توم بين
وُلِدَ توم بين بإنجلترا سنة ١٧٣٧ ومات بأميركا سنة ١٨٠٩.
وَيُعْرَفُ «بين» بكتابين أولهما «الفهم» وثانيهما «عصر العقل» وكلاهما يعمل للحرية الفكرية؛ فالأول: حملةٌ عنيفةٌ على مبدأ الملوكية ودعوة إلى الأميركيين؛ لكي ينفصلوا من إنجلترا، ويؤسسوا جمهورية لا شأن لمبدأ الملوكية الوراثي فيها، وقد كان لهذا الكتاب أثرٌ كبير في الثورة الأميركية.
أما الثاني: فحملة عنيفة أيضًا على الأديان.
كل حكومية وراثية تكون بطبيعتها ظالمة.
وأيضًا: «لن يكون الوقت بعيدًا عندما تضحك إنجلترا من نفسها لاستجلابها واحدًا من هولندا أو هانوفر أو زل أو برونزويك — يقصد ملوك إنجلترا الأجانب — تنقده في العام مليون جنيه، وهو لا يفهم شرائعها ولا لغتها ولا مصالحها، وقد لا يجد من كفايته ما يستطيع أن يؤتمن به على أن يكون شرطيًّا في إحدى القرى.»
وقد حكمت المحاكم الإنجليزية على «بين» بإهدار دمه، ولكنه كان في ذلك الوقت في فرنسا.
أما في حملته على الأديان فكان موقفه فيها يشبه موقف فولتير.
كان يؤمن بالله، ولكنه لهذا الإيمان نفسه كان يكبره عن أن يكون هو صاحب الأساطير التي تُعْزَى إليه في بعض الكتب، فهو يقول: «عندما نتأمل عظمة هذا الكائن، وهو يتسلط على هذا الكون الهائل الذي لا يكشف منه فهم الإنسان إلا جزءًا صغيرًا؛ نشعر بالخجل عندما نجد أن قصصًا سخيفة تُنسب إليه، ويُقال عنها: إنها كلمة الله.»
ويمكن أن يُقال: إنه كان يؤمن «بدين الإنسانية» أي الدين الفلسفي الذي يؤمن به صاحبه مضطرًّا بدواعي نفسه لا بأوامر سلطة خارجية، وكان يقول: إن لهذا الدين عدوين هما: الإلحاد والتعصب.
وفي الوقت الذي قَدَّرَ فيه الوطنيون الفرنسيون خدمته للثورة، وانتخبوه عضوًا في الجمعية، وهو لا يدري كلمة من الفرنسية، سقطت منزلته عند الأميركيين، حتى إنه عندما عاد إليهم اجتنبوه واتهموه بالإلحاد.