدرسة عظيمة البناء لها صحن واسع قدره خمسون ذراعًا في مثلها، في وسطه حوض مربع تحيط به حديقة واسعة تكتنفها غرف المجاورين وعددها سبع وعشرون، وفي شمالي الحوض غرفة واسعة بقبة عالية خُصصت للتدريس، وكذلك في شرقيه حجرة أخرى، وفي غربيها مطبخ، وفي جنوبيها القبلية ذات القبة العالية، وقد فُرشت أرض الصحن بالرخام.
وهي اليوم من المدارس الإسلامية الكبرى في ضخامة بنائها وجمال ريازتها التركية.
ومن ملحقات هذه المدرسة مكتب لتعليم الأطفال قراءة القرآن جنوبي هذه المدرسة.
المدرسة اليشبكية (سوق الضرب)
المدرسة الحسامية (محلة: الفرافرة (غربي القلعة))
مدرسة حسنة بناها الأمير حسام الدين محمود بن ختلو أمير حلب قبل سنة ٦٢٥ﻫ.
قال أبو ذر: هذه المدرسة غربي القلعة على رأس القناة أنشأها الأمير حسام الدين. وأول من درس بها الشيخ بدر الدين يعقوب بن إبراهيم النحاس الحلبي (ت٦٢٧) … وإلى جانبها مسجد حسام الدين المشار إليه، وبالقرب منها خانكاه يُقال لها العادلية بُنيت في سنة ٧٠٦ﻫ.
والأمير حسام الدين هذا هو الجد الأعلى الذي تنتسب إليه أسرة بني الشحنة، العلماء الأفاضل النبلاء المشهورون بحلب.
وهذه المدرسة اليوم لها صحن طوله عشرون ذراعًا في عشرة تقريبًا، وإلى يمينه حجرة صغيرة، وإلى غربيه حجرتان صغيرتان، وإلى جنوبه قبلية ولم يبق من بنائها القديم إلا الباب المكون من ثلاثة أحجار سوداء كبار، كُتب عليه «بسملة عمر هذا المسجد في أيام عبد … السلطان الملك العزيز بن الملك … (٣) وذلك بالإشارة الأتابكية السعيدية … عبد الله. (٤) الظاهرية محمود بن الختلو رحمه الله في سنة خمس وعشرين وستمائة.»
المدرسة العلائية (محلة: الكلاسة)
هي اليوم مسجد صغير خارج محلة الكلاسة في التربة، وقد بناها الأمير علاء الدين علي بن أبي الرجاء شاد الديوان عند الملكة خاتون بنت الملك العادل.
المدرسة القرناصية (محلة: الفرافرة)
تقع في الجادة النازلة تجاه المدرسة الإسماعلية إلى قسطل الملك الناصر الكائن في حضرة حمَّام أزدمر. أنشأها الأمير بكتمر القرناصي (ت٧٧٥).
المدرسة الإسماعيلية (محلة: الفرافرة)
هي بالقرب من دار البلدية، مدرسة لطيفة بناها إسماعيل بك بن محمد الأنطرمة لي في سنة ١٢٥٥ﻫ، وهو الذي ولاه إبراهيم باشا المصري على حلب لما استولى عليهما سنة ١٢٥٥ قبل خروجه من حلب.
المدرسة الجاولية (محلة وراء الجامع (قرب عقبة الياسمين))
وهي مدرسة واسعة إلا أنها مشرفة على الخراب، وقد رمَّمتها دائرة الأوقاف سنة ١٣٠٠ﻫ وأُعيدت إليها بعض غرفها.
المدرسة القرموطية (محلة: باحسيتا)
وهي اليوم مسجد صغير كُتب على بابه الغربي من جهة السوق على حجر من المرمر «إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (٢) أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير (٣) عبد القادر بن قرموط سنة اثنتين وثمانين (٤) وجدده عبد الرحمن بن قرموط سنة ثمان وسبعين وتسعمائة.»
وكان في صحن المسجد من الجهة الشرقية عدة قبور درست الآن.
المدرسة العصرونية (محلة: الفرافرة)
هي مدرسة كبيرة قديمة منسوبة إلى ابن أبي عصرون، وما تزال تُعرف إلى أيامنا هذه بالعصرونية.
يرجع عهد بنائها الأول إلى أيام الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن زنكي (ت٥٥٩)، قال في الدر المنتخب المنسوب لابن الشحنة: «إن هذه المدرسة كانت دارًا لأبي الحسن علي بن أبي الثريا وزير بني مرداس، فصيرها الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بعد انتقالها إليه بالوجه الشرعي مدرسة، وجعل فيها مساكن للمرتبين بها من الفقهاء، وذلك في سنة خمسين وخمسمائة، واستُدعي لها من جبل سنجار الشيخ الإمام شرف الدين أبا سعد عبد الله بن أبي السري محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون بن أبي السري التميمي الحديثي ثم الموصلي الشافعي.» وقد ذكر ابن خلكان في ترجمة ابن أبي عصرون أن الملك العادل كان معجبًا بهذا الشيخ، بنى له مدارس في حلب ودمشق، وإذا كانت هذه المدرسة قد بنيت له في سنة ٥٥٠ فيكون ابن أبي عصرون قد استُدعي إليها من الشام لا من بلده سنجار؛ لأن ابن خلكان يذكر في ترجمته أنه قدم حلب في سنة ٥٤٥، ثم توجه إلى دمشق في أوائل سنة ٥٤٩، ثم عاد إلى حلب وبقي فيها إلى سنة ٥٧٠، ثم رجع إلى الشام وبقي فيها إلى أن مات سنة ٥٨٥. وقد بنى له نور الدين عدة مدارس في بلاد الشام كمنبج وحمص وبعلبك.
المدرسة الصلاحية (محلة: سويقة علي)
تقع شمالي خان خير بك وأمام خان الكتان، وهي مدرسة صغيرة من بقايا المدرسة الصلاحية الكبرى التي شادها الأمير صلاح الدين يوسف بن الأسعد الدوادار (ت٧٤٥) بحلب.
وهي اليوم مدرسة صغيرة قد تغلب عليها جيرانها، وقد كانت مشرفة على الخراب فجددها السيد علاء الدين بن تقي الدين القدسي في سنة ١٢٥٩ فعُرفت بالمدرسة البهائية نسبة إليه — رحمه الله.
مدرسة الجامع الأحمدي (محلة: الدلالين)٦٦
مدرسة بيت العقاد (محلة: باب المقام)
هي مدرسة تلاصق سبيل البيك من الشرق، وكانت تُعرف قديمًا بمدرسة الدفتردار. وكانت مدرسة عظيمة البناء إلا أنها متوهنة اليوم.
المدرسة الجروكية (محلة: سويقة علي)
تقع في الجادة العامة في السويقة لصق مسجد أصلان دده، ولها باب أمام خان الوزير.
أنشأها الأمير عز الدين جردبك النوري سنة ٥٥١ﻫ.
(١٠-٣) الترب
تربة الأمير بدر الدين بن أبي بكر (محلة: باب أنطاكية)
بالقرب من جسر باب أنطاكية وغير بعيد من النهر، يوجد مسجد لطيف تسميه العامة جامع أبناء أبي بكر، وهو في الحقيقة تربة الأمير بدر الدين محمد بن الحاج أبي بكر أحد الأمراء في حلب.
ذكره ابن الوردي في تاريخه في حوادث سنة ٧٤٢، فقال: في هذه السنة تُوفي الأمير بدر الدين محمد … أحد الأمراء بحلب كان من رجال الدنيا، وله مارستان بطرابلس وارتفع به الدهر وانخفض ودُفن بتربته في جامع أنشأه بحلب بباب أنطاكية.
تربة الدوادارارغون (محلة: ساحة بزه)
تربة الملك الأفضل (قرب مشهد الهروي)
بنى الملك الأفضل علي بن صلاح الدين (٥٦٥–٦٢٢) لنفسه تربة في ظاهر حلب بالقرب من مشهد الهروي.
وكان الملك الأفضل هذا من الأمراء الشجعان، ملك حلب ودمشق وبيت المقدس بعد وفاة أبيه، ثم استقل بسميساط وظل فيها إلى أن مات.
(١٠-٤) المشاهد
مشهد الأنصاري وتربته (محلة: الأنصاري (سيف الدولة))
كانت قرية الأنصاري خارج حلب، أما اليوم فهي قطعة منها، وقد اتصل العمران بها، وكانت هذه المنطقة تُسمى الياروقية. قال ياقوت في معجم البلدان: «الياروقية محلة كبيرة بظاهر مدينة حلب تنتسب إلى أمير من أمراء التركمان كان قد نزل فيها بعسكره وقوته ورجاله، وعمَّر بها دورًا ومساكن، وكان من أمراء نور الدين، ومات ياروق هذا في سنة ٥٦٤ﻫ. وقال في الدر المنتخب في باب المزارات: ومنها مسجد يُعرف بمسجد الأنصاري، هو قبلي جبل الجوشن في طرف الياروقية.» وقال أبو الحسن الهروي: «في هذا المشهد قبر عبد الله الأنصاري كما ذكروا.» وقال كمال الدين ابن العديم في تاريخه: «أخبرني والدي — رحمه الله — قال رأت امرأة من نساء أمراء الياروقية في المنام قائلًا يقول: ههنا قبر الأنصاري صاحب رسول الله ﷺ ففتشوا فوجدوا قبرًا فبنوا عليه هذا المشهد، وجعلوا عليه ضريحًا، ثم دثر فجددته نيلوفر عتيقة الأمير سيف الدين علي بن علم الدين سليمان بن جندر، ولما تُوفي معتقها المذكور سنة ٦٢٢ﻫ انقطعت إليه، وقامت بأود مَن يرد عليه من الزوار في كل وقت … إلى أن استولت التتر فتشعث بناؤه بعبثهم.»
قلت: أدركت هذا المشهد صغيرًا جدًّا وله خارج الضريح قبلية صغيرة وليس له وقف فيما أعلم، فلما ولي نيابة حلب الأمير سيف الدين قصروه التمرازي منتقلًا إليها من نيابة طرابلس في سنة ٨٣٠ شرع بعد إقامته قليلًا في توسيع هذا المشهد، وبناه بالحجارة الكبار وعقد على الضريح قبة ووسع الصحن وجعل شماليه إيوانًا ذا شبابيك مطلة إلى جهة الشمال، ولما تُوفيت ابنته، وكانت مخطوبة، دفنها إلى يمنة الداخل بالقرب من الباب، ثم عقد عليها قبة، وكان قد مات له ولد صغير عزيز عنده يُسمى يونس فدفنه بالقبة التي فيها ضريح الأنصاري، ثم ندم على ذلك، فلما تُوفيت ابنته المذكورة دفنها بالقرب من باب المشهد وعقد عليها القبة التي ذكرنا، وجعل لها شباكين كبيرين: أحدهما ينظر إلى الشرق ويشرف على المدينة، والآخر ينظر إلى جهة الشمال … وهذا المشهد اليوم مشهور بمشهد سعيد الأنصاري.
ولما تولى حلب أزدمر بن مزيد في سنة ٨٩٩ بنى تربة بجوار مشهد الأنصاري لما ماتت زوجته السيدة سورباي ودفنها هناك، وتُعرف هذه التربة عند أهل الأنصاري بالجامع الجديد، وهو بناء له إيوان كبير عالٍ بحجارة ضخمة تحيط به قبتان عاليتان، في اليمنى منهما قبران أحدهما قبر السيدة سورباي، وفي جانب البناء منارة متهدمة. وهذا البناء مشرف على السقوط. وعلى باب التربة من الداخل «الحمد لله هذه تربة الست المصونة جهة مولانا ملك الأمراء السيفي أزدمر كافل (٢) المملكة الحلبية المحروسة أعز الله نصره بتاريخ شهر ربيع سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة.» ومن خارج التربة «أنشأ هذه التربة المباركة أيام الملك الأشرف السيفي أزدمر مولانا ملك (٢) الأمراء بحلب المحروسة عز نصره بتاريخ ثلاث وتسعين وثمانمائة.»
وقد كُتب على باب مشهد الأنصاري من داخل القبة «أنشأ هذا المكان المبارك المقر الأشرف العالي المالكي المخدومي السيفي قصروه (٢) الأشرفي كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره بمحمد وآله.» وعلى الجدار الجنوبي من القبة خارجها «بسملة أنشأ هذا المكان المبارك في أيام مولانا الظاهر الملك الأشرف خلد الله ملكه المقر الأشرف العالي المولوي المالكي المخدومي ركن الإسلام والمسلمين كهف الفقراء والمساكين زعيم جيوش (٢) الموحدين سيف أمير المؤمنين السيفي قصروه مولانا ملك الأمراء كافل المملكة الشريفة الحلبية المحروسة أعز الله أنصاره وجعل الوقف على هذا المكان المبارك ابتغاء لوجه الله تعالى نصف قرية الياروقية جوار المكان (٣) المبارك ومن الجبول كل يوم ثلاثة دراهم من الملح تقبله الله تعالى بتاريخ سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.» وعلى الباب الثاني كتابة قد مُحي بعضها يُفهم منها أن البناء كان سنة ثلاثين وثمانمائة. وقبل ذلك ذكر اسم الملك الأشرف برسباي. وإلى جانب القبة الكبيرة قبة أصغر كُتب في أعلاها من الجنوب ما نصه «بسملة أمر بإنشاء هذه التربة المباركة المقر الأشرف الأميري الكبيري المخدومي السيفي مصرباي الأشرفي النائب بالقلعة (٢) المعمورة بحلب أعز الله أنصاره. ومن قبر أحدًا يكون خصمه محمد يوم القيامة إلا بإذن بانيها بتاريخ سابع عشرين ذي القعدة سنة إحدى وتسعماية.»
وعلى باب مشهد الأنصاري حجر كُتب عليه «أنشأ هذه العمارة المباركة مولانا ملك الأمراء المقر الأشرف (٢) السيفي أبي خانك المؤيدي الظاهري كافل المملكة الحلبية أعزه الله (٣) بتاريخ جمادى الأولى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة من الهجرة.»
وقد تشعثت قبة القبر في السنوات الأخيرة. وفي سنة ١٣٤٢ﻫ فُرش الطريق إلى محلة الأنصاري، وأخذ الناس يبنون القصور في تلك المنطقة وامتد العمران بينها وبين حلب، والقبر قد درس منذ بعيد.
ويقول الشيخ الطباخ في إعلام النبلاء (٣: ٢٥): «أما القبر فقد درس من أربعين سنة حينما فُرشت الحجرة التي فيها الضريح بالرخام، غير أن ألواح هذا القبر لم تزل موجودة في طرف المشهد وهي من المرمر، وعلى حجرين منه اسم يونس هذا، وعلى حجرين آخرين كانا موضوعين في طرفي القبر هذان البيتان:
مشهد قرنبيا (محلة: الضوضو)
وهو اليوم مشهد معمور تقصده العامة للتبرك به.
مشهد الصوفية (محلة: آغيور)
هو مشهد صغير يقع جنوبي تكية بابا بيرم باتصالها.
وهذا المشهد من المشاهد الصوفية المباركة التي يقصدها أهل حلب عامة ونساؤهم خاصة ويتباركون بقبوره ويزعمون لأصحابها كرامات.
(١٠-٥) التكايا والزوايا والخوانق
التكية الإخلاصية (محلة: البيَّاضة)
هي قبلة جامع الصَّروي شمالًا ونسبتها إلى الشيخ الصوفي الكبير إخلاص الخلوتي نزيل حلب في سنة ١٠٤٤ﻫ والمتوفى بحلب سنة ١٠٧٤ﻫ.
بناها له الوزير الأعظم محمد باشا الأرناءوط. وهي زاوية حسنة البناء متقنة العمارة على النمط التركي.
وقد كانت فيها مكتبة حافلة إلا أنها تبعثرت، ونُقل ما بقي منها إلى خزانة كتب الأوقاف.
الزاوية الوفائية (باب النصر – شارع الزكي (حارة الطبلة))
وقد كُتب على حجرة في صدر القبلية «قد أنشأ وعمر هذه الزاوية والمسجد في داخلها أحد علماء القرن التاسع قطب العارفين الحسيب النسيب الشيخ عمر الوفائي الحسيني الشهير بالبعاج المدفون هو وابنه الشيخ محمد شمس الدين في حرمهما، كما أن مرقد حفيديه الشيخ أبي الوفاء والشيخ أحمد في سماويهما، وتعلم ترجمة الجميع من كتاب در الحبب لابن الحنبلي، وكتاب معادن الذهب للشيخ أبي الوفاء العرضي، وقد جددها أحد أعقاب منشئهما محمد هاشم بن الحاج عبد الوهاب الوفائي مصادفًا لذنبه تاريخ (غفرانه) سنة ١٣٣٦.»
تكية بابا بيرام (محلة: آغيور)
هي تكية على النمط العثماني لطيفة البناء تجاه مقبرة محلة آغيور (آق يول)، بناها الشيخ بابا بيرم بن الخواجة أحمد اليسوي مرشد الحاج بكتاش ولي بن الشيخ يوسف الهمذاني وأحد شيوخ الشيخ بهاء الدين نقشبند. قدم إلى حلب ونزل في مغارة خارجها، ثم لما بُنيت هذه التكية أُلحقت المغارة بها وما تزال موجودة. وكان قدومه إلى حلب في أواسط القرن الثامن، وظل فيها إلى أن مات سنة ٧٦٤ ودُفن بالتكية، وعُمل على قبره قبة كُتب على بابها «هذا مشهد قطب العارفين بيرام بابا ابن الخواجه أحمد اليسوي ابن يوسف الهمذاني انتقل في سنة ٧٦٤.»
يقول الغزي: «تكية بابا بيرام في المحلة (محلة آغيور) في شماليها تجاه المقبرة، وهي تكية قديمة مشروطة لأهل الطريقة القلندرية عُمرت سنة ٧٦٤، وبابا بيرام هو أحد مشاهير مشايخ هذه الطريقة … ورأيت في جانب قبره شمعدانًا من النحاس الأصفر منقوشًا بعض كلمات بقلم فضي، منها «اللهم أيد وخلد دولة السلطان الأعظم والخاقان الأغر أبو النصر سلطان بهادر.» ورأيت فرمانًا من أحد سلاطين العراق الحيدرية مذيلًا بتوقيع السلطان حسن الطويل محررًا باللغة الفارسية فآثرت تعريبه وإثباته وهو «المقر الحكم ميرزا أبو النصر بهادر (وبعد هذه العبارة حالًا) شيخ تكية بابا بيرم (وبعدها) قد أمرنا الدرويش محمد بالرجوع إلى ما عيناه به من طعام الفقراء القلندرية ورفقناه بالدرويش عيسى ليكونا يدًا واحدة في حسن القيام وعن التوجه والسعي كي تدوم الخانقاه معمورة كما كانت ويبقى الفقراء والدراويش محفوظين في الأمان، ويكونا كالأخوين في خدمتها فاسعوا باكتساب مرضاتنا ولا تخرجوا عن حدود إشارتنا واعتمدوا على آثار تحريرنا الواصل إليكم المؤرخ في غرة محرم الحرام سنة ٨٧٧ (ثم الختم وهو) الواثق بالملك الرحمن حسن بن علي بن عثمان.»
وقد كُتب على باب التكية «هذه تكية بابا بيرم اليسوي، أنشأها على ضريحه ملك العراقين وخراسان وفارس جنتمكان السلطان حسن بن علي شاه بن عثمان خان عليهم رحمة الرحمن في محرم سنة ٨٧١.»
أقول: هذه التكية الآن معمورة، وهي عبارة عن صحن واسم تبلغ خمسين ذراعًا في مثلها تقريبًا، في جنوبيه قبلية يسمونها الميدان، وهي محل إقامة الذكر جُددت سنة ١٠٤٦، وفي غربيها حجرتان للدراويش وفي شرقيها بيت لجلوس الشيخ وفي شماليها ضفة فيها بعض القبور، في غربيها عرصة فيها أشجار …»
أما الشمعدان الذي ذكره الشيخ الغزي فيقول الشيخ الطباخ إن شيخ التكية الشيخ يوسف دده باعه بستين ليرة ذهبًا اشترى بها دارًا ألحقها بالوقف.
زاوية الأطعاني (محلة: المشارقة)
الزاوية البهادرية (محلة: البياضية)
بناها الشيخ أحمد بن الحسن الهلالي العالم الثري (ت٨٤١) على اسم شيخه الشيخ ناصر الدين بن بهادر (ت٨٣٧) بالقرب من جامع الصروي ملاصقة له من جهة القبلة، ولها نوافذ مطلة على هذا الجامع.
زاوية الحاج بلاط (خارج باب المقام)
هي زاوية بناها الحاج بلاط داوادار الأمير أينال كافل حلب؛ لتكون مدرسة وزاوية وتربة له ولمولاه الأمير أينال.
قال أبو ذر في الكلام على الزوايا: هذه الزاوية خارج باب المقام أنشأها الأمير زين الدين الحاج بلاط داوادار الحاج أينال كافل حلب … شرع في عمارة هذه التربة والزاوية وبينهما حوش كبير، وكان هناك بستان فتوصل إليه بطريق شرعي، وعمر فيه هذه الزاوية وجعل هناك حوض ماء … وهي وقف على فقراء الطلبة من الحنفية …
خانقاه البلاط (سوق الصابون)
يقول أبو ذر في كنوز الذهب: أول خانقاه بُنيت في حلب خانقاه البلاط، وسوق البلاط هو سوق الصابون الآن. ولها بابان أحدهما من السوق المذكور والآخر من شارع شرقيها، أنشأها شمس الخواص لؤلؤ الخادم عتيق رضوان، وذلك في سنة تسع وخمسمائة، واسمه مكتوب في عتبة بابها الشرقي. ووقف هذه الخانقاه على الفقراء المتجردين دون المتأهلين بحلب، كذا رأيته في مسودة تاريخ الصاحب (ابن العديم) بخطه … ثم سُد باب الخانقاه الذي من السوق وجُعل صغيرًا وهو باقٍ إلى الآن على تلك الهيئة، وهُجرت ورُدم التراب خلف بابها الشرقي، ورُدمت بركتها وانقطع الماء عنها، وسكنها من جعلها بيتًا من جملة البيوت. ثم لما قدم الشيخ الصالح … علاء الدين بن يوسف الجبرتي حلب … وعمر الصاحبية والحدادية صار يتردد من الحدادية إلى هذه الخانقاه … وأخرج التراب من بركتها … وفتح بابها الشرقي وفتح لها في صدر أبوابها شباكًا إلى الشارع … وفتح شباكًا آخر تجاه بابها الغربي في جانب رواقها … وأخبرني من أثق به أن الجمل بحمله كان يدخل من باب هذه الخانقاه الذي في السوق، فلما اختُصر كان لا يعلم أن هناك خانقاه إلا مَن يدخلها، وهذا سبب فتح الشباكين.
ويقول الطباخ بعد إيراده كلام أبي ذر: أقول أدركنا هذه الخانقاه وهي على الصفة التي ذكرها الشيخ أبو ذر، إلا أن المكان الغربي من صحنها إلى بابها الغربي الذي يلي السوق اتخذته الحكومة مخفرًا … وكان ما بين الصحن إلى الباب رواقان كبيران في وسطهما قبو كبير ويعلوهما على الطرفين حجر كبير، إلا أنه لقدمه وعدم العناية به كان سائرًا في طريق الخراب، فمنذ اثنتي عشرة سنة (١٣٣٠ﻫ) استأجر التاجر محمد زين الدين هذا المكان على أن يعمره مخزنًا كبيرًا … وبقي من هذه الخانقاه جهتها الشرقية وهي مشتملة على صحن في وسطه حوض مؤلف من ثمانية أحجار ضخمة، وفي شماليه قاعة واسعة فيها قبة مرتفعة مبنية من الحجر، وقبلي الصحن قبلية حسنة البناء من الحجر الأصفر الذي كان بحلب من بعادين وبعضه من الحجر الأسود الذي كان يجلب من الأحص … في وسطها قبة عظيمة الارتفاع من الحجر، وفي محرابها عمودان من الرخام الأبيض يعلوهما تاجان من المرمر منقوشان نقشًا بديعًا … وحينما عُمر المخزن نُقل باب الخانقاه القديم إلى شمالي باب المخزن، وبُني وراءه دهليز طويل ليتوصل بذلك إلى الصحن والقبلية من جهة السوق.
زاوية النسيمي (محلة: الفرافرة)
وهو مدفون في الزاوية المعروفة به. قد كانت قبله مسجدًا صغيرًا فلما قُتل النسيمي دُفن فيها. وفي سنة ٩١٠ﻫ جدده السلطان قانصوه الغوري، وهو عبارة عن بناء مستطيل له سماوي طوله ستون ذراعًا في سبع عشرة ذراعًا، في شرقيه حجرة وفي جنوبيه قبلية. وفي غربيه قبلية أخرى دفن، وفي شمالها الغربي قبر النسيمي ووراء هذه القبلية إلى الغرب سبيل حسن له شباكان على الجادة، وفي غربي السماوي قبور جماعة الصوفية الخواجكية.
خانقاه الملك المعظم (زقاق الفرن)
في أول زقاق الفرن إذا قدم الإنسان من الجامع الكبير تقع خانقاه حسنة البناء، يُنزل إليها بعدة درجات لا تكاد الشمس تدخل إليها.
وهي مكونة اليوم من قبلية صغيرة أمامها قبو صغير أمامه صحن طوله مع طول القبو عشرة أمتار في ثمانية. وفي الجهة الشرقية من الصحن ثلاث غرف في داخل وسطاهن قبر مجهول، وفي الجهة الشمالية حجرة مستطيلة، وفي الجهة القريبة حجرتان، والجميع مبني على شكل قبو.
التكية المولوية (محلة: العينين (باب الفرج))
هي تكية عظيمة البناء للسادة المولوية المنسوبين إلى المولى جلال الدين الرومي بن بهاء الدين البلخي، صاحب المثنوي الشريف وابن أخت السلطان علاء الدين محمد خوارزمشاه.
تقع في محل جميل، ولها بناء متقن فيه صحن واسع، فيه قبلية كبيرة يسمونها سماح خانه، يقوم فيها الشيوخ والدراويش بأذكارهم ورقصهم. وفيها المكتبة ويحيط بها غرف الدراويش ومساكن عليا لشيخهم، ومطبخ ومصلى ومدفن وحديقة.
تكية القرقلر (محلة الفرافرة (دخلة القرقلر))
هي تكية حسنة البناء كانت غنية بأوقافها، سُميت بذلك لأنها مقر الأربعين وليًّا، وهذا المقر منحوت في الصخر يُنزل إليه بدرج متصل بطريق قناة حلب.
وهي مكونة من صحن مسقوف بقبو يتصل بالقبلية. وهي مكونة من قسمين: أحدهما قبو بارتفاع الصحن، والثاني متوج بقبة عالية، وفي صدرها محراب من الحجر المنحوت.
ويتصل بالصحن غرفة يتخذها شيخ التكية مقرًّا له. وفي خارجها قسطل يتصل بباب التكية.
وما تزال هذه التكية مقصودة من كافة ديار الأناضول للتبرك بزيارة الأربعين.
(١٠-٦) القساطل والسبلان
قسطل الناصري (محلة: داخل باب النصر)
هو قسطل متقن بالقرب من مسجد الشيخ علي الهندي في حضرة حمَّام أزدمر قرب دور بني الشريف.
سبيل رجب باشا (سوق المناديل)
قسطل الجاويش (محلة: ابن يعقوب)١٠٠
هو قسطل قديم حسن البناء في محلة بانقوسا، يُنزل إليه بخمس وثلاثين درجة، كُتب عليه «أنشأ هذا السبيل المبارك العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حمزة الجعفري في أيام مولانا السلطان الملك الظاهر أبي سعيد برقوق ناصر أمير المؤمنين سنة اثنين وتسعين وسبعمائة.»
سبيل رقبان (محلة: ابن يعقوب)
إلى غربي جامع المصلى شمالًا مكتب لتعليم الأطفال يُسمي مكتب رقبان، ومن تحته سبيل يُعرف به أيضًا. والواقف هو الحاج حسن بن الحاج حسين بن رقبان الحلبي في سنة ٩٨١ﻫ.
سبيل جب القبة (محلة: ابن نصير)١٠٢
هو سبيل متقن غريب في بنائه، أُقيمت عليه قبة حسنة الصنع، وقد سُميت المحلة به.
القسطل الأسود (محلة: آغيور)
سُمي بذلك للحجرة السوداء الكبيرة المبينة فيه.
سبيل البيك (محلة: باب المقام)
هو سبيل لطيف البناء يلاصق مدرسة بيت العقاد، ويُنسب لبانيه الأمير أحمد بك بن إبراهيم باشا.
سبيل المستدامية (محلة: البياضة (المستدامية))
هو شرقي الجامع المعروف به.
قسطل المشط (محلة: قسطل المشط)١٠٧
قسطل الحوار (محلة: الجبيلة)
هو قسطل غريب منقور في جبل الحوار بحلب في تلك المحلة، ويُسمى أيضًا قسطل الشعارة، وهو من بناء السيد أحمد بن محمد الحلبي المشهور بابن مهان المتوفى سنة ٩٤٠.
وما يزال القبر موجودًا داخل مغارة طويلة قليلة كان الحبالون يشتغلون فيها، وقد كُتب على القبر «أنشأ هذا السبيل المبارك أضعف خلق الله الحاج أحمد بن الحاج محمد مهان النعايومي … ولرسوله الكريم بتاريخ شهر صفر الخير سنة تسعة وثلاثين وتسعمائة.»
(١٠-٧) الحمَّامات
في حلب عدد من الحمَّامات الأثرية الجميلة في بنائها المتقنة في زخارفها، وقد بُنيت على طراز رائع يحفظ المتحمم من الأذى ويحميه من آثار الانتقال من البرودة إلى الحرارة أو من الحرارة إلى البرودة، وذلك بتقسيم الحمَّام إلى ثلاثة أقسام تتدرج فيها الحرارة؛ وتُسمى البراني والوسطاني والجواني، فالبراني — ويُسمى القسم الخارجي أيضًا — يكون مؤلفًا من ساحة واسعة مفروشة أرضها بالرخام الملون، تحيط بها المصاطب العريضة ذات الدرابزين الخشبي الجميل. وعلى هذه المصاطب يخلع المتحمم ثيابه ويعلقها على المشاجب الخشبية أو يحفظها في الخزائن الحائطية، وتعلو هذا القسم قبة عالية ذات كوى ومشاكٍ بزجاج ملون.
والوسطاني مؤلف من ساحة أصغر من ساحة القسم البراني تحيط به الخلوات الصغيرة ذات القباب العالية، وفيها أحواض لها حنفيتان، إحداهما ساخنة الماء، والثانية باردة.
والجواني يشبه الوسطاني إلا في شدة حرارته من جهة، وفي وجود بيت النار فيه من جهة ثانية.
الحمَّامات القديمة في حلب
قال ابن شداد في تعداد حمَّامات حلب: فمما في باطنها من الحمَّامات:
-
١ الحمَّام الجديد١١١
-
١ حمَّام السلطان بباب الأربعين١١٢
-
٢ حمَّامان بالمعقلية١١٣
-
٢ حمَّامان لمحيي الدين
-
٢ حمَّامان لابن العديم١١٤
-
٢ حمَّامان للناصح١١٥
-
٢ حمَّاما الفوقاني١١٦
-
٢ حمَّامان أنشأهما القاضي جمال الدين
-
١ حمَّام حسام الدين بباب الأربعين١١٧
-
١ حمَّام الواساني١١٨
-
٢ حمَّاما علي بالمدبغة١١٩
-
٢ حمَّاما الست١٢٠
-
١ حمَّام الحدادين١٢١
-
١ حمَّام القبة١٢٢
-
١ حمَّام الزجاجين إنشاء بني العجمي
-
٢ حمَّاما السباعي، وبدرب السباعي حمَّام خراب آثارها باقية
-
١ حمَّام بردبك أتابك١٢٣
-
١ حمَّام العفيف برأس الدلبة١٢٤
-
٢ حمَّاما الشريف١٢٥
-
١ حمَّام الوزير١٢٦
-
١ حمَّام الشماس١٢٧
-
١ حمَّام الوالي بالجلوم١٢٨
-
١ حمَّام الصفي بالعقبة١٢٩
-
١ حمَّام القاضي بهاء الدين بباب العراق١٣٠
-
١ حمَّام الوالي بباب العراق١٣١
-
١ حمَّام شمس الدين لولو١٣٢
-
٢ حمَّاما ابن عصرون١٣٣
-
١ حمَّام العوافي بباب الجنان١٣٤
-
٢ حمَّاما أبي الحصين١٣٥
-
١ حمَّام حمدان١٣٦
-
١ حمَّام البدر١٣٧
-
٢ حمَّاما موغان١٣٨
-
١ حمَّام الشحنة برأس التل١٣٩
-
١ حمَّام ابن خدرس١٤٠
-
٢ حمَّاما السرور١٤١
-
١ حمَّام الكاملية
-
٢ حمَّاما ابن الخشاب١٤٢
-
١ حمَّام ابن العجمي بباحسيتا وسيتا داخل باب الفرج مسجد وقبر، والناس يزورونه ويقولون إنه قبر عبد صالح يُعرف بسيتا، وإنه باح بالسر فنُسبت أعماله إليه
-
١ حمَّام ابن الملك المعظم١٤٣
-
١ حمَّام الشريف عز الدين بباب الخراق (لعلها العراق)١٤٤
-
١ حمَّام إنشاء بن نصر الله١٤٥
-
٢ حمَّامان بدار بيت ذكا، وهما وقف على الزجاجية
-
١ حمَّام العتيقة١٤٦
-
١ حمَّام العصيصي١٤٧
-
٢ حمَّاما ابن الأثير١٤٨
-
٢ حمَّاما السابق١٤٩
-
١ حمَّام برأس التل أيضًا١٥٠
-
١ حمَّام العرائس١٥١
-
٢ حمَّامان بالفرايين١٥٢
-
٧١ المجموع
الحمَّامات التي كانت بظاهر حلب
حمَّامات الحاضر وعددها تسع وعشرون
-
٢ حمَّاما السوق
-
٢ حمَّاما الركن
-
١ حمَّام الكاملية
-
١ حمَّام الإدريسي
-
١ حمَّام ابن الدرمش
-
٢ حمَّاما القاضي
-
٢ حمَّاما أسد الدين
-
٢ حمَّاما بني عصرون
-
١ حمَّام ابن الدرمش بحارة الحوارنة
-
١ حمَّام الخان
-
١ حمَّام الشهاب داود
-
١ حمَّام ابن العسقلاني
-
١ حمَّام البدوية
-
١ حمَّام مدرسة بلدق
-
١ حمَّام ابن سلاح دار
-
١ حمَّام الجوهري إنشاء سعد الدين
-
١ حمَّام ابن الدرويش
-
١ حمَّام قرب دار حبيب الكردي١٥٤
-
٢ حمَّاما سوق التبن بالرابية
-
١ حمَّام الظاهرية
-
١ حمَّام طمان بالظاهرية
-
١ حمَّام البغراصي بالظاهرية
-
٢٩ حمَّامًا
الحمَّامات التي كانت بالياروقية (هي محلة الأنصاري اليوم)
-
١ حمَّام الملك الظافر
-
١ حمَّام عز الدين ميكائيل
-
١ حمَّام ابن سنقري
-
٣ حمَّامات
الحمَّامات التي كانت خارج باب أنطاكية
-
١ حمَّام الجسر ولحقت أثرها تجاه مدرسة الحاج أبي بكر
-
٢ حمَّاما قيصر
-
١ حمَّام الحافظي
-
١ حمَّام الريكاني
-
١ حمَّام عريف الصاغة
-
٦ حمَّامات
الحمَّامات التي كانت بالحلبة (هي محلة الفيض سيف الدولة اليوم)
-
٢ حمَّاما الشهاب العجمي
-
١ حمَّام فخر الدين أياس
-
٣ حمَّامات
الحمَّامات التي بالبساتين
-
١ حمَّام ببستان تحت مشهد الدكة
-
١ حمَّام ببستان شمس الدين خضر والي
-
١ حمَّام ببستان ابن تكيل الذهب
-
١ حمَّام ببستان مشهد الحسين
-
١ حمَّام ببستان الوزير ابن حرب
-
١ حمَّام ببستان المضيق يُعرف بابن حسون
-
١ حمَّام ببستان النقيب محمد بن صدقة بالخناقية أيضًا
-
١ حمَّام ببستان ابن عبد الرحيم
-
١ حمَّام ببستان الأزرق
-
١ حمَّام ببستان تاج الملوك المعروف بالناصح
-
١ حمَّام ببستان صفي الدين طارق
-
١ حمَّام ببستان ابن حرب المنتقل إلى قرطاي
-
١ حمَّام ببستان الوالي
-
١ حمَّام ببستان جمال الدولة
-
١ حمَّام ببستان شمس الدين لؤلؤ
-
١ حمَّام ببستان الشريف
-
١ حمَّام ببستان بكتاش والي القلعة
-
١ حمَّام ببستان فخر الدين بن الخشاب
-
١ حمَّام ببستان كافي اليهود بالهزازة١٥٦
-
٣ حمَّامات ببساتين السلطان
-
٢٢ حمَّامًا
الحمَّامات التي وقعت بالرمادة (قرب مسجد البختي وببانقوسا وعددها عشرة)
-
١ حمَّام الملاح
-
٢ حمَّاما فخر الدين الوالي
-
٢ حمَّاما جمال الدولة
-
١ حمَّام بدر الدين بن أبي الهيجاء
-
١ حمَّام بهاء الدين بن أبي الهيجاء
-
١ حمَّام فخر الدين أخي شمس الدين لؤلؤ
-
٢ حمَّامان ببانقوسا أحدهما لابن أبي الحصين، والآخر يُعرف بالمعارة
-
١٠ حمَّامات
الحمَّامات التي في الدور
-
٢ حمَّام بدار المعظم، وحمَّام بدار جمال الدولة
-
١ حمَّام بدار شمس الدين لولو
-
١ حمَّام بدار علاء الدين طاي بغا
-
١ حمَّام بدار سعد الدين بن الدرويش
-
١ حمَّام في آدر بني الخشاب
-
١ حمَّام بدار الشريف بقلعته
-
١ حمَّام بدار ظفر بباب الأربعين
-
١ حمَّام بدار علاء الدين بن الناصح بالتنانيريين
-
١ حمَّام بدار سيف الدين بن الناصح برأس درب الخراف
-
١ حمَّام بدار سيف الدين علي بن قليج
-
١ حمَّام بدار عماد الدين أخيه
-
١ حمَّام بدار بدر الدين الوالي
-
١ حمَّام بدار الشريف الزجاج بقلعة الشريف
-
١ حمَّام بدار نظام الدين الوزير في باب النصر
-
١ حمَّام بدار أتابك
-
١ حمَّام بدار جمال الدولة إقبال الظاهري
-
١ حمَّام بدار صارم الدولة أزبك الظاهري
-
١ حمَّام بدار حسام الدين علي بن بهاء الدين أيوب
-
١ حمَّام بدار الرئيس صفي الدين طارق
-
١ حمَّام بدار شهاب الدين بن علم الدين
-
١ حمَّام بدار الملك رشيد
-
١ حمَّام بدار الأمير سيف الدين بكتوت العزيزي
-
١ حمَّام بدار صاحب شيزر
-
٢٤ حمَّامًا
-
١ حمَّام بدار نجم الدين الجوهري
-
١ حمَّام بدار ابن بغا
-
١ حمَّام بدار عماد الدين عبد الرحيم ابن العجمي
-
١ حمَّام بدار عز الدين الحموي
-
١٧٣ المجموع العام
«٨» حمَّامات حلب في عهد الأستاذ الطباخ
يقول المرحوم الأستاذ محمد راغب الطباخ، بعد أن أورد قائمة ابن شداد وتعليقات أبي ذر عليها، وكلام صاحب الدر المنتخب ابن خطيب الناصرية:
ومعظم ما ذكره — أي ابن خطيب الناصرية (ت٨٤٣) — موجود الآن، وهو «٣٩» حمَّامًا، وتجدد في هذا القرن حمَّامان، فالمجموع «٤١» حمَّامًا، وإليك أسماءها وأماكنها:
-
١ حمَّام الويوضي في محلة باب أنطاكية
-
١ حمَّام العتيقة في محلة الكلاسة
-
١ حمَّام الجديدة في محلة الكلاسة بناها الحاج محمد وإبراهيم العرو سنة ١٣٢٨
-
١ حمَّام بزدار في ذيل العقبة
-
١ حمَّام عتَّاب في محلة الجلوم
-
١ حمَّام الجوهري في محلة باب قنسرين
-
١ حمَّام المالحة في محلة باب قنسرين
-
١ حمَّام ميخان في محلة السفاحية
-
١ حمَّام بزه في محلة ساحة بزه
-
١ حمَّام الصالحية في محلة باب المقام
-
١ حمَّام الذهب في محلة زقاق النخلة
-
١ حمَّام اللبابيدية في محلة سوق الجمعة، وهي حمَّام الناصري
-
١ حمَّام عاشق في محلة القصيلة، وهي حمَّام أشقتمر، وقد تقدم ذكرها
-
١ حمَّام برسين في محلة باب النيرب
-
١ حمَّام الجابرية في محلة دكاكين حجيج بناها الحاج ضياء الجابري سنة ١٣١٥
-
١ حمَّام باب الأحمر في محلة باب الأحمر (أغلبك)
-
١ حمَّام البياضة (السروي) في محلة البياضة
-
١ حمَّام بلبان في محلة المستدامية
-
١ حمَّام القاضي في جادة باب النصر
-
١ حمَّام أوج خان في سوق النحاسين
-
١ حمَّام القواس عند جامع الزكي
-
١ حمَّام بهرام في محلة الجديدة
-
١ حمَّام البساتنة في محلة قسطل الحرامي
-
١ حمَّام الألماجي في محلة الألماجي
-
١ حمَّام آغيور في محلة آغيور (آقيول)
-
١ حمَّام السبيل عند سبيل دالي محمود
-
١ حمَّام الأفندي في محلة سوق الدجاج
-
١ حمَّام الجديدة في محلة بانقوسا
-
١ حمَّام سوق الغزل في محلة خان السبيل
-
١ حمَّام رقبان في محلة بانقوسا
-
١ حمَّام النحاسين قبلي الجامع الكبير
-
١ حمَّام الأبرية في محلة سويقة حاتم
-
١ حمَّام الواساني في محلة سويقة حاتم
-
١ حمَّام السلطان في محلة الفرافرة
-
١ حمَّام مصطفى باشا في محلة الفرافرة
-
١ حمَّام أزدمر في محلة الفرافرة
-
١ حمَّام الخونكرلي في محلة الفرافرة
-
١ حمَّام الجديدة في محلة سويقة الحجارين
-
١ حمَّام التل في محلة بحسيتا
-
١ حمَّام الجسر في محلة باب الخان
-
١ حمَّام الخسته خانه في محلة الرمضانية
-
٤١ حمَّامًا
وقد كان في منتهى سوق الحرير ملاصق مسجد اليتامى وأمام الطريق التي تأخذ بك إلى محلة جب أسد الله حمَّام تُعرف بحمَّام البيلوني؛ لأنها تابعة لوقفه، وكانت تُدعى قديمًا حمَّام موغان وقد خربت عند تعريض الجادة هناك، وذلك في سنة ١٣٣٥. وبُني موضعها منذ سنتين سبع حوانيت عظيمة أُلحقت بوقف بني البيلوني، وبعض هذه الحمَّام عرضت بها الجادة.
الحمَّامات الأثرية الباقية في حلب هي
(١) حمَّام الذهبي (محلة: داخل باب النيرب)
ولم يذكر شيئًا عن قبره، ولكن صلاة الناس بحلب عليه صلاة الغائب معناها أنه دُفن بدمشق، وابن الوردي مؤرخ ثقة عالم بأحوال حلب عاش فيها طويلًا ومات بها، فأغلب الظن أن الذهبي الذي تُنسب إليه هو ذهبي آخر.
(٢) الحمَّام الجديدة (محلة: الشميصاتية)
(٣) حمَّام البياضة (المستدامية) (محلة: البياضة (المستدامية))
هي مقابل جامع الصروي إلى الجنوب، أنشأها الأمير الخواجا جمال الدين يوسف ابن النفيس.
(٤) حمَّام الصالحية (محلة: باب المقام)
هي حمَّام حسنة البناء تجاه سبيل البيك بناها أزدمر بن مزيد الجركسي سنة ٨٩٠.
وتسميها العامة اليوم حمَّام «الزَّمر»، وهو تحريف أزدمر.
(٥) حمَّاما محمد باشا (محلة: باب أنطاكية)
يقول الغزي في نهر الذهب (٢: ٥١٨) نقلًا عن وقفية وقف محمد باشا بن جمال الدين سنان المعروف بوقف إبراهيم خان في سنة ٩٨٢ﻫ: وبنى في باب أنطاكية حمَّامين، أحدهما مختص بالدباغين في شماليه خمس دكاكين وخمس حجرات عليا، وفي شرقيه أربع دكاكين وفرن عليه أربع حجرات، يتصل بالحمَّام روشن عالٍ وفي أسفله فرن لخبز المبسوس.
(٦) حمَّام البساتنة (محلة: البساتنة)١٦٧
هي حمَّام قديمة مجهولة.
(١٠-٨) الخانات
في الشهباء عدد عظيم من الخانات الضخمة في سعتها، الفخمة في بنائها، القديمة في تاريخها، وقد أخذ بعضها يندثر أو يتحول. إلى دور أو مخازن أو دكاكين.
وإنما كثرت الخانات قديمًا في حلب بسبب كون المدينة مركزًا تجاريًّا عظيمًا، وتتألف هذه الخانات في الغالب من مدخل عظيم في علوه وزخارفه وفتحته، يؤدي إلى صحن واسع فيه إسطبلات للدواب وغرف أرضية وعلوية للبضائع والتجار.
وقد ذكرنا في اللائحتين الأولى والثانية بعض الخانات القديمة.
وإليك ما بقي من الخانات الأثرية التي تلي تلك الخانات في قيمتها التاريخية أو الفنية المعمارية.
قائمة بأكبر الخانات الهامة الموجودة الآن
-
(١)
خان الفرايين: هو من أعظم خانات محلة ساحة بزه التجارية.
-
(٢)
خان الشيباني: تجاه حمَّام عتاب من أوقاف بني الحسبي.
-
(٣)
خان الطاف: لصيق الكنيسة الفرنسيسكانية من أوقاف موتياب.
-
(٤)
خان الجورة: خان كبير في سوق الهواء بمحلة باب أنطاكية.
-
(٥)
خان النوتون: خان كبير ذو طابقين، متقن البناء في سوق الهواء.
-
(٦)
خان العلبية: من أكبر الحانات التجارية وأكثرها رونقًا في محلة: ساحة بزه.
(١٠-٩) الدور والقصور
في الشهباء اليوم عدد كبير من القصور والدور الجميلة المتقنة في عمرانها، وهي مكونة — في الغالب — من واجهة مرتفعة ضخمة فيها الباب المؤدي إلى الصحن، وهو في الأغلب مكشوف تتوسطه بركة وتحيط به الأشجار، وهي غالبًا ما تكون برتقالًا أو ليمونًا أو نارنجًا. ومقابل المدخل إيوان ضخم عالٍ في جانبيه غرفتان أو قبتان. ويحيط بالصحن غرف أرضية وعلوية.
وقد تنقسم الدار الكبيرة أو القصر إلى قسمين: أحدهما خاص بالنساء ويُسمى «الحرملك»، وهي كلمة تركية معناها «نسوي»، وثانيهما خاص بالرجال والضيفان ويُسمى «السلاملك»، وهي كلمة تركية معناها «موضع السلام». وربما يسمون القصور الكبرى «قناق» وهي كلمة تركية أيضًا معناها «المضافة» أو «دار الاستراحة»، ويكون في هذه الدور غرف واسعة جدًّا تُسمى «قاعات»، وهي ممتازة بخشبياتها وزخارفها الرخامية المتقنة، وهذه القاعات تتألف في الغالب من بيت كبير وجناحين واسعين تتوسطهما بركة صغيرة جميلة أو فسقية، وفي صدرها سلسبيل ماء. وربما وقعت البركة في وسط العتبة وهي منخفضة عن مستوى أرض القاعة.
وأجمل ما في هذه الدور والقصور غرفها المزدانة بالخشبيات السقفية والحائطية والزخارف الرخامية والمرمرية، وكتاباتها المذهبة التي تشتمل على بعض آيات من القرآن الكريم أو الحديث الشريف، أو الشعر الجميل. ونورد فيما يلي وصفًا موجزًا لأجمل هذه الدور والقصور:
بيت أجيقباش (محلة: الجديدة (شارع الياسمين))
هو من منازل حلب القديمة الجميلة الواقعة بجوار كتدارئية السريان الكاثوليك، ويرجع عهده إلى مطلع القرن الثامن عشر للميلاد.
بيت الدَّلال (محلة: الجديدة (دخلة السيسي))
هو بيت جميل جدًّا يرجع عهد بنائه إلى القرن السابع عشر للميلاد.
وهو مكون من صحن رائع جدًّا، وفيه حوض مرمري أحمر وأبيض، وبجانب هذا الحوض مسطبة حجرية جميلة يحيط بها شبك حديدي حسن الصنع كانت معدة لجلوس الموسيقيين الذين كان يحضرهم صاحب الدار لإقامة حفلات السمر، ومن وراء هذه المسطبة حديقة صغيرة وصهريج لماء المطر، كما أن الحوض محاط في كل جهة من جهاته بحدائق صغيرة لطيفة. وأجمل ما في الصحن هو الإيوان العالي الجميل البناء، المتبختر بنقوشه المرمرية وكتبياته الرائعة وقبتيه الغنيتين بخشبهما المنقوش الجميل. وفي الصحن غرفة طعام واسعة لها سقف خشبي متقن الزخرفة، وقاعة عظمى للاستقبال ولها قبة وفيها شبابيك وأبواب وخزائن خشبية جميلة.
وفي الطابق العلوي قسم الحريم (الحرملك) وهو مكون من سطح له مسطبة للموسيقين أيضًا، وحوض ماء لطيف، ودورة مياه متقنة التقسيم، وفيه قاعتان كبيرتان جميلتان في زخرفهما وخشبيتهما وكتاباتهما المذهبة وشرفتهما المطلة على الصحن.
بيت صادر (محلة: الجديدة (دخلة الحصرم))
هو بيت جميل جدًّا يرجع إلى نهاية القرن السابع عشر أو أوائل القرن الثامن عشر، وقد اتخذ اليوم مدرسة لأبناء طائفة السريان الكاثوليك.
وهو مكون من صحن واسع كان فيه حوض جميل وحديقة لطيفة، ولكن تحويل البيت إلى مدرسة قد أزال معالم الحوض والحديقة.
بيت كِبة (محلة: الجديدة (قبالة كتدرائية الروم الكاثوليك))
هو منزل عربي الطراز جميل الصنع، يرجع عهده إلى فجر القرن الثامن عشر.
بيت باصيل (محلة: الجديدة دخلة الزبال)
هو منزل عربي الأسلوب يرجع إلى مطلع القرن الثامن عشر، وهو على نمط بيت كبة، ولعلهما من صنع ريازي واحد.
بيوت أخرى
وفي حلب بيوت أثرية أخرى في الأحياء الإسلامية القديمة كالفرافرة، والجلوم، وقلعة الشريف. وأجدر هذه البيوت بالذكر:
(١) بيتا آل قطار آغاسي
في محلة الفرافرة بالقرب من خانقاه الفرافرة، وهما داران عظيمتان في سعة صحنهما وبركتيهما وقاعاتهما العديدة الجميلة الزخارف الغنية بخشبياتها.
(٢) دار آل المرعشي
في تلك المحلة أيضًا، وهي مزهوة بقاعتها الرائعة وحوضها الجميل وخشبياتها السقفية.
(٣) قصور آل كتخدا وحسن بك والعينتابي واليكن والشريف
في تلك المحلة، وهي قصور غنية بألواح القاشاني الجميل الذي كان يعلو كثيرًا حيطان بيوت هذه الأسر، وقد قُلع قسم كبير منه. وأغلب الظن أن هذا القاشاني المتقن كان يُصنع في حلب نفسها، يقول الغزي: «وأما الصنائع التي فُقدت من حلب وفُقد صنَّاعها؛ فمنها صنعة القاشاني الذي كان يُجعل ظهارة لجدران بعض المباني العظيمة كالمساجد والبيوت الكبار، على أنني لم أظفر بقول ينبئ بأن القاشاني كان يُشغل في حلب، إنما ذكرته في صناعتها القديمة اعتمادًا على ما سمعته من الشيوخ تواترًا عن أسلافهم، وعلى ما يظهر من توقيعه على المرافق والعضادات، توقيعًا يبعد أن يكون عُمل في غير حلب ثم نُقل إليها. وقد أخبرني بعض الثقات أنه وجد قطعة من القاشاني حُرر فيها نقشًا في ظاهرها ما يأتي: «شغل المعلم ميخائيل»، وأن هذه القطعة كانت عند المستر هاندرسون قنصل دولة الإنكليز الذي كان في حلب في حدود سنة ١٣٠٠ﻫ.
(١٠-١٠) الكنائس
النصارى قدماء في حلب، وكنائسهم قديمة من قبل الفتح الإسلامي، ولكن لم يبقَ من تلك الكنائس التي ترجع إلى ما قبل الإسلام كنيسة واحدة.
على أن هناك بعض الجوامع والمدارس الإسلامية التي كانت كنائس، وقد ظلت فيها إلى أيامنا هذه بقايا من البناء القديم كالذي تجده في المدرسة الحلوية، وقد أسلفنا تفصيل ذلك.
أما الكنائس المسيحية الموجودة الآن في حلب فأقدمها لا يعدو العصر المملوكي، وليست عندنا معلومات كافية صحيحة عن النصارى وأحوالهم ومعابدهم خلال العصور الإسلامية منذ الفتح الإسلامي حتى العصر المملوكي.
وإليك وصفًا موجزًا للكنائس الكبيرة الموجود اليوم:
كنيسة الأربعين شهيدًا للأرمن الغريغوريين (محلة: الصليبة)
هي كنيسة قديمة جدًّا بُنيت على اسم الأربعين شهيدًا. وهي بناء تظهر عليه آثار القدم، طوله عشر أذرع في سبع، وفي صدره شبه هيكل يُصعد إليه بدرج، وفي طرفه عدة قبور مكتوب عليها بالأرمنية، وأقدمها تاريخًا يرجع إلى سنة ١٦٠٨م / ١٠١٧ﻫ.
ويقول كهنة هذه الكنيسة إن بناءها يرجع إلى القرن الحادي عشر للميلاد، وقد كُتب على حجر بين بابي الكنيسة أنها جُددت للمرة الثانية في سنة ١٤٥٢م / ٨٥٦ﻫ، ثم وسعت في سنة ١٦٣٩م / ١٠٤٩ﻫ، ثم جُددت في سنة ١٨٦٩م / ١٢٦٨ﻫ.
وقد بُنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة يُظن أنها من العهد البيزنطي ولا زالت بقايا تلك الكنيسة تحت الكنيسة الحالية. ويُنزل إليها بفتحة صغيرة من أرض الكنيسة.
كنيسة الروم الأرثوذكس (محلة: الصليبة)
هي كنيسة كبيرة تُسمى بالسيدة العذراء، تقع في الساحة الكبرى بمحلة الصليبة، وقد أُقيمت على أطلال كنيسة قديمة شادها النصارى الملكيون في أواخر القرن الخامس عشر، وقد كان الساعي لتجديد هذه الكنيسة وتوسيعها سنة ١٨٥١م هو المطران كيرللس القبرصي (+١٨٦١م).
وطول هذه الكنيسة ٣٥ مترًا في ٢٢ مترًا، وارتفاعها ٥ أمتار ولها هيكل مرفوع على أربعة أعمدة من الحجر الأصفر البعاديني الحلبي، ولهذه الأعمدة تيجان من النحاس الجميل الصنعة.
هذا مع العلم بأن مدخلها هو مدخل كنيسة الأرمن الأرثوذكس الآنفة الذكر. وهذه الكنيسة من أجمل الكنائس الحلبية وأكثرها نقوشًا وزخارف حجرية وخشبية ونحاسية، مما يدل على رقي الصناعات في عصر تشييدها.
كنيسة الموارنة (محلة: الصليبة (حارة التومايات))
أسست في سنة ١٨٧٣م / ١٢٩٠ﻫ بعناية المطران يوسف مطر وبني هيكلها في سنة ١٨٩٢م / ١٣٩٠ﻫ بعناية المطران يوسف دياب، وهي مبنية على الطراز الروماني وعلى نمط كنيسة مريم العظمى في روما.
أطوالها ٤١٫٥٠ × ١٩٫٧٥ × ١٥٫٢٥ مترًا.
وهي أجل الكنائس المسيحية عظمة بناء، ويلحق بها مكتبة فخمة غنية بالمطبوعات والمخطوطات، وهي اليوم محفوظة في قاعة كبيرة بدار سيادة المطران.
كنيسة السريان الكاثوليك (سوق الجديدة (بوابة الياسمين))
هي من الكنائس القديمة، بُنيت على اسم السيدة العذراء سنة ١٥١٠م / ٩١٦ﻫ.
تقع تجاه قسطل إبشير باشا، وهي متقنة البناء، أطوالها ٣٢ × ١٦ مترًا.
جُددت في سنة ١٨٥٢م / ١٢٦٩ﻫ بعد حريقها.
كنيسة الرهبنة اليسوعية (محلة: القواس)١٨٤
تقع هذه الكنيسة العظيمة في بنائها شرقي هذه المحلة، على حدود محلة تراب (ترب) الغرباء على اسم قلب يسوع المسيح.
بُدئ ببنائها في سنة ١٨٦٩م / ١٢٩٧ﻫ، وجُعل لها هيكل مساحته ٢٥ × ١٨ × ١٢ مترًا. وتمت بناء في سنة ١٨٨١م.
كنيسة الأرمن الكاثوليك (محلة: التومايات١٨٦ (حارة الصليبة))
في سنة ١٨٣١م / ١٢٤٧ﻫ سعى سيادة المطران إبراهيم كوبيل مطران الأرمن الكاثوليك ببناء كنيسة لطائفته في الحارة المعروفة بحارة الإفرنجية ثم شرع بالبناء في عهد المطران باسيليوس عيواظ سنة ١٩٤٠ﻫ، وهي كنيسة متقنة البناء حجمها ٣٢ × ١٦ مترًا، ولها ثلاثة أواوين بأعمدة من المرمر الأصفر في صدرها «الكوروس» المشتمل على ثلاثة مذابح جميلة من الرخام الأصفر الحلبي.
وفي الكنيسة سقوف خشبية ملونة جميلة.
كنيسة الآباء الفرنسيسكان (محلة: الكتاب)
هي كنيسة قديمة خارج أسوار المدينة بُنيت على اسم القديس مار أنطانيوس للرهبان الفرنسيسكان في محلة الكتاب.
وقد جُددت عدة مرات، وأقدم تلك التجديدات في سنة ١٨٦٥م.
كنيسة الروم الكاثوليك (محلة: الجديدة)
هي كنيسة كاتدرائية أنشأتها طائفة الروم الكاثوليك (وهم المعروفون قديمًا باسم الروم الملكيين) سنة ١٨٤٩م / ١٢٦٠ﻫ باسم السيدة العذراء، ثم جُددت ورُممت سنة ١٨٥٢م / ١٢٩٦ﻫ.
كنيسة الكلدان (محلة: العزيزية)١٨٨
أُنشئت في سنة ١٨٨٦م / ١٢٩٣ﻫ باسم القديسين بطرس وبولس بعناية الخوري بطرس وسام. ولها معبد ضخم ذو حنايا جد متقنة.
وتبلغ مساحتها ٦٠٠ ذراع، وهي متقنة البناء نوعًا ما على الرغم من سذاجة زخرفتها ونقشها.
كنيسة اللاتين (محلة: العزيزية)
بقية الكنائس الحالية
في حلب اليوم غير ما ذكرنا الكنائس الآتية:
«كنيسة بشارة الإنجيل (محلة: جقور قسطل)»: للنصارى البروتستانت، وقد بُنيت في سنة ١٨٦٧م.
«كنيسة مار فرنسيس (محلة: الجلوم حارة الشيبابي)»: كانت للآباء الفرنسيسكان وتسميها العامة كنيسة الشيباني؛ لأنها بقرب مسجد الإمام الشيباني، بُنيت في سنة ١٨٧٨م وقد صارت اليوم مقرًّا لمعمل الدخان في حلب.
«كنيسة مار جرجس (محلة: الصليبة (الشرعسوس))»: للروم الكاثوليك بُنيت في القرن الثاني عشر وجُددت في سنة ١٨٥٠م.
«كنيسة مار جرجس (محلة: جقور قسطل)»: للسريان الأرثوذكس، وقد خُصصت بهم في سنة ١٨٩٣م بعد أن كان الأرمن الأرثوذكس يشاركونهم فيها.
«كنيسة القديس بونا آقا نتورا (محلة: الرام في السليمانية)»: للآباء الفرنسيسكان بُنيت سنة ١٩٠٧م.
«كنيسة الأنفس المطهرة (محلة: الصليبة (الحميدية))»: للنصارى الموارنة بُنيت سنة ١٩١٠م.
الكنائس اليهودية في حلب
(١) الكنيسة الصفراء اليهودية (محلة: بحسيتا)
هو كنيس قديم يتعبد فيه اليهود ويتعلمون، وقد وصفه الغزي، فقال: «هو عمارة مستطيلة من الغرب إلى الشرق، يبلغ طولها نحو ٩٠ ذراعًا في ٤٠ ذراعًا تقريبًا، مسقوفة كلها بأزج سوى أوسطها فإنه سماوي، قد رفعت أزجها على عضادات كل عضادة منها عمودان مزدوجان مع بعضهما، جملتها اثنان وسبعون عمودًا قواعدها العليا بديعة الصنعة، والجهة القبلية هي التي يصلون إليها. وفي كل ثلاث من هذه الجهة حجرة لها باب جميل مرخم بالحجارة المهندمة الصفر البعادينية قد حُفظ فيها نسخة من التوراة القديمة المكتوبة في درج على رق يقولون إن إحداها أقدم توراة في العالم مع أنه ليس لها تاريخ! وفي الثلث الأخير الشرقي من هذه الجهة حجرة فيها مقام للخضر — عليه السلام — يوقدون له القناديل وينذرون له الزيت. وفي هذه الجهة الغربية بضعة شبابيك مطلة على بستان جار في أوقاف الكنيسة، وللجهة الشمالية بابان عظيمان أحدهما غربي هذه الجهة والآخر من شرقيها، وهما حادثان بدلًا من أبوابها القديمة التي جُهل محلها. والجدار الكائن في شرقي هذه الجهة قديم جدًّا يظهر أنه من بقايا جدرانها التي بُنيت أول مرة، وهكذا الأعمدة المرفوع عليها سقفها، أما جهتها الشرقية فخالية من الآثار إلا أنها في أعلاها غرف يسمونها «المدراش» لها مدخل مستقل بها، وفي أواسط كل ثلث من صحن الكنيسة شبه سدة معدة لوقوف رئيس دينهم يسمونها «تبة»، وفي أواسط الجهة الجنوبية شبه محراب صغير مرتفع يقولون إنه عُمر ذكرى للمرحوم السلطان مراد خان لما زار كنيستهم … وهذه الكنيسة من أقدم الآثار العامرة التي اطلعتُ عليها في مدينة حلب، وبعض اليهود يدعون أنها من آثار أيوب بن سيرويا قائد جيش داود — عليه السلام — يقولون إنه بناها حين ضرب داود الآراميين بحلب ووادي الملوحة واستولى عليها تحت راية قائد جيشه، وهو قول يحتاج إلى برهان تاريخي.» وقد قرأت في حجر مبنى في أواخر جهتها الغربية من الشمال عبارة لفظها سرياني وقلمها آشوري … وتعريبها «بسم الله وبه نستعين، المتبرع ببناء هذه البنايات والتبة السيد الرباني إبراهيم كوهن بن يعقوب كوهن (ن ع) (دعاء له بالمغفرة) سنة ٧٢٠ لشيطا روث سبحان مجدد ما اندثر.» أقول فعلى هذا الحساب يكون قد مضى على عمارة البنايات والتبة المذكورة ٥١٥ سنة إلى عامنا هذا، وهو سنة ١٣٤٠ﻫ.
بقية الكنائس اليهودية حتى سنة ١٩٢٥
- الكنيسة الكبيرة: في محلة باحسيتا.
- كنيسة بيت ناسي: في محلة القلة.
- كنيسة مدراش البومين: في محلة القلة.
- كنيسة ماكين كيوريم: في محلة المعابد.
- كنيسة مدراش عبود: في محلة اليهود.
- كنيسة حاخام موشى دباح: في محلة اليهود.
- كنيسة مدراش الحسيدين: في محلة اليهود.
- كنيسة غورة عدس: في محلة البندرة.
- كنيسة سلوبرة: في محلة البندرة.
- كنيسة سلوبرة: في محلة الجميلية.
- كنيسة الجميلية: في محلة الجميلية.
(١٠-١١) الخانات والسرايا والقصور والربط والمشافي
خان الكتان (محلة: سويقة علي)
هو خان قديم تجاه المدرسة الصلاحية.
وهو اليوم من الخانات الجميلة الجديرة بالصيانة.
سراي إبراهيم باشا المصري (محلة: الفرافرة)
هي سراي عظيمة اتُّخذت في العهد العثماني مقرًّا للحكومة. وكانت في الأصل دارًا عظيمة لأحد أثرياء اليهود بحلب، ثم آلت لبني الجلبي ثم اشتراها منهم إبرهيم باشا بن محمد علي باشا المصري لما دخل حلب.
وهي اليوم مقر لقائمقامية جبل سمعان.
رباط إبراهيم باشا (محلة: الشميصاتية)١٩٢
يُعرف هذا الرباط قديمًا بالرباط العسكري، وبالقشلة العسكرية، شيده إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المصري على الجبل الأحمر في سنة ١٢٤٨ﻫ، وقيل إنه كان مبدوءًا به قبله ولكنه أتمه وجعله صالحًا للسكنى.
مستشفى إبراهيم باشا (الرمضانية (محلة: قسطل الحرمي))
هو مستشفى كبير يقع إلى الغرب من تكية الشيخ أبي بكر الوفائي، أنشأه إبراهيم باشا بن محمد علي باشا حين استولى على حلب. ونقل حجارته من القلعة وسائر الأبنية الأثرية المتهدمة بحلب، كما فعل بالرباط العسكري.
ساحة باب الفرج
في عهد ولاية رائف باشا على حلب سنة ١٣١٣ﻫ شرع بإقامة برج الساعة العظيم في ساحة باب الفرج سنة ١٣١٦ﻫ.
وقد احتفل بوضع حجره الأساسي في ربيع الأول من تلك السنة. وقد كان في موضعه قسطل قديم مربع الشكل يُعرف بقسطل السلطان شُيد في أيام السلطان سليمان خان العثماني.
وقد استمرت عمارته مدة سنة وتمت سنة ١٣١٧، وقد كُتبت عليه أبيات نظمها الشيخ أحمد الشهيد مفتي حارم، وهي:
الزاوية الصيادية (محلة: أغلبك (باب الأحمر))
هي زاوية حسنة البناء بدأ ببنائها الشيخ محمد أبو الهدى أفندي (ت١٩١٨م) ابن الشيخ حسن وادي الصيادي (ت١٣١٢ﻫ) العالم الحلبي المشهور المقرب من السلطان عبد الحميد خان العثماني الثاني، ثم تتابع البناء فيها بعناية أخيه الشيخ عبد الرزاق (ت١٩٤٠م) إلى أن تمت في سنة ١٣٢٧ﻫ.
المكتب السلطاني (محلة: الجميلية)
في أوائل سنة ١٣١٠ﻫ تمت بناية المكتب السلطاني في أيام ولاية عارف باشا الذي تولى حلب في سنة ١٣٠٧، فقد باشر فور وصوله ببناء هذا المكتب، وهو أول مكتب إعدادي، أي مدرسة ثانوية، في حلب. وقد كان جميل باشا قد قرر ذلك في سنة ١٣٠٤ﻫ، ولكن لم يباشر بعمارته إلا في ولاية عثمان نوري باشا، ثم أُهمل أمره، ثم بوشر به في سنة ١٣٠٦ ولم يتم ذلك إلا في سنة ١٣١٠.
المكتب الرشدي (محلة: الفرافرة (تحت القلعة))
في سنة ١٣٠٠ﻫ شيدت الحكومة العثمانية أول مكتب رشدي في حلب.
وهو اليوم مقر دائرة المعارف في حلب.
هوامش
راجع نهر الذهب (٢: ٣٤٧).
أما ابنه الملك المعظم فهو أبو سعيد كوكبوري بن أبي الحسن علي مظفر الدين (٥٤٩–٦٣٠) الملك العادل العالم المصلح صاحب الخيرات، وأول مَن احتفل بالمولد النبوي. راجع أخباره في تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة ٦٣٠، وابن خلكان في الوفيات، وإعلام النبلاء (٢: ٢٤٢).
أما المطبعة فقد كان أسسها المطران يوسف مطر في حدود سنة ١٨٧٥م / ١٢٧٤ﻫ، راجع نهر الذهب (٢: ٣٧٢، ٤٨٢).