فن الحرب عند سونبين
«قال سونبين: لا يغترُّ في ساحة المعارك إلا قائدٌ جاهل غيرُ بصير، ولا يَتيه صلَفًا إلا قائدٌ جبان … إن مَن أعوزَته التجرِبةُ والعلم وفنون القتال، لا بد سيعلِّق كلَّ آمال النصر على المصادَفات.»
اتَّسم الشعب الصيني عَبْر تاريخه بالبأسِ والصلابة، وخاض الكثير من المعارك والحروب، كما اتَّسم الفكر الصيني برصيدٍ فلسفي ثَرِي، قدَّم رؤية عميقة للحياة بعيدًا عن غياهب ما وراء الطبيعة، وكانت الفلسفة والقتال أهم علامتَين بارزتَين تميَّزَ بهما التاريخ الصيني، وكان من الطبيعي أن يخرجَ من بين الصينيِّين حكماءُ يتناولون تكتيكات الحرب ويؤسِّسون لمبادئها، فيقدِّمون الكثيرَ من المدونات العسكرية التاريخية التي تُعَد جزءًا أصيلًا من الفكر الصيني، ومن أهمِّها الكتابُ التراثي الذي بين أيدينا، والذي أرسى فيه «سونبين» الكثيرَ من أصول وقواعد الحرب وفنون القتال، مثل التحصينات، وكيفية التصرُّف في حالة تعذُّر الاتصال بالقوات، أو قلة عددها وعُدَّتها، مؤكِّدًا ضرورة انتقاء القوات الأصلح للقتال، والتحلِّي بالشجاعة، شارحًا أسبابَ النصر.