صيف في بادن
«ها هي ضواحي بادن تظهر خلف زجاج عربة القطار وقد اكتنفها ضبابٌ لم ينقشِع بعد – كانت أنَّا جريجوريفنا نائمة، وقد مالت برأسها على كتف زوجها – بينما راح هو يتأمل وجهَها شزْرًا بنظرة ثاقبة مفعمة بالريبة والشك، هل أحبَّته هذه المرأة حقًّا؟»
تقوم سرديةُ هذه الرواية على الجمع بين رحلتَين؛ إحداهما في شتاء ١٩٦٧م، يقوم بها الطبيب والأديب «ليونيد تسيبكين» إلى لننجراد بغرض الولوج إلى عالَم «دستويفسكي» وزوجتِه «أنَّا جريجوريفنا». أمَّا الرحلة الثانية فهي رحلة الزوجَين «دستويفسكي» إلى ألمانيا في منتصف أبريل ١٨٦٧م؛ تلك الرحلة التي استغرقت أربع سنوات، عانى خلالها الزوجان التوترَ الشديد بسبب وضعهما المادي الخانق والمهين. وما بين الماضي والحاضر، والواقع والمُتخيَّل، نرى عالَم «دستويفسكي» بعيون أحد حواريِّيه؛ فنتجوَّل برفقته في المدينة، وندخل معه ذلك البيت الرمادي الذي قضى فيه «دستويفسكي» سنواته الأخيرة.