حديث قلبين
أما إدورد فمكث بضعة أيام في البيت يُعَالِج جرحه ورضوضه، وأليس تؤانسهُ وتلاطفه وتعنى به، وتتودَّد وتتحبَّب إليه جهدها، وإدورد يعترف لها بحبهِ الأخوي ولا يزيد، حتى ضاقت ذرعًا. وكان المستر هوكر متنحيًا عن هذا الموضوع، كأن لا علم له بما يجري بينهما من المحاورات، ولكنه لم يألُ جهدًا في ملاطفة إدورد والتحبُّب إليه، وكان ينصح له أن يتمرَّن على الشغل معه؛ ليتولى إدارة أشغاله كلها بعد حين، وأما إدورد فكان يعير كل تلك الأحاديث الأُذن الصمَّاء؛ لأن قلبه مضطرم بحب لويزا ولبه منشغل بها.
عزيزي إدورد
سنقضي يوم بعد الغد كله في «مونتمار»، ولكي نستوفي كل سرورنا نلتمس أن تكون معنا، فإن لم يتعذَّر عليك ذلك هيَّا إلينا الساعة الثامنة صباح الغد إلى قصر كنستون حيث نركب جميعًا، ولي الأمل أن نستعيض من عشرتك ما فاتنا في الحفلة السابقة.
فطوى إدورد الرسالة وجعل يفكِّر، هل يعرضها على خاله ويستأذنه بتلبية الدعوة، أو يكتم أمرها ويذهب في الموعد المعين من غير علمه وعلم أليس؛ ذلك لأنه صمَّم أن يذهب على أي حال، ولا يدع رادعًا يردعه البتة. وأخيرًا رأى أن من الجبن أن يكتم أمر الدعوة ويذهب سرًّا، وأن خاله مهما كان له من الفضل والسيادة عليه فلا حق له أن يستبدَّ في تدريبه ويتحكَّم بأمياله وعواطفه، ولا سيما لأنه لا يأتي أمرًا فريًّا في مصاحبة أسرة شريفة كأسرة اللورد بنتن. وقرَّر في بالهِ أنه إذا صادف تعنُّتًا من خاله جادلهُ غير هيَّاب، وفي الحال نهض وذهب إلى غرفة المستر هوكر، وكان الوقت صباحًا والمستر هوكر لم ينزل من البيت بعدُ، فدفع إليه الرسالة وقال: خالاه! اقرأ هذه الرسالة إن كنت تشاء.
فقرأها المستر هوكر وهو يخفي غيظه الذي كان يتَّقد في صدرهِ، ثم أرجعها قائلًا: «وماذا؟»
– لا أرى بدًّا من تلبية الدعوة.
فهزَّ المستر هوكر كتفيه، وأدار وجهه إلى حيث كان متجهًا أولًا، فعاد إدورد يقول له: ألا تستصوب أن ألبي الدعوة؟!
– قلت لك رأيي في المرة السابقة، فهل نسيتَ؟
– كلَّا لم أَنسَ، ولكني لا أرى بدًّا من تلبية الدعوة لأن الآداب تقضي بذلك، ولا سيما لأني لم أزر صديقي بعد تلك الحفلة كما تقضي أصول المجاملة.
– إذا لم ترَ بُدًّا من ذلك فافعل ما تشاء.
رأى إدورد أنه إذا ختم الحديث هنا تلافى القال والقيل والمناقشة والجدال فقال: إذن أبرحُ غدًا باكرًا إلى شارع كنستون، وأعود من «مونتمار» المساء.
فسكت المستر هوكر، وخرج إدورد من عنده على هذا العزم.
مونتمار مزرعة كبيرة للايدي بنتن، قلَّما تبعد عن ضاحية لندن الشرقية الشمالية، وفيها حقول وبستان فسيح غضٌّ، وفي وسطهِ قصر صغير تقصده أسرة بنتن في بعض أيام الصيف للنزهة.
وما كانت الساعة العاشرة صباحًا حتى أصبح القصر مأهولًا بأسرة بنتن وبعض المدعوِّين من أقاربها وأصحابها. ولو جئنا نَصِفُ ذلك النيروز وما حصل فيهِ من الألاعيب والأضاحيك وجميع دواعي المسرات لانشغلنا بهِ عن حكايتنا؛ ولذلك نضرب صفحًا عن وصف محاسنه ونقتصر على ذكر المهمِّ مما يخص روايتنا، ونعني بهِ ما كان بين لويزا وإدورد.
لا يحتمل المقام أن نَصِفَ للقارئ بالتدقيق والتفصيل كيف استقبلت لويزا إدورد وتعاشَرَا في ذلك النهار، وإنما نُلمِع إلى ذلك إلماعًا، ونُورِد نموذجًا من محاوراتهما المختلفة؛ لكي يعلم القارئ أين صارا في تبادُل هواهما بعد مقابلة واحدة قصيرة.
أقبل إدورد على لويزا في الصباح في قصر كنستون، وفؤاده يتشنَّج في صدرهِ تارة ويثب أخرى، وشعر أن قدميهِ مَرِنَتان تحت بدنهِ، فلم يعد يعرف كيف يمشي حتى دنا منها؛ فرأى ملكةً بلا تاج، وملاكًا بلا جناحين، وثغرًا يتدفق ابتسامًا، وخدَّين يتورَّدان توجدًا، ولما وضعت كفها على كفهِ لتصافحه كانت يداهما كسلكين اتصلا فجرى فيهما مجرى كهربائي سريع انتفض به قلباهما، واختلجت عضلاتهما وكان بين لحظيهما حديث لم يلاحظهُ أحدٌ من الحاضرين، ولم يفهمه غير فؤاديهما.
وكانا في الطريق وفي أكثر فترات النهار يتخاطبان في مواضيع مختلفة، وإدورد لا تفوته لحظة تأمُّل بجمال لويزا، وهي ينبوع تبسُّمٍ لا ينضب. وكان إذا شُغِلَتْ عنه هنيهة بغيرهِ يعود إلى نفسهِ، ويقول: أحقيق أن مس لويزا بنتن ابنة اللورد بنتن وابنة اللايدي بنتن المتكبِّرة، هذه الفتاة التي استوجهت كل الأنظار إليها في حفلة كمبردج، وطارت شهرة جمالها في كل أندية لندن، وتمنى العدد العديد من الشبان النبلاء أن يحصلوا على يدها، أحقيق أن هذه الفتاة هي التي أراها الآن تبسم لي وتلاطفني كأنها دوني مقامًا؟
نعم هي، ولكن ماذا غرَّها بي؟ لا نسب ولا ثروة. أجمال؟ لا أراني أجمل من سواي. أعِلْمٌ وأدبٌ؟ كثيرون من شبان اليوم يفوقونني علمًا وأدبًا. أم أن الملاطفة والتودُّد خلقة فيها؟ كلَّا. كلَّا؛ لأني لا أراها تتودَّد لغيري من المدعوين وتلاطفهم كما تلاطفني. أراها اليوم تكاد تشغل بي وحدي؛ حتى صرت أخشى أن يلاحظ الأمر أبواها وينتقد عليها الباقون.
كاد الحب المتَّقد في صدر إدورد يستخفُّه إلى المجون أحيانًا، ولكن كان في لُبّه وفيرٌ من الرزانة والتعقُّل يُقعِده عن أقل خفَّةٍ وطيشٍ.
وفي عصر النهار نزل القوم إلى البستان يتمشَّون بين الأشجار والزهور، وكان إدورد ولويزا يتمشيان معًا فقطفت لويزا وردة وقالت: كيف أنت وعلم النبات يا مستر سميث؟
– يلذ لي ككل علم يا سيدتي.
– أما أنا فكان يلذُّ لي تشريح النباتات، وتعليل أنسجتها وتغذيتها ونموها ونحو ذلك، وكنت أتضجَّر جدًّا من درس اصطفافها؛ لأنها كثيرة التنوع إلى صفوف ورتب وعائلات عديدة لا تحصيها ذاكرة.
– وأنا كنت كذلك يا مس بنتن، ولكني كنت أنظر إلى كل علم من إحدى جهاته، وأضرب صفحًا عن الجهات الأخرى، فكانت تلذ لي فلسفة تسلسل النباتات وأتمثل بها مبدأ الارتقاء.
– أتذكر من أي عائلةٍ الوردةُ؟
تناول إدورد وردة، وجعل يفتلها بين إصبعيه ويتأملها، ثم نظر إلى لويزا وتبسَّم وقال: ما الوردة إلَّا حوَّاء النبات أغوت النرجس بجمالها البديع، ولما وبخها الله احمرَّت أوراق تويِّجها خجلًا، ولم تزل حمراء. وأما النرجس فقاصَّه الله بالذبول. فضحكت لويزا متوردة الوجنتين وقالت: أفي النبات شعرٌ أيضًا يا مستر سميث؟
– في كل مادة من الطبيعة شعر يا سيدتي.
– وكيف تشرِّح الوردة، وتشرح وظائف أعضائها؟
– تظل الوردة ملفوفة التويج ضمن كمها الأخضر ما دامت طفلة، فمتى بلغت دور الشبيبة انفتح كمها عنها فيظهر جمالها الفتَّان حتى تصبو إليها النفوس، فتكشف «بتلاتها» عن فؤادها، فتظهر سبلات دقيقة نابتة فوقه هي لهبات الحب، وما دام القلب غير ملتهبٍ حبًّا يظل الجمال مخبوءًا تحت غلاف الكم، وإذا فتحتِ وردة لم تزل مختومة وجدتِ تويِّجها أبيض؛ ذلك لأن القلب لم تمسَّه جمرة الحب بعدُ لكي يحمر التويج وينكشف عن القلب.
فابتسمت لويزا وظل الورد يظهر على وجنتيها تارة ويختفي أخرى، وقد استسهلتْ أن تشرح فؤادها لإدورد باصطلاحات تشريح الزهور التي استنبطها فقالت: إذن تعتقد أن الحب سبب الجمال لا الجمال سبب الحب؟
وإذ ذاك أُشْبِعَ خداها حمرةً.
– أعتقد بكلا الأمرين.
فقالت بصوتٍ متهدِّج: كيف؟
– متى اضطرم القلبُ بالحب حمل سائر البدن على التجمُّل؛ فيكون الحب سبب الجمال هنا، ومتى رأى قلبٌ آخر ذلك الجمال اشتعل بالحب كذلك القلب؛ فيكون الجمال سبب الحب هنا. هكذا ترين الجمال والحب يستقويان الواحد بالآخر كحليفين يتفقان على القلب.
فسكتت لويزا بعد هذا الكلام لأنه لم يبقَ لها مجالٌ فيهِ إذ أصبحَ جريُها في مضمار هذا الحديث شططًا عن جادة الأدب، ولكنها كانت توَد أن تسمع المزيد من إدورد لتستعلن كل أفكار قلبهِ، فكانت تنظر إليه باسمة، ولسان حالها يقول: «ثم ماذا؟» أما إدورد فصار لسانه قلقًا في حلقه، يتعثر باللفظ، والحمرة انتشرت في كل محياه، ولكن الفرصة السانحة ورضاء لويزا عن حديثه شجَّعاه على الاسترسال فيه فقال: مسكين هذا القلب يشتهي الحب وهو آفته، يستلذه وهو محنته، يحوم حوله كالفراشة حول النور فيلتهمه.
– كذا تعتقد؟
– نعم، لأني أعرف من نفسي يا سيدتي. أليْسَ لي قلب؟
فظلت لويزا ساكتةً.
– ولعلكِ تودين أن تسألي ما حال قلبي؟
فبقيت ساكتة لا «نعم» ولا «لا»، ولكنها التفتت عنه وفي بدنها قشعريرة خفيفة وفي قلبها خفوق.
فأجاب على السؤال الذي افترضه: هو شعلة وَجْدٍ إن طالت حاله هذه تطاير شعاعًا.
فقالت لويزا، وقد غصَّت فيما تقول حتى لم يكَد إدورد يسمع: متى صار كذا؟
– على أثر حفلة كمبردج يا لويزا.
ولم يستتم إدورد هذه العبارة حتى رأى موجة اختلاج مرت في قامة لويزا، كأنَّ صاعقة انقضت عليها واخترقت جسمها؛ فانثنت عنه مسرعة وانضمت إلى غيرهِ من المتمشِّين في أرض البستان، أما إدورد فشعر أن روحه أصبحت في أنفهِ، وقلبه قد انقطع وسقط من بين جنبيه، وقال في نفسه: «خسرت الحياة. ويلاه!» وبقي بين الزهور يوهم أنه متلاهٍ بها، ولكنه لم يعُد ليعي ما حوله، ولا يبصر ما أمامه إذ اسودَّت الدنيا في عينيهِ، وجعل يؤنِّب نفسه ويلوم ذاته كأنه أتى أنكر المنكرات، ولو كان في يده آلة للهلاك لانتحر في الحال، وبعد هنيهة رأى اللورد روبرت مقبلًا عليه، فخطر له أن لويزا أخبرت أخاها بما قاله لها، وأنه قادم إليه لكي يوبخه على ما كان منه معها، فصمَّم إدورد أن يخنق نفسه لأول كلمة يسمعها من صديقهِ روبرت بهذا الشأن، ولكن روبرت ابتدره من بعيد قائلًا: لا تؤاخذني يا حبيبي إدورد على قلة انتباهي إليك وانشغالي بغيرك من الأصحاب، فإنما أغضيت عنك لأنك صديق بل أخ لا تعتب كسِواك؛ ولأني رأيت لويزا تماشيك. أين هي؟
فكان قلب إدورد ينتفض عند كل كلمة يقولها روبرت متوقعًا أن يكون هذا الكلام مقدمة تهكُّم يليها التوبيخ، ولكن هدأ روعه قليلًا عند سؤال روبرت: «أين هي؟» فقال: إني لفي غاية الامتنان لك يا عزيزي روبرت ولحضرة الشقيقة الفاضلة مس بنتن؛ فإني رأيت من لطفكم وكرم أخلاقكم أكثر مما رأى الباقون كلهم، بل أشكر لك ثقتك التامة بصدق محبتي التي لا يمكن معها أن أرى منك تقصيرًا بإكرامي بل تدعني أشعر أني في بيتي.
ثم تقدَّما وامتزجا مع الآخرين ولكن لويزا كانت بعيدة، وظل إدورد مضطرب الفؤاد ينتظر عاقبة سيئة لحديثه الأخير مع لويزا، وقد صوَّر الوهم له ذلك جُرمًا عظيمًا جدًّا، وقطع كل أمل من رضاها، وصار يتمنى أن ينتهي النهار لكي ينصرف من «مونتمار»؛ لأنه كان يرى ذلك البستان قد أصبح جهنمًا من غضب لويزا.
وبعد العصاري اجتمع القوم في رحبة من رحبات البستان لتناوُل الشاي، وكان إدورد يخاف أن ينظر إلى لويزا؛ فلم يُجِلْ نظره ليعلم من أي جهة تأتي، فما درى إلَّا وهي وراءَه تقول لإحدى رفيقاتها: «نقعد هنا.» ثم قعدتا إلى جانبهِ، فرمقها فرآها تبسم وتبشُّ كأنه لم يكن شيءٌ ممَّا كان، أو كأنَّ سحابة خجل لا غضبٍ مرَّت على محياها، وانقشعت بذلك النفور القصير، فهدأ روعه تمامًا وعاد أمله أقوى وأمتن. ثم عاد إلى محادثتها بمواضيع مختلفة بأكثر طلاقة من السابق كأنهما صديقان تعارفا منذ الحداثة، ولم يبقَ عند إدورد شك بأن لويزا تحبهُ كما يحبها.
وقد اختلس فرصةً موافقة في خلال حديثهِ معها وسألها: هل يتسنى لي أن أراك كثيرًا؟
– في الأوبرا مساءَ الغد أقول لك أين تراني بعد ذلك.
– هل لي أن تذكري الأماكن التي يمكن أن أراكِ فيها تَكرارًا؛ حتى إذا لم أكن على ميعاد اهتديت إليك بالإلهام أو بالبحث؟
– في «هيد بارك» في طريق ن. وفي سباق دربي غالبًا …
انقضى النهار وانصرف ذلك الجمهور، حتى إذا دخلوا ضواحي المدينة تفرقوا كلٌّ إلى منزله.
أما إدورد فذهب إلى مرقدهِ محفوفًا بسعادة روحانية، لم يكن يتصور من قبلُ أنها توجد في العالم المادي. لويزا بنتن التي تتهافت إليها ألوف من القلوب تكاد تهبه قلبها أو أنها وهبته، تفاهما بلغة الهوى تمامًا ولم يبقَ أمامها إلَّا أن يختما الحب بلثمة مشتركة بين شفاههما، ثم ماذا بعد ذلك؟! أيقدر أن يقول لها يومًا ما: «زوجتي»؟ خطر له هذا السؤال، ولكن كما يخطر المستحيل على فكر اليائس العاقل؛ ذلك لأنه كان يقال إن اللايدي بنتن لا تزوِّج ابنتها إلَّا لوردًا محافِظةً على عادة النبلاء السلفاء. ولذلك كان يقول إدورد في نفسهِ: «أحبها وتحبني وحسبي.» أما ماذا بعد ذلك فلا يدري، وأبى أن ينظر إلى ما بعدُ لئلا يكون في نظره هذا ما يحزنه.
وكان كل يوم بعد آخر يلتقي بها في الأوبرا، أو في السباق أو في «هيد بارك»، أو أنهُ يلاقيها على ظهر جوادهِ إذ تكون مع أخيها على جواديهما في طريق «مونتمار»، وكان روبرت يدعوه إلى كل حفلة تُعقد في قصر كنستون حَافِلَةً كانت أو مقتصرةً على الأخصاء. وكان اللورد واللايدي بنتن يستلذَّان عِشرة إدورد وحديثه جدًّا، ويُعجَبان بعلمه وأدبه، ويثنيان على سماحة خلقهِ؛ ولهذا كان يسرهما جدًّا أنه عشير ابنهما روبرت، وعليه كان يختلف كثيرًا إلى القصر ويشعر أنه في بيت أخيهِ أو قريبه.
إذا اجتمع الحبُّ والذكاء في شخص واحدٍ كان ذلك الشخص خلاصة الإنسانية نقية من كل شائبة مجردة عن كل كثافة بحيث تظهر صافية. فلا عجب أن يظهر إدورد في قصر كنستن مثال الجمال العقلي، ويسطو على كبرياء اللايدي بنتن، بحيث لا تجسر أن تخشى على قلب ابنتها منه. كان إدورد عشير لويزا بل عشيقها وهي عشيقته من غير أن تتنبه الظنون لهما، تلك هي فائدة قيادة الحب بيد الذكاء.
تسنَّى لإدورد أن يرى لويزا أيَّان شاء تقريبًا، وقد اجتمع بها أضعاف ما كان يتمناه ويعده مستحيلًا، وقد شرحا سِفْر هواهما وعلَّقا على هوامشه الحواشي، ولم يبقَ ذلك السِفْر الطويل ناقصًا إلَّا الخاتمة ولكن كانت تلك الخاتمة تتراءَى لكلّ منهما أعزَّ من تناول الطفلِ القمرَ.