كيف تقرأ لاكان
ينطوي مفهوم «لاكان» عن أخلاقيات التحليل النفسي على مفارقة كبيرة. قديمًا، كان الهدفُ من التحليل النفسي مساعدة المريض في التغلُّب على العقبات، التي تَحُول دون تحقيق اللذة الجنسية «الطبيعية». أما اليوم، فإننا نتعرَّض باستمرارٍ لوابلٍ من الأشكال المختلفة للأمر الإجباري «استمتع!» وهنا تكمن المفارقة؛ حيث يصبح التحليل النفسي هو الخطاب الوحيد الذي يُسمَح فيه للمرء بعدم الانصياع لهذا الأمر؛ ومن ثَم تزول عن كاهله حتمية الاستمتاع وكونه مُجبَرًا عليه. وفي هذا الكتاب، تتجلَّى الأهمية الأخلاقية لأعمال «لاكان» من خلال دفاع «سلافوي جيجيك» المستميت عنه. يرى «لاكان» أن التحليل النفسي هو إجراءٌ يقوم على قراءة ما يعتملُ في أعماق النفس البشرية، وهذا تحديدًا ما ينتهجه «جيجيك» في كتابه. ففي كل فصل، يستعرض فقرةً من أعمال «لاكان» ويتخذها نقطةَ انطلاقٍ لتحليل نصٍّ من نصوص الفلسفة، أو الفن، أو الأيديولوجيا الشعبية.