تحرير العبيد لم يحرر المرأة
استمدَّت الأديان السماوية مبادئها الخاصة بالمرأة من الأنظمة الأبوية الطبقية القائمة على الأسياد والعبيد والجواري. وتُعتبر رسالات الأنبياء موسى وعيسى ومحمد ثورة على تلك الأنظمة العبودية، ورغم اختلاف ثورة كل منهم حسب ظروف مجتمعه الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنهم كانوا جميعًا ضد الظلم والعبودية بصفة عامة؛ ولهذا نالت المرأة من هذه الثورات بعض الإنصاف، وخاصة في الفترات الأولى لهذه الثورات، لكن وضع المرأة ظلَّ أقل من الرجل في الأديان الثلاثة، وعلى الأخص في الديانة اليهودية.
وكان البيت العبري هو الأسرة الأبوية؛ حيث سلطة الأب المطلقة المعروفة لدى فاميليا الرومان، ويتكون بيت بني إسرائيل من الرجل وعدد من الزوجات والسراري (الإماء) والأولاد من الزوجات والسراري وزوجات الأولاد والأحفاد، بالإضافة إلى العبيد، ويرأس هذا البيتَ الأبُ ويُسمى «روش» أي رأسًا، ويَتمتع بسلطات قضائية مطلقة، ويختار وريثه في حرية تامة، ويستطيع التصرف في أبنائه كما يشاء؛ فله أن يبيع ابنته لمن يرغب في شرائها، بل يَملك على أولاده حق الموت والحياة، يقتلهم إذا شاء أو يُقدمهم قربانًا للرب، وقد خضع إسحاق لأبيه إبراهيم حين أراد أن يذبحه للإله «يهوه»، ويمتد هذا الحق إلى من يعيش في كنفه، فله أن يَحرق زوجة ابنه المُتوفى إذا زنت. والمرأة في البيت الإسرائيلي كانت جزءًا من الفاميليات الرومانية؛ أي جزءًا من التركة المُكوَّنة من العبيد والأموال، وهذا البيت يشمل المرأة والعبيد والأمة والثور والحمار والأشياء الأخرى.
والرجل يُسمَّى بعل المرأة؛ أي سيدها، وهي تُخاطبه بعبارة سيدي، والفرحة بمولد الابن أكبر منها عند مولد البنت.
وبرغم القيود على المرأة، فقد كان الرجل متعدد الزوجات، يمارس الجنس مع زوجاته وإمائه، بل وبناته أحيانًا؛ فقد اضطجعت ابنتا «لوط» مع أبيهما نفسه وحمَلتا منه، كما أن يعقوب جمع بين الأختين. وكان الرجل يُطلِّق المرأة في أي وقتٍ يشاء. وتذكر التوراة أن «إبراهيم» حين طرد سريته «هاجر» المصرية وابنها «إسماعيل» أعطاهما قدرًا من الخبز وقربة ماء، فمضَيا إلى سبيلهما وتاها في الصحراء.
وقد انتشر تعدُّد الزوجات عند بني إسرائيل، خاصة بين أغنياء الرجال وعلى قمَّتهم الملوك، وتزوَّج «داود» نساء كثيرات بالإضافة إلى الإماء السراري.
واقترن «رحبعام» بثماني عشرة امرأة وستين سرية، ولدْنَ له ثمانية وعشرين ابنًا وستين ابنة. وتزوَّج «إيبا» أربع عشرة امرأة، وأنجب اثنين وعشرين ابنًا وست عشرة بنتًا. أما «سليمان» فقد تفوَّق، بدأ سليمان حياته بجريمة قتل، هي اغتياله لأخيه الأكبر حين نافسه في ميراث أبيهما من الحريم.
وفي مقابل هذه الحرية الجنسية التي يَتمتَّع بها الرجال، كانت القيود مفروضة على المرأة ومنها العذرية، وكان الرجل يَشترط أن يَتزوَّج فتاته عذراء، فإذا لم تثبت عذريتها طلقها، إلا أنه عندما عم الفساد وبدأت موجة الإصلاح في أواخر القرن السابع ق.م قُيِّدت حرية الرجل في الطلاق، وحُرِّم عليه الطلاق إلا في حالتين؛ هما: أوَّلًا إذا ادعى الرجل أن زوجته ليست بكرًا أخذ أبوها وأمها علامة بكارتها وبسطا الثوب أمام شيوخ المدينة، وتولى هؤلاء تأديب الزوج وتغريمه مائة من الفضة تُعطى للوالد؛ لأن «الزوج» أشاع اسمها رديًّا عن عذراء من إسرائيل، فتكون له زوجة ويَمتنع عليه أن يطلقها «كل أيامه». ثانيًا: إذا كانت الفتاة عذراء وعاشَرها الرجل قبل الزواج، يلتزم بأن يُسلم أباها خمسين من الفضة وأن يتزوجها وألا يطلقها «كل أيامه».
أما الزوجة التي يُطلقها زوجها فتزوَّجت برجل آخر، ثم طلقها هو الآخر أو مات، فإنه ممنوع على زوجها الأول أن يردَّها إليه «بعد أن تنجَّست».
وكانت العبودية تسود المجتمع، والنظام الأبوي يسيطر على الأسرة، والكهنة الرجال يَمنحون أنفسهم سلطات اجتماعية، وشاعت في ذلك الوقت تجربة الماء المر للمرأة المشتبه في زناها.
وقد اختلفت نظرة المجتمع إلى موضوع الزنا باختلاف مراحل التطور الاقتصادية والاجتماعية التي مرَّت بها البشرية. كانت القبائل البدائية والمجتمعات الأمومية تُبيح الحرية الجنسية للرجال والنساء على قدم المساواة، لكن مع ظهور الملكية الفردية وازدياد غريزة التملك ونشوء النظام الأبوي، أصبح الرجل يُطالب زوجته بالإخلاص له بعد الزواج بحيث لا يقربها رجل غيره، وأصبح يُطالبها بالعفة والعذرية قبل الزواج. وقد دأبت المجتمعات الأبوية في عهودها الأولى على وضع حلول لمشكلة الزنا تستوحيها من نظمها التسلطية وتتفق مع طغيان الرجل.
ومن هؤلاء رجال بني إسرائيل، الذين قضوا على المرأة الزانية بالإعدام إما «حرقًا» مثلما حاول «يهوذا» مع زوجة ابنه «ثامار»، وإما «رجمًا» وهي القاعدة التي وردَت في سفر التثنية. أما الرجل فهو يعاشر الزوجات والسراري والإماء، ويَزني كما يشاء بغير حساب، ولم يكن القانون الروماني يختلف عن ذلك في شيء؛ فقد أعطى للرجل حق الحياة والموت على المرأة الزانية.
وقد ظهر الإسلام أيضًا في مجتمع أبوي قائم على الملكية الفردية ونظام الطبقات والأسياد والعبيد، فأصبحت السلطة في الإسلام للرجل رأس الأسرة، والحاكم والخليفة والإمام والوالي والقاضي والشاهد كلها مناصب تخص الرجل وحده، وورث الإسلام عن اليهودية العقاب بالرجم في مسألة الزنا، وقد رُجمت نساء بالحجارة حتى الموت في عهد النبي محمد وفي عهود الإسلام الأولى. وينص الإسلام على أن يُرجَم الزاني والزانية. لكن إباحة تعدد الزوجات للرجل في الإسلام وإباحة تعدد العلاقات الجنسية مع الجواري والإماء مما ملكت اليمين جعَلت الرجال المسلمين في غير حاجة إلى الزنا، وبالذات هؤلاء السادة الذين يَملكون المال أو البعير، مما يجعلهم قادرين على تغيير زوجاتهم من حينٍ إلى حين كلما لاحت لهم امرأة أكثر حسنًا وأكثر شبابًا، ومما يجعلهم قادرين على شراء الجواري والإماء في سوق الرقيق. وما الذي كان يمكن أن يُجبر الرجل العربي المسلم في ذلك الوقت على الزنا، إذا كان في مقدوره أن يطلق زوجته في أي لحظة ويَتزوَّج غيرها أي عدد من النساء، بل ويجمع معها زوجات أخريات يصل عددهم إلى أربعة، بل ويَجمع معها من الجواري والإماء ما يستطيع أن يَشتري وما تستطيع يمينه أن يمتلك؟ وعلى هذا لم تكن قوانين الزنا إلا من أجل عقاب النساء وحدهنَّ؛ لأنهن بارتكاب الزنا يخرجن عن النظام الأبوي الذي حدد للمرأة زوجًا واحدًا في ظلِّ الأسرة والزواج، أو العنوسة والعذرية الأبدية إذا لم يتزوَّجْها أو يَشترِها رجل، وكذلك عقاب الرجال الفقراء من الأُجراء والعبيد الذين يعجزون عن الزواج ودفع المهر للعروس أو يعجزون عن شراء الجواري والإماء من سوق العبيد الذي كان شائعًا في تلك العهود.
وتختلف المسيحية عن اليهودية والإسلام في أنها كانت أكثر تعقيدًا لحرية الرجال الجنسية؛ وقد بدأ المسيح بنفسه إذ حرم على نفسه الجنس والزواج، ولم تَعرف الجنس والزواج أيضًا أمه مريم العذراء، وقد قال يسوع المسيح: «وقد سمعتم أنه قيل للقدماء: لا تَزنِ، وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيَها فقد زنى في قلبه.»
وكان الرجال قبل المسيحية يتبعون الشريعة اليهودية التي تمنح الرجل حق الطلاق دون إبداء الأسباب، فلما ظهر المسيح ذهب إليه بعض القوم يسألونه الرأي فيما تذهب إليه شريعتهم من إباحة الطلاق، وقد جاء في إنجيل متى: وجاء إليه الفريسيون ليُجرِّبوه قائلين له: هل يحلُّ للرجل أن يطلق امرأته لأي سبب؟ فأجاب وقال: إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوَّج بأخرى يزني، والذي يتزوَّج بمطلقة يزني.
ولم يتبع المسيح اليهودية في مسألة رجم الزانية بالحجارة، وقَبِل توبتها، ورفض رجمها بالحجارة، ومنع الفريسين من ذلك بقولته الشهيرة: «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أوَّلًا بحجر.»
وقد ظهرت العقيدة المسيحية في ظل الإمبراطورية الرومانية دولة السادة والعبيد ودولة النظام الأبوي؛ حيث يملك الرجل على عبيده حق الحياة والموت، أما الرجال من الأسياد والحكام فقد كان لهم حق الاستمتاع بالجمال والجنس والملذات في الدنيا والآخرة؛ فقد كان الرجل من هؤلاء بعد وفاته يرتفع إلى مصافِّ الآلهة.
ولقد كان المسيح زعيمًا لثورة العبيد والفقراء، وقد حارَب أثرياء اليهود من قومه الذين تعاونوا مع السلطة الرومانية، وحارب الأسياد من الرومان، وقاد العبيد والفقراء في ثورة فكرية ضد هؤلاء جميعًا بكل ما كانوا يُمثِّلونه في ذلك الوقت من فسادٍ أخلاقي أو استغلال اقتصادي.
وهذا هو السبب في أن المسيحية في فَجرها الأول أعلنت الجانب الأخلاقي الروحاني، وحاربت ملذات الحياة الجنسية التي تتضمَّن الجنس أيضًا. ولأن العبيد ونساءهم كانوا هم وحدهم ضحايا حرية الرجال الرومان الجنسية، فقد جاءت في تعاليم المسيح إنقاذًا لهم من سطوة الأسياد والأثرياء، وأدَّت روحانيات المسيحية إلى منع تعدُّد الزوجات والارتياب في الزيجات المتعاقبة. إلا أن المسيحية فيما بعد أباحت للرجل نظام «التسري»، وبرغم تقييد حرية الرجال الجنسية في المسيحية بصفة عامة، إلا أن المرأة ظلَّت أقل من الرجل مكانةً بسبب النظام الأبوي السائد في ذلك الوقت، والذي اشتدَّ قوةً بنشوء النظام الإقطاعي في المراحل الأخيرة من الإمبراطورية الرومانية. وقد اتَّجهت الكنيسة في ظل الإقطاع إلى الابتعاد عن تعاليم المسيح الأولى، وارتبط رجال الكنيسة والكهنة بالسلطة وملاك الأرض، وأصبحت التقاليد الدينية تُشيد بطبقة الإقطاع وخاصَّة في العصور الوسطى المظلمة، وأصبح الرب هو الإقطاعي صاحب الأرض؛ وحيث إن هذا الرب قد عيَّن الكهنة مُمثِّلين له على الأرض، فإنهم أصحاب الأرض من غير جدال. وباشتداد النظام الإقطاعي الأبوي اشتد انحدار قيمة المرأة، واشتد اضطهادها واتهامها بأنها حليفة الشيطان وسبب الكوارث، وحكَمها الرجل داخل البيت وخارجه بقوانين صارمة تصل أحيانًا إلى القتل والحرق لأتفه الأسباب أو لأسباب يختلقها الأسياد.
وبرغم أن المسيحية في أولها كانت ضد تعدُّد الزوجات، إلا أن نشوء الإقطاع وما صاحبه من رغبة في زيادة النسل لتوفير مزيد من الأيدي العاملة لدى ربِّ الأسرة الأبوية وكذلك لتعويض نسب الوفيات العالية قد ساعد على إباحة تعدد الزوجات.
إلا أن الوحدانية في الزواج ظلَّت مفروضة على المرأة وحدها، وظلَّ الإخلاص الزوجي مفروضًا عليها حتى لا ينهار النظام الأبوي والأسرة الأبوية، وظلت الأفكار التي تمجد العذرية والعذراء، وأعطوا مريم العذراء لقب إلهة السماء والأرض، وهو لقب الإلهة الأنثى القديمة قبل ظهور اليهودية.
وأصبحت المرأة في المسيحية كما كانت في اليهودية من قبل كبش الفداء الذي يقع بين فكَّي الصراع الضاري بين الروح والجسد أو بين الخير والشر، وقالوا إن الله خلق الرجل صورة منه، وإن الله روح، أما المرأة فهي الجسد والجنس.
وكان تيرتولين أحد فلاسفة الإغريق قد قال: إنَّ النَّصَّ في التوراة الداعي إلى تغطية المرأة رأسها يَرجع إلى أن حواء هي المسئولة عن الإثم كله؛ ولهذا يجب أن تُغطي رأسها احتقارًا لهذا الرأس المدنَّس الآثم، ويُخاطب تيرتولين حواء في هذا الصدد قائلًا: «أنتِ الباب الذي يقود إلى الشيطان، أنتِ التي فتحت الطريق إلى تلك الشجرة المحرَّمة، أنتِ أول من عصى أمر الله، أنتِ التي أغريتِه حين عجز الشيطان عن أن يُغريه، أنتِ حطَّمتِ بسهولة صورة الرجل الإلهية، أنتِ سبب الموت، وبسببك أيضًا يموت ابن الله.»
وقد تردَّدت هذه الأفكار عن المرأة على ألسنة المفكرين والكُتَّاب العرب أمثال المعري وابن الفارض والحلاج والشهراوردي والعقاد وغيرهم حتى قرننا العشرين.
ومن هؤلاء أيضًا زكي مبارك الذي قال:
«المرأة تملك أصول الشهوات، وهي باب الدمار والخذلان، والمرأة هي الجحيم، هي البلاء يصبُّه الله على رءوس العباد، هي الشقاء المعجل والكرب الذي يَسبق الموت، والمرأة في جميع أحوالها مصدر فساد، ولها مداخل إلى الفتنة يعجز عنها إبليس.»
وقد ظهر الإسلام بعد المسيحية، وكان محمدٌ في سفرياته التجارية خارج الحجاز يَلتقي بقوم يُردِّدون أمامه آيات من التوراة والإنجيل، وكان في أول حياته راعيًا فقيرًا، والمجتمع العربي في ذلك الوقت كان قائمًا على السيادة والعبيد. وبدأت ثورة محمد في أولها ضد هذا النظام الطبقي العبودي، ودافع في أحاديثه عن الفقراء والنِّساء، إلا أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في ذلك الوقت كانت قائمة على سيطرة الرجل في معظم القبائل العربية (باستثناء بعض القبائل الأمومية)؛ ولهذا استمرَّت هذه القيم الأبوية في الإسلام. كما أن المجتمع العربي الإسلامي كان في حاجة إلى زيادة نسله ليَزداد قوة في مواجهة الأعداء، ومن أجل بناء الدولة الإسلامية، ولكثرة أعداد أسيرات الحروب الجواري، ولكثرة الوفيات، فقد أباح الإسلام تعدُّد الزوجات في تلك الفترة الأولى، وأعطى الرجال حرية جنسية واسعة من حيث الاتصال بالجواري والإماء ومَن ملَكت يمينهم؛ وهي حرية لم يكن ليتمتع بها من الناحية العملية إلا الرجال من طبقة التجار والأثرياء القادرين على نفقات الزواج بأكثر من واحدة، والقادرين على شراء العبيد والجواري من النساء.
وقد كان المجتمع العربي في عصر الجاهلية يقوم على الرقِّ والعبيد، وكانت أسيرات الحرب تُعتبَرْن كما اعتبرهنَّ الإسلام فيما بعد ملكًا لليمين، وقد أباح الإسلام للرجل أن يُعاشر الرقيقات جنسيًّا دون أن يُسمِّي ذلك زواجًا، بل سماه «تسرِّيًا»، والرجل ليس ملزمًا على الإطلاق بأن يَعترف بالولد الذي تلده إحدى جواريه، وإذا اعترف به يُصبح الولد حُرًّا وتصبح أمه حُرَّة بعد وفاة سيدها.
ولا شك أن العبيد والجواري قد حظوا في ظلِّ الإسلام بحقوق لم تكن لهم قبل الإسلام، وقد حارب الإسلام الرق والظلم والفساد والبغاء وشرب الخمر ولعب الميسر والربا، إلا أن الرجل ظل في الإسلام هو السيد، وهو القوَّام على المرأة. والزواج في الإسلام ظلَّ أشبه ما يكون بعقد تمليك، يملك الزوج زوجته بحكم الصداق «المهر» والإنفاق، وواجب الزوجة الطاعة، ومن حق الرجل المسلم أن يُطلِّق زوجته لأي سببٍ يراه هو، وله حق تعدُّد الزوجات.
وهكذا ظلت المرأة العربية المسلمة جزءًا من ممتلكات الرجل، ولا زالت معظم البلاد العربية بما فيها مصر تحكم على نسائها بهذه القوانين الجائرة في الزواج حتى اليوم.
ويَكتب أحد الكُتَّاب العرب الذين اشتهروا في أدبنا المعاصر، وهو عباس محمود العقاد، مشيدًا بهذا النظام الأبوي القبَلي، ويؤكد وضع المرأة كجزء من ممتلكات الأرض، حين يقول: لأن «المناعة» ضرورة من ضروريات الحياة بين أهل البادية، ولا مناص لهم من الاشتهار بمناعة الزوجة بين الأعداء والنظراء، وأول زوجة يَحميها الرجل هي المرأة.