خاتمة
- (١)
إن تناقضًا خطيرًا تجرثم في بناء ثورة يوليو، بين الواجهات الرسمية للثقافة والمنتجين الحقيقيين للثقافة، بين القائمين على «السلطة» الثقافية، ومبدعي «الحياة» الثقافية، وأنه في ظِل شعار «أهل الثقة لا أهل الخبرة» اعتلَت المواقع القيادية في الثقافة المصرية عناصر مضادة بدرجات متفاوتة لحركة الثورة.
- (٢)
ثورة يوليو لم تكُن مرحلة واحدة، بل عدة مراحل تطورت إليها الأمور بالفعل ورد الفعل … وبالتالي فإن الكتاب والمثقفين الذين لمعوا في مرحلة ما لاتساق أفكارهم مع مضمونها لا يجوز الإبقاء على سلطاتهم القيادية في مرحلة أخرى تتناقض مع أفكارهم، ولكن هذا هو الذي حدث بكل ما يتوالد عنه من مضاعفات.
- (٣)
إن الانتهازية الأخلاقية التي تدفع شاعرًا أو كاتبًا لأن يتلوَّن كل يوم بلون جديد قد استطاعت في ظِل الثورة أن تكون قيمة وقانونًا، وأفرخت مع الزمن صفًّا طويلًا من المنتفعين غير المؤمنين، وهم في أعماقهم ضد الثورة حتى إذا سنحت لهم الفرصة للتعبير الحُر عن مكبوتاتهم وثبوا إلى مقدمة المظاهرة لتحطيم كل شيء!
- (٤)
إن غياب استراتيجية شاملة عن العمل الثقافي العام، وارتباطه بالتاكتيك السياسي المباشر والمرحلة، قد أفسح المجال واسعًا للارتجال والاعتماد على غير المتخصصين وغير الثابتين.
- (٥)
إن آفة الآفات هي أزمة الديمقراطية التي تسبَّبَت في أن يكون القرار العلوي هو كل شيء، أما الأرض وما عليها فقد تُركت للقهر والمصادفات.