الفصل الثامن

استقامة القائد١

لا بدَّ أن يتسم القائد بالاستقامة، وإلا نَبَا طبعه عن الجد والعدل، ممَّا ينزع عنه المهابة، فإذا سقطت مهابته في عين الجنود، تراجعوا عن البذل والفداء، فمن ثَمَّ كانت استقامة القائد بمثابة الرأس في جسد الوحدات المقاتلة.

كما أنه من الضروري للقائد أن يتصف بكرم الأخلاق، وإلَّا عجزت قواته عن مغالبة العدو، وهو ما يحول بينها وبين تحقيق النصر، ومن هنا كان كرم الأخلاق بمكانة القلب في جسم التشكيلات القتالية.

هذا، ومن الواجب أن يتحلَّى القائد بالفضائل، وإلا فقد نفوذه وسط رجاله، وهو ما يعود وباله على الجيش، إذ يقصر عن تحقيق النصر؛ ولذلك عُدَّت الفضائل بموقع وأهمية اليدين في جسم الجيش المقاتل. ومن المهم جدًّا أن يتخلَّق القائد بالمصداقية، وإلَّا تعذَّر على مقاتليه تنفيذ أوامره، وهو ما سوف يؤدِّي — إذا ما حدث — إلى البلبلة وتشتت سلطة القيادة، مما يحول بين القوات وبين حُسن البلاء وإنجاز الوعد ورفع هامة الشرف، ولهذا كانت المصداقية بمثابة القدمين من التشكيلات القتالية.

ثم إنه لا مفرَّ للقائد من أن يتحلَّى بالمقدرة على التنبُّؤ بأحوال القتال (وتوقع النتائج المحتملة للعمليات)، وإلَّا صار من الصعب عليه أن يلتزم الحزم والجدية، [فراغ]، فمن هنا، كان الحزم بمثابة الذيل والجناحين (… للقوات).

***

[لما كانت النصوص التراثية المكتوبة بالصينية الكلاسيكية تتميَّز بثراء محتواها وقابليته للتأويل بتقدير دلالات مختلفة وضروب متفاوتة من المعاني والصياغات، فقد أنتجت إحدى محاولات التحقيق لهذا النص صياغة مختلفة، خصوصًا في ترجمة الفقرة الأخيرة من هذا الفصل، وإليك — سيدي القارئ — بيان هذه الترجمة، فيما يلي: …]

لا بد للقائد من أن يتسم بدرجة عالية من الحكمة [كذا] تفوق كلَّ مَن عداه من الناس، وإلَّا [فراغ]، وتعذَّر على القوات تحقيق النصر. ومن هنا، صار «الحسم» و«الثبات» سمات أساسية يفترض توافرها في شخص القائد، بل هي من ألزم وأهم الصفات جميعًا [حرفيًّا: «من بين مجموع الصفات الواجب توافرها»]

١  يتناول هذا الفصل ضرورة تحلي القائد بصفات أخلاقية. وهو ما يناظر في محتواه أحد فصول كتاب «فن الحرب» للمؤلِّف سونزي.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤