سيرة بني هلال
السِّيَر الشعبية تُعَدُّ إحدى الوسائل التي تستخدمها الشعوبُ لصيانة ذاكرتها، وليسَتْ مجردَ مادةٍ للترفيه وإحياء ليالي السَّمَر. وفي سيرة بني هلال، التي تناقَلَتْها أجيالٌ وراء أجيال، نجد بانوراما تاريخيةً واجتماعيةً ضخمة، تمتدُّ زمانيًّا لآلاف السنين، ومكانيًّا لتشمل العالَمَ العربي من المحيط إلى الخليج، حتى إن النص الأصلي لهذه السيرة الكبرى لا يزال يرقد مخطوطًا في آلاف الصفحات، ولم يُقْدِم على طبعه أحد، بينما النُّسَخُ المتداولةُ منها لا تعدو كونَها غيضًا من فيض، وتسليطًا للضوء على أجزاءٍ مختارة من الصورة الكاملة. وقد اختار «شوقي عبد الحكيم»، بما له من واسعِ الاطِّلاع والقراءةِ المتفحِّصة والواعية، أن يُقدِّم للقارئ عرضًا مستوفيًا لحلقات تلك السيرة الرئيسية، متوقِّفًا عند ملامحها ونقاطها البارزة، وأهم أبطالها ومغامراتهم المثيرة.