الليلة الأولى
وصلتُ أيها الشيخ — أطال الله حياتك — أول ليلة إلى مجلس الوزير أعز الله نصره، وشدَّ بالعصمة والتوفيق أَزْرَه! فأمرني بالجلوس، وبسط لي وجهه الذي ما اعتراه منذ خُلِق العبوس، ولطَّف كلامه الذي ما تبدَّل منذ كان لا في الهَزْل ولا في الجِدِّ، ولا في الغضب ولا في الرضا.
ثم قال بلسانه الذَّلِيق،١ ولفظه الأنيق: قد سألتُ عنك مراتٍ شيخنا أبا الوفاء، فذكر أنك مُراعٍ لأمر
البِيمَارِسْتان من جهته، وأنا أَرْبَأ بك عن ذلك، ولعلي أعرِّضك لشيء أنْبَه من هذا
وأَجدَى، ولذلك فقد تاقت نفسي إلى حضورك للمحادثة والتأنيس، ولأتعرَّف٢ منك أشياء كثيرةً مختلفة تَرَدَّد في نفسي على مَرِّ الزمان لا أحصيها لك
في هذا الوقت، لكني أَنْثُرها في المجلس بعد المجلس على قدر ما يَسْنح ويَعرِض، فأجبني
عن ذلك كلِّه باسترسال وسكون بال، بملء فيك، وجَمِّ خاطرك، وحاضر علمك. ودَعْ عنك
تفنُّن البغداديِّين٣ …٤ مع عفو لفظك، وزائد رأيك، ورِبْح٥ ذهنك. ولا تَجْبُن جبن الضعفاء، ولا تتأطَّر٦ تأطُّر الأغبياء، واجزِم إذا قلت، وبالِغ إذا وصفت، واصْدُقْ إذا أَسْندت،
وافصِل إذا حكمت، إلا إذا عرض لك ما يوجب توقُّفًا أو تَهادِيًا.٧ وما أَحْسنَ ما قال الأول:
لا تَقْدَح الظِّنَّةُ في حكمه
شيمتُه عدلٌ وإنصافُ
يَمضي إذا لم تَلْقه شبهةٌ
وفي اعتراضِ الشكِّ وَقَّافُ
وقد قال الأول:
أُبالي البلاءَ وإني امرؤٌ
إذا ما تبيَّنتُ لم أَرتَبِ٨
وكن على بصيرة أني سأستدل مما أسمعه منك في جوابك عما أسألك عنه على صدقك وخلافِه،
وعلى تحريفك وقِرافِه.٩
فقلتُ قبلُ: كلُّ شيء أريد أن أُجَاب إليه يكون ناصري على ما يُراد مني، فإني إن
مُنِعْتُه نَكَلْتُ، وإن نَكَلْتُ قلَّ إفصاحي عما أطالَب به وخِفْتُ الكساد، وقد طمعتُ
بالنَّفَاق،١٠ وانقلبتُ بالخيبة، وقد عقدتُ خِنْصَري على المسألة. فقال حرس الله روحه:
قل عافاك الله ما بدا لك، فأنت مُجاب إليه ما دمتَ ضامنًا لبلوغ إرادتنا منك، وإصابة
غرضنا بك.
قلت: يُؤْذَن لي في كاف المخاطَبة وتاء المواجَهة، حتى أتخلص من مزاحمة الكناية
ومضايقة التعريض، وأركب جَدَد١١ القول من غير تَقيَّة١٢ ولا تَحاشٍ ولا مُحاوَبة١٣ ولا انْحِياش.١٤
قال: لك ذلك، وأنت المأذون فيه، وكذلك غيرك، وما في كاف المخاطبة وتاء المواجهة؟
إن
الله تعالى — على علوِّ شأنه، وبَسْطةِ مُلْكه، وقدرته على جميع خلقه — يُوَاجَه بالتاء
والكاف، ولو كان في الكناية بالهاء رِفْعةٌ وجَلالةٌ وقَدْر ورتبة وتقديس وتمجيد لكان
الله أحقَّ بذلك ومقدَّمًا فيه، وكذلك رسولُه ﷺ والأنبياء قبله عليهم السلام
وأصحابُه رضي الله عنهم والتابعون لهم بإحسان رحمة الله عليهم، وهكذا الخلفاء فقد كان
يقال للخليفة: يا أمير المؤمنين أعزَّك الله، ويا عمرُ أصلحك الله، وما عاب هذا أحد،
وما أَنِف منه حسيب ولا نسيب، ولا أباه كبيرٌ١٥ ولا شريف. وإني لأعجب من قومٍ يرغبون عن هذا وشبهه، ويحسبون١٦ أن في ذلك ضَعَةً أو نقيصةً أو حَطًّا أو زِرايةً، وأظنُّ أن ذلك لعجزهم وفُسُولتهم١٧ وانخزالهم١٨ وقلتهم وضُئُولتهم وما يجدونه من الغضاضة في أنفسهم، وأن هذا التكلُّف
والتجبُّر يمحوان عنهم ذلك النقص، وذلك النقص ينتفي بهذا الصَّلَف، هيهات! لا تكون
الرياسة حتى تصفو من شوائب الخُيَلاء ومن مَقابح الزَّهْو والكبرياء.
فقلت: أيها الوزير، قد خالطتُ العلماء، وخدمت الكبراء، وتصفَّحتُ أحوال الناس في
أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم، فما سمعتُ هذا المعنى من أحد على هذه السِّيَاقة الحسنة
والحجة الشافية والبلاغ المبين، وقد قال بعض السلف الصالح: «ما تَعاظَم أحد على مَن
دونه إلا بقدر ما تَصاغَر لمَن فوقه.» والتصاغر دواء النفس، وسجية أهل البصيرة في
الدنيا والدين، ولذلك قال ابن السَّمَّاك١٩ للرشيد وقد عجِب من رقته، وحسن إصاخته لموعظته، وبليغ قبوله لقوله، وسرعة
دمعته على وجنته: «يا أمير المؤمنين، لَتواضعُك في شرفك أشرفُ من شرفك، وإني أظن أن
دمعتك هذه قد أطفأتْ أوديةً من النار وجعلتْها بردًا وسلامًا.»
قال:٢٠ هذا باب مفترَقٌ فيه، ورجَعْنا إلى الحديث [فإنه شهي، سيَّما إذا كان من خطرات٢١ العقل]، قد خُدِم بالصواب في نغمةٍ ناغمة، وحروف متقاومة، ولفظٍ عذب،
ومأخذٍ سهل، ومعرفة بالوصل والقطع، ووفاء بالنثر والسَّجع، وتباعدٍ من التكلف الجافي،
وتقاربٍ في التلطف الخافي، قاتل الله ذا الرُّمَّة٢٢ حيث يقول:
لها بَشَرٌ مثل الحرير ومنطقٌ
رخيم الحواشي لا هراءٌ٢٣ ولا نَزْرُ
وكنتُ أنشد أيام الصبا هذا٢٤ بالذال، وكان ذلك من سوء تلقين المعلم، وبالعراق رُدَّ عليَّ وقيل: هو
بالزاي. وقد أجاد القَطاميُّ٢٥ أيضًا وتغزَّل في قوله:
فهُنَّ٢٦ ينبذن من قول يُصِبن به
مواقعَ الماء من ذي الغُلَّة الصادي
قلتُ: ولهذا قال خالد بن صفوان حين قيل له: أتَمَلُّ الحديث؟ قال: إنَّما يُمَلُّ
العتيق.٢٧ والحديث معشوق الحس بمعونة العقل، ولهذا يُولَع به الصبيان والنساء. فقال:
وأي معونة لهؤلاء من العقل ولا عقل لهم؟ قلتُ: ها هنا عقلٌ بالقوة وعقلٌ بالفعل، ولهم
أحدهما وهو العقل بالقوة، وها هنا عقلٌ متوسط بين القوة والفعل مُزْمِع،٢٨ فإذا برز فهو بالفعل، ثم إذا استمر٢٩ العقل بلغ الأفق. ولفرط الحاجة إلى الحديث ما وُضِع٣٠ فيه الباطل، وخُلِط بالمُحال، ووُصِل بما يُعجِب ويُضحِك، ولا يئول إلى
تحصيل وتحقيق، مثل «هزار أفسان»٣١ وكل ما دخل في جنسه من ضروب الخرافات. والحس شديد اللَّهَج٣٢ بالحادث والمُحْدَث والحديث، لأنه قريب العهد بالكون، وله نصيب من
الطَّرَافة، ولهذا قال بعض السلف:٣٣ «حادثوا هذه النفوس فإنها سريعة الدُّثُور»، كأنه أراد اصْقُلوها واجلُوا
الصدأ عنها، وأعيدوها قابلةً لودائع الخير، فإنها إذا دَثَرت — أي صَدِئت، أي تغطَّت،
ومنه الدِّثار الذي فوق الشعار — لم يُنتفَع بها. والتعجب كله منوطٌ بالحادث، وأما
التعظيم والإجلال فهما لكل ما قَدُم إما بالزمان وإما بالدهر، ومثال ما يقدُم بالزمان
الذهب والياقوت وما شابههما من الجواهر التي بَعُد العهد بمبادئها، وسيمتد العهد جدًّا
إلى نهاياتها، وأما ما قدُم بالدهر فكالعقل والنفس والطبيعة. فأما الفَلَك وأجرامه
المزدهرة في المعانقة العجيبة، ومناطقه الخفية، فقد أخذتْ من الدهر صورةً إلهية، وأحدثت
فيما سلف منها صورةً زمانية.
فقال: بقي أن يتصل به٣٤ نعت العتيق والخَلَق. فكان من الجواب أن العتيق يقال على وجهين: فأحدهما
يشار به إلى الكرم والحُسن والعظمة، وهذا موجودٌ في قول العرب «البيت العتيق»، والآخَر
يشار به إلى قِدَم من الزمان مجهول. فأما قولهم «عبد عتيق» فهو داخل في المعنى الأول،
لأنه أُكْرِم بالعتق وارتفع عن العبودية فهو كريم، وكذلك «وجه عتيق» لأنه أعتقتْه
الطبيعة من الدَّمامة والقبح، وكذلك «فرس عتيق».
وأما قولهم «هذا شيء خَلَق» فهو مضمَّن معنيين: أحدهما يشار به إلى أن مادته بالية،٣٥ والآخَر أن نهاية زمانه قريبة. وكان ابن عباد قال لكاتبه مرة — أعني ابن حسولة٣٦ — في شيء جرى: «نَعَم، العالَم عتيق ولكن ليس بقديم»، أي لو كان قديمًا
لكان لا أول له، ولمَّا كان عتيقًا كان له أول، ومن أجل هذا الاعتقاد وصفوا الله تعالى
بأنه قديم، واستحسنوا هذا الإطلاق. وقد سألتُ العلماء البُصَراء عن هذا الإطلاق فقالوا:
ما وجدنا هذا في كتاب الله عزَّ وجلَّ ولا كلام نبيه ﷺ ولا في حديث الصحابة
والتابعين. وسألت أبا٣٧ سعيد السِّيرافي الإمام: هل تعرف العرب أن معنى القديم ما لا أول له؟ فقال:
هذا ما صح عندنا عنهم ولا سبق إلى وهمنا هذا منهم، إلا أنهم يقولون «هذا شيء قديم»
و«بنيان قديم» ويسرِّحون٣٨ وهْمهم في زمانٍ مجهول المبدأ.
فقال: قد مر في كلامك شيء يجب البحث عنه، ما الفرق بين الحادث والمُحْدَث والحديث؟
فكان من الجواب أن الحادث ما يُلْحَظ نفسُه، [والمُحْدَث ما يُلْحَظ]٣٩ مع تعلُّقٍ بالذي كان عنه محدثًا، والحديث كالمتوسط بينهما مع تعلُّقٍ
بالزمان ومن كان منه.
وها هنا شيء آخر وهو الحَدَثانُ والحِدْثان، فأما الأول فكأنه لما هو٤٠ مضارعٌ للحادث، وأما الحِدْثان فكأنه اسم للزمان فقط، لأنه يقال: «كان كذا
وكذا في حِدْثان ما وَلِي الأمير»، أي في أول زمانه، وعلى هذا يدور أمر٤١ الحدث والأحداث والحادثات والحوادث و«فلان حِدْثُ مُلوكٍ»، كله من ديوان
واحد ووادٍ٤٢ واحد وسَبْك واحد.
قال: ما الفرق بين حَدُث وحَدَث؟ قلتُ: لا فرق بينهما إلا من جهة أن حَدُث تابع
لقدُم، لأنه يقال: أخذه ما قدُم٤٣ وما حدُث. فإذا قيل لإنسان: حدِّث يا هذا، فكأنه قيل له: صِلْ شيئًا
بالزمان يكون به في الحال، لا تقدُّم له من قبل.
ثم رجعتُ فقلتُ: ولفوائد الحديث ما صنَّف «أبو زيد»٤٤ رسالة لطيفة الحجم في المنظر، شريفة الفوائد في المَخْبَر، تجمع أصناف ما
يُقتبَس من العلم والحكمة والتجربة في الأخبار والأحاديث، وقد أحصاها واستقصاها وأفاد
بها، وهي حاضرة. فقال: احملها واكتبها، ولا تَمِلْ إلى البخل بها على عادة أصحابنا
الغِثاث. قلتُ: السمع والطاعة.
ثم رويتُ أن عبد الملك بن مروان قال لبعض جلسائه: قد قضيتُ الوطر من كل شيء إلا من
محادثة الإخوان في الليالي الزُّهْر على التِّلال٤٥ العُفْر.٤٦
وأحسن من هذا ما قال عمر بن عبد العزيز، قال: والله إني لأشتري [المحادثة]٤٧ من عُبيد الله٤٨ بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بألف دينار من بيت مال المسلمين. فقيل: يا
أمير المؤمنين، أتقول هذا مع تحرِّيك وشدة تحفُّظك وتنزُّهك؟! فقال: أين يُذْهَب بكم؟
والله إني لأعود برأيه ونصحه وهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف دنانير! إن في
المحادثة تلقيحًا للعقول، وترويحًا للقلب، وتسريحًا للهمِّ، وتنقيحًا للأدب.
قال: صدق هذا الإمام في هذا الوصف، إن فيه٤٩ هذا كلَّه.
قلتُ: وسمعتُ أبا سعيد٥٠ السيرافيَّ يقول: سمعتُ ابن السَّرَّاج٥١ يقول: دخلنا على ابن الرومي٥٢ في مرضه الذي قَضَى فيه، فأنشدَنا قوله:٥٣
ولقد سئمتُ مآربي
فكأنَّ أطيبها خبيثُ
إلَّا٥٤ الحديثَ فإنه
مِثلُ اسمه أبدًا حديثُ
وقال سليمان بن عبد الملك: قد ركبنا الفَارِه،٥٥ وتبطَّنَّا الحسناء، ولبسنا اللَّيِّن، وأكلنا الطيب حتى أَجَمْناه،٥٦ وما أنا اليوم [إلى شيء]٥٧ أحوجُ مني إلى جليس يضع عني مئونة التحفُّظ ويحدثُني بما لا يَمجُّه السمع،
ويَطرَب إليه القلب.» وهذا أيضًا حقٌّ وصواب، لأن النفس تَمَلُّ كما أن البدن يَكِلُّ.
وكما أن البدن إذا كلَّ طلب الراحة، كذلك النفس إذا ملَّت طلبت الرَّوْح.٥٨ وكما لا بدَّ للبدن أن يستمدَّ٥٩ ويستفيد بالجَمام٦٠ الذاهب بالحركة الجالبة للنَّصَب والضجر، كذلك لا بدَّ للنفس من أن تطلب
الرَّوْح عند تكاثُف المَلَل الداعي إلى الحرج،٦١ فإن البدن كثيف النفْس ولهذا يُرَى بالعين، كما أن النفس لطيفة البدن
ولهذا لا توجد إلا بالعقل. والنفس صفاء البدن، والبدن كدَرُ النفس.
فقال: أحسنتَ في هذه الروايات على هذه التوشيحات، وأعجبني٦٢ ترحُّمك على شيخك أبي سعيد فما كلُّ أحد يَسمح٦٣ بهذا في مثل هذا المقام، وما كل أحد يأبه لهذا الفعل. هات مُلْحَة الوداع
حتى نفترق عنها، ثم نأخذ ليلة أخرى في شجون الحديث.
قلتُ: حدثنا ابن سيف الكاتب الراوية، قال: رأيتُ جَحْظَة٦٤ قد دعا بنَّاءً ليبني له حائطًا فحضر،٦٥ فلما أمسى اقتضى البنَّاءُ الأجرة فتَماكَسا،٦٦ وذلك أن الرجل طلب عشرين درهمًا، فقال جحظة: إنما عملتَ يا هذا نصفَ يوم
وتطلب عشرين درهمًا؟! قال: أنت لا تدري، إني قد بنيت لك حائطًا يبقى مائة سنة. فبينما
هما كذلك وَجَب الحائط وسقط، فقال جحظة: هذا عملك الحَسَن؟ قال: فأردتَ أن يبقى ألف
سنة؟ قال: لا، ولكن كان يبقى إلى أن تستوفي أجرتك! فضحك أضحك الله سنَّه!
١
اللسان الذليق: الحاد البليغ.
٢
«ولا تفرق».
٣
يريد بتفنن البغداديين: استطرادهم في الكلام وخروجهم فيه من فن إلى
فن.
٤
هنا كلمة مطموسة بالأصل لا تمكن قراءتها.
٥
ربح ذهنك: أي فضلته.
٦
التأطر: التحبُّس والتثنِّي، شبه به وقوف الغبي وتردده في جواب ما يُسأل
عنه.
٧
التهادي: المشي الرفيق في تمايل.
٨
في الأصل: «أرتئب»، وهو تحريف.
٩
قرافه: أي ارتكابه، يقال: قارف الذنب واقترفه، إذا خالطه.
١٠
النفاق ضد الكساد.
١١
الجدد بالتحريك: ما استوى من الأرض لا وَعْث فيه ولا جبل ولا أَكَمة، شبه به
القول الذي لا عوج فيه ولا التواء.
١٢
«بقية».
١٣
لعله: مواربة.
١٤
الانحياش: الانقباض.
١٥
«كثير».
١٦
«يخشون».
١٧
الفسولة: الخسة والضعف.
١٨
انخزالهم: أي انقطاعهم وتخلفهم عن طلب المعالي.
١٩
انظر التعريف بابن السماك [حاشية رقم ٧٨ في المقدمة].
٢٠
قال: أي الوزير.
٢١
عبارة الأصل «خاصة سيَّما إذا كان من طيران العقل.»
٢٢
ذو الرمة هو غيلان بن عقبة بن نهيس، أحد فحول الشعراء الأمويين، تُوفِّي سنة
سبع عشرة ومائة عن أربعين سنة.
٢٣
رخيم الحواشي: ناعمها، والهراء: المنطق الكثير، والنزر:
القليل.
٢٤
هذا: أي قوله في البيت السابق «نزر».
٢٥
القطامي لقب غلب على عمير بن شبيم التغلبي من بني جشم بن بكر، وهو شاعر
إسلامي مُقلٌّ، وكان نصرانيًّا.
٢٦
«فهل».
٢٧
العتيق: القديم.
٢٨
استعار الإزماع هنا لمعنى التهيؤ والاستعداد للظهور.
٢٩
استمر: أي قوي واستحكم، من المرة بكسر الميم وتشديد الراء، وهي القوة.
٣٠
ما وضع: أي وضع، ﻓ «ما» هنا زائدة، وهو تعبير شائع الاستعمال في كلام
المؤلف.
٣١
في الأصل: «حسبان»، وهو تحريف. وهزار أفسان كتاب في الخرافات نقل ابن النديم
معنى هذا الاسم ألف خرافة. ويستفاد مما ذكره من السبب في تأليفه أنه أصل لكتاب
«ألف ليلة وليلة» المعروف، فقد ذكر أن بعض الملوك كان إذا تزوج امرأة وبات معها
ليلة قتلها من الغد، فتزوج بجارية من أولاد الملوك ممن لهن عقل ودراية يقال لها
«شهرزاد»، فلما حصلت معه ابتدأت تحدثه وتصل الحديث عند انقضاء الليل بما يحمل
الملك على استبقائها، ويسألها في الليلة الثانية عن تمام الحديث إلى أن أتى
عليها ألف ليلة … إلخ.
٣٢
«الكمهج».
٣٣
يُرْوَى هذا الحديث عن الحسن.
٣٤
به: أي بالحديث الذي سبق الكلام فيه.
٣٥
«سايلة»، وفيه تحريف وقلب.
٣٦
في الأصل: «ابن حسول». وقد جاء اسمه في معجم الأدباء: أبا القاسم بن حسولة،
ومرة يسميه أبا القاسم الحسولي، وذكر في بعض المواضع أنه كان يعرض الأوراق على
الصاحب بن عباد، فالظاهر أنه هو المراد.
٣٧
في الأصل: «أنا»، وهو تحريف. وأبو سعيد السيرافي هو الحسن بن عبد الله بن
المرزبان السيرافي، النحوي المعروف، سكن بغداد وتولى القضاء بها، وكان من أعلم
الناس بنحو البصريين، وتُوفِّي سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
٣٨
«ويشرحون» بالشين.
٣٩
هذه العبارة ساقطة من الأصل والسياق يقتضيها.
٤٠
لما هو: أي موضوع لما هو.
٤١
وردت هذه الكلمة في الأصل بعد قوله «الحدث»، كما أن راءها كُتِبت في الأصل
«نونًا». واستقامة الكلام تقتضي ما أثبتنا.
٤٢
في الأصل: «وهو»، ولا معنى له.
٤٣
أخذه ما قدُم وما حدُث: أي أخذته الهموم والأفكار القديمة والحديثة.
٤٤
الراجح أنه يريد أبا زيد أحمد بن سهل البلخي، كان من المتكلمين الفلاسفة
الأدباء، وكان يقال له «جاحظ خراسان»، ألف كتبًا كثيرة منها: كتاب فضيلة علم
الأخبار، وكتاب النوادر في فنونٍ شتى، ولعل أحد هذين الكتابين هو الذي يشير
إليه أبو حيان. وكان أبو حيان يُعجَب به، وقد قال فيه: «إنه لم يتقدم له شبيه
في الأعصر الأُوَل، ولا يُظَنُّ أنه يوجد له نظير في مستأنَف الدهر.» مات سنة
٣٢٢ عن سبع أو ثمانٍ وثمانين سنة.
٤٥
في الأصل: «الكلال»، وهو تحريف لا يستقيم به المعنى. وفي رواية: «على
الكثبان»، وهو بضم الكاف بمعنى التلال كما أثبتنا.
٤٦
في الأصل: «العقر» بالقاف، وهو تصحيف.
٤٧
هذه الكلمة أو ما يفيد معناها ساقطة من الأصل.
٤٨
هو أحد الفقهاء السبعة، كان إمامًا عالمًا وكان أعمى، قال البخاري إنه مات
سنة ٩٤ وهذا لا يتفق وخلافة عمر بن عبد العزيز، وقال ابن المديني سنة ٩٩ وهذا
متفق مع هذه القصة.
٤٩
فيه: أي في الحديث.
٥٠
انظر التعريف بأبي سعيد السيرافي [حاشية رقم ٣٧ في الليلة الأولى].
٥١
هو أبو بكر محمد بن السري بن سهل النحوي المعروف بابن السراج، أخذ الأدب عن
أبي العباس المبرد، وأخذ عنه جماعة منهم أبو سعيد السيرافي، وله التصانيف
المشهورة في النحو، وتُوفِّي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
٥٢
هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج المعروف بابن الرومي الشاعر المعروف،
وُلِد سنة إحدى وعشرين ومائتين ببغداد، وتُوفِّي سنة ثلاث وثمانين ومائتين،
وقيل غير ذلك.
٥٣
ورد من هذا اللفظ في الأصل القاف والواو وحدهما.
٥٤
«بلا».
٥٥
في الأصل: «القاره» بالقاف، وهو تصحيف. والفاره من الدواب: النشيط الحادُّ
القوي.
٥٦
أجمناه: أي كرهناه ومللناه من المداومة عليه.
٥٧
لم ترد هذه التكملة التي بين مربعين في الأصل، وقد أثبتناها عن «عيون
الأخبار».
٥٨
الروح بفتح الراء: الراحة.
٥٩
«يستند».
٦٠
الجمام بفتح الجيم: الراحة.
٦١
«الجرح».
٦٢
يُلاحَظ أنه لم يرد في هذه النسخة عند ذكر أبي سعيد السيرافي قوله «رحمه
الله»، فلعله قد سقط من الناسخ هناك.
٦٣
«كسمح».
٦٤
هو أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك الشاعر المعروف،
كان من ظرفاء عصره وكان صاحب فنون ونوادر، وُلِد سنة أربع وعشرين ومائتين من
الهجرة، وتُوفِّي سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وقيل سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
بواسط، ودُفِن ببغداد.
٦٥
في الأصل: «وحضر بنا»، و«بنا» لا معنى لها.
٦٦
تماكسا: أي تشاحَّا في الأجرة، يقال: ماكسه في البيع ونحوه، إذا شاحَّه فيه
واستحطَّه الثمن واستنقصه إياه.