إهداء الكتاب
إلى جناب الفاضل الخواجه فيلكس سوارس المحترم
اعتاد الكُتَّاب إهداءَ ما يطبعونهُ من مؤلفاتهم ومصنَّفاتهم إلى الذين يعتقدون فيهم النفع والفضل بما يأتونهُ من جليل الأعمال، ولمَّا كان اعتقادي بكم مطابقًا لما دوَّنتهُ في ترجمة حياتكم رأيتُ أن أُهدي هذا المؤَلَّف إليكم، وحسبهُ فخارًا أنهُ تاريخ أُمَّةٍ أنتم من عظمائها، ألا وهي الأُمَّة التي إذا ذُكِر رجال الفضل كان منها النوابغ في الدين والعلم والسياسة، وقد استوى منها الملوك على العروش، فعدلوا في الرعيَّة أحقابًا طوالًا، وبارك الله حكمهم، وأنمى في أيَّامهم شعبهم، فطبَّقت شهرتهم الآفاق، وبلغوا ذُرى المجد والفخار بأعمالهم الصالحة، ناهيك عمَّن نبغ منها من الفلاسفة العظام والشعراءِ المجيدين والمؤرخين المحققين والكُتَّاب والمحسنين.
فقارئُ هذا الكتاب يرى شعار الحق والأمانة والاجتهاد ممثَّلًا في الأمة التي أنتم منها، فحريٌّ بي أن أهدي إلى جنابكم كتابي هذا لتقادم عهد الوداد بيننا؛ ولأني آنستُ في أعمالكم المجيدة النفع العام لسكان هذا القطر السعيد فتقبَّلوهُ تذكارًا لفضلكم، واعترافًا بجميلكم أدامكم الله.