أصل اليهود ونسبهم
يذهب أكثر العلماء إلى أن البشر ينقسمون إلى أربعة فروع يمكن رد جميع طوائفهم وأجيالهم إليها، واعتمادهم في هذا التقسيم على الاختلافات الكائنة في الأوصاف الأدبية والعقلية والبدنية، وهذه الفروع الأربعة هي: القوقاسي والمنغولي والزنجي والملقي.
أما القوقاسي أو الأبيض فاسمهُ مشتق من جبال القوقاس الواقعة بين البحر الأسود وبحر قزبين والموصلة أوروبا بآسيا، وهو الفرع المنتشر في أوروبا وأميركا والجزء الغربي من آسيا، والقسم الشمالي من أفريقيا وبعض أُستراليا، وسنعود إلى الكلام عليهِ.
والمنغولي أو الأصفر يشمل سكان الصين واليابان وبورما وسيام وسهول سيبيريا، ومنهُ بعض الشعوب المنتشرة في شرق آسيا وجنوبها الشرقي، ومنهم الأتراك والمجر وأهل فنلاندا ولبلاندا والإسكيمو في أميركا.
والزنجي ومواطنهُ أفريقيا وأوصافهُ معروفة.
أما الملقي فيشمل سكان شبه جزيرة ملقَّا وما جاورها من الجزر وأهل مدغسكر ونيوزيلاندا وهنود أميركا الحمر.
-
الآريون أو الهنود الأوروبيون.
-
الساميُّون.
-
الحاميُّون.
أما الآريون فأمم أوروبا القديمة والحديثة — إلَّا من ذكرنا بين المنغول — كاليونان واللاتين والتيوتون والجرمان بما فيهم الإنكليز والسلتيون والسلاف، وثلاثة من أمم آسيا أعني الهنود والفرس والأفغان.
والساميُّون يشتملون على العبرانيين أو اليهود والفينيقيين والآشوريين والعرب والبابليين والكلدانيين.
أما الحاميون فلم يشتهر منهم في التاريخ سوى المصريين القدماء.
ولا يخفي أن للساميين منزلة كبيرة في تاريخ العمران ومقام الهيئة الاجتماعية الحاضر، فمنهم اشتقت الأديان الثلاثة العظمى بين المتمدنين أعني اليهودية والنصرانية والإسلامية، فهم دعاتها والمنادون بها وعنهم اقتبسها غيرهم من الطوائف الآرية وما شاكلها.
ولا يخفى أن معظم تاريخ اليهود حتى خراب أورشليم مأخوذ عن التوراة، فهي خزانة تاريخهم وحكاية ما حلَّ بهم من العبودية والظلم، وما أصابوهُ من العز والفوز والسؤدد، كما أنها كتاب وحيهم ومجموعة معتقدهم وشرائعهم الدينية والأدبية والمدنية، فالناظر في تاريخهم لا بدَّ لهُ أن يعتمد التوراة لاستخلاص أخبارهم، ثم يجد التمام فيما بقي من آثار الآشوريين والبابليين وغيرهم من الأمم التي عاصرتهم، وكان لها معهم وقائع واتصال وتجارة، هذه مصادر تاريخهم وأخبارهم إلى خراب أورشليم، أما بعد ذلك فهي متفرقة في تواريخ الأمم التي أقاموا بين ظهرانَيْها شعبًا لا وطن لهُ ولا بلاد، وأمة لم يُبْقِ لها الدهر من مزايا الأمم سوى آثارها وتذكار الماضي واعتقادها اعتقادًا واحدًا أين سارت وأيَّان حلَّت.