براقع التنين: كيف تصبح حاكمًا هوويًّا؟
«في هذا السياق بالتحديد يجدر بنا أن ننزِّل قولة هوبز عن الدولة بأنها تنين، ومن ثَمَّ بأنها تُشبه «الإله الفاني» … ما يهمُّنا هنا من زاوية علاقة الحرب والدولة هو أن هوبز لم يجد من اسمٍ يعبِّر عن ماهية الدولة التي يمكنها أن تُؤمِّن الخروج السِّلمي من عصر الحروب الدينية غير اسم التنين، وهو أمر ذو دلالة خاصة.»
يقدِّم هذا الكتاب رؤية نقدية لفكرة الدولة، ومفهومها، وظروف تأسيسها؛ فيرى استحالةَ تصوُّر الحاجة إلى الدولة من دونِ تشخيصٍ يصف عناصر الأزمة الروحية؛ فقد ظهرت الدولة في أفقٍ خرج للتوِّ من أفقِ المِلة، إذ انسحب الإله الشخصي للأديان وترَك مكانه شاغرًا، وعندئذٍ وُلِدت الدولة؛ ذلك الجسم الغريب الذي لا يستطيع أن يوجد إلا في هيئة تنين. كما يقودنا هذا الكتاب إلى تظاهرات الشعوب التي فطنَت إلى أن الديمقراطية ليست حدثًا، ولذا فعليها المطالَبة بالمواطَنة قبل الهُوِية، والانتقال من حرية الرأي إلى حرية الحقيقة.