آخر الدنيا
«بل شيئًا فشيئًا بدأت سنسن تَفطِن إلى مزايا للستارة كانت خافيةً عليها، أهمُّها بلا جدالٍ ما يدور في شُققهم ومَطابخهم وحُجرات جلوسهم ونومهم، دون أن يكون باستطاعتهم هم أن يَروها؛ فالستارة تَحجِبها عنهم وتُتيح لها أن تَرى ولا تُرى.»
باقة قصصية جديدة يُتحِفنا بها فارسُ القصة القصيرة «يوسف إدريس»، جمَع فيها بين الواقع والخيال، وسلَّط الضوءَ على الأشياء الصغيرة، فتَكشَّفت عن قيمة كبيرة. ففي قصةِ «لعبة البيت» يأخذنا إلى عالَم الطفولة الصغير، المليء بالبراءة والبساطة؛ حيث «فاتن» و«سامح»، الطِّفلان اللَّذان اعتادا اللَّعِب معًا، حتى صار كلٌّ منهما جزءًا من عالَم الآخَر، فلا معنى للأشياء إلا باجتماعهما معًا. أما قصَّة «السِّتارة» التي تدور حول «بهيج»؛ فنرى فيها معنًى فلسفيًّا عميقًا عن الهواجس التي تسيطر على صاحبها، والتي قد تؤدِّي إلى نتائجَ عكسية؛ فبسبب غَيرة «بهيج» الشديدة على زوجته، قرَّر عمَل ستارة على البلكونة لحماية زوجته من عيون الجار العازب، ولكن كان لوجود السِّتارة فعلٌ آخَر. وغير ذلك من عوالم «إدريس» الخلَّابة.