مع المازني
الكتاب أدبي صرف، تستجلي فيه قوة الأسلوب وحسن التعبير وسلاسة السياق. أما قوة التفكير فخير ما يؤديه أسلوب أدبي صرف لا تقع فيه على أثر للتفكير على الأسلوب العلمي. نعم تقع في الكتاب على أسلوب، ولكن لا تقع على شيء من قوة التفكير.
وكل بما عنده يجود … زرعت حبي في أرض صفوان، وهذا حصادي، وقبضت الريح من كل تعبي تحت الشمس، وهأنذا أؤديها إلى القارئ، وأطلقها عليه كما تلقيتها لو يقنع المدل. وقد خرجت كما سيخرج القارئ، وكما سنخرج جميعًا من هذه الدنيا، وليس في يدي شيء.
ومن ذا الذي خرج من الدنيا وفي يده شيء. ولكن كثيرين خرجوا منها ومن ورائهم للإنسانية تراث لا تهد أركانه الأيام.
والحقيقة أن الأستاذ المازني قد نبغ في صرف الأسماء على مسمياتها، وإذا أردت أن تثبت هذه النظرية فحاول أن تقرأ «قبض الريح» فتكون كأنك تقبض على الريح. ولكنك إذا قرأت حصاد الهشيم، فإنك حقيقة تحصد هشيمًا، إلا في موضع واحد هو حيث تكلم في ابن الرومي، فالحقيقة أنه لم يحصد في ذلك هشيمًا بل حصد ثمرًا طيبًا ممتعًا.
- (١)
يشبه الكاتب نفسه بالماجور أو القربة (ص١١).
- (٢)
يكتب دون وعي (ص١٢).
- (٣)
يحاول أن يكون خفيف الروح، ولكنه يخفق إخفاقًا شنيعًا (ص١٣).
- (٤)
تخبطات. أفكار غير منظمة (ص١٣).
- (٥)
يكثر من غليظ القول (ص١٤).
- (٦)
ملأ خمس صفحات ونصف قبل أن يحاول (على زعمه)، فقد أسلوب طه حسين (ص٣٥).
هذه بعض ملاحظات. أرى أن الأديب الذي يكتب على طريقة المازني لا يستغني عن هذه الأشياء، فهي ضرورية ليكون من طابع المازني. غير أني أرى أن الكاتب قد يستطيع أن يستغني عنها، ولا ينقص من أدبه شيء ما.