أحمد الكاشف
من الرعيل الأول من شعراء الوطنية، وُلِد سنة ١٨٧٨ بالقرشية من بلاد مركز السنطة غربية، وهو ابن المرحوم ذو الفقار الكاشف، وجدُّه من ضباط الجيش المصري الذين خاضوا غمار المعارك في عهد محمد علي، تلقَّى علومه الأولية في منزل والده بالقرشية، ثم التحق بمدرسة الأقباط الابتدائية بطنطا حتى استوفى دراسته، ثم عاد إلى بلدته وأقام فيها، ومالت نفسه مند صباه إلى الشعر والأدب، وكان الشعر طبيعة له وسليقة، فعكف على المطالعة وأكبَّ على كتب الأدب ودواوين الشعراء المتقدِّمين يدرسها ويستوعبها، فحاكاهم في الأسلوب والبلاغة، واتجهت نفسه إلى نظم الشعر في المعاني الوطنية، فجادت قريحته بشعرٍ وطني من الطراز الرفيع، ووقف حياته على هذا اللون من الشعر، وعاش عمره عيوفًا أبيًّا، مُعتكفًا في بلدته «القرشية»، وفي ذلك يقول عن نفسه:
وله قصائد عصماء نظمها في مختلف المناسبات، وعبَّر فيها أبلغ تعبير عن أحاسيسه ومشاعره الوطنية، وظل وفيًّا لمبادئه طول حياته، وتألَّق شعره في سماء الأدب والوطنية، وبلغ الذروة في هذا المجال.
اتفاقية السودان
قال عن اتفاقية السودان التي أُكرِهت مصر على إمضائها سنة ١٨٩٩ على أثر انتصار الجيش المصري في السودان:
الجندي في المعركة
•••
•••
•••
•••
قصيدته في اللورد كرومر سنة ١٩٠٧
لما رحل اللورد كرومر عن مصر على أثر حادثة دنشواي، شيَّعه الكاشف بقصيدةٍ ندَّد فيها بطغيانه وجبروته، قال:
وذكر حادثة دنشواي وكيف فرح المصريون بإقصائه عن منصبه:
يُنذِر الإنجليز
وقال يُخاطِب الإنجليز ويُنذرهم سوء العاقبة:
يُندِّد بوزارة مصطفى فهمي
قال في أبريل سنة ١٩٠٨ يدعو وزارة مصطفى فهمي إلى الاستقالة، وكانت بغيضة إلى الشعب:
يمجِّد الفلاح ويمدحه
وقال يمدح «الفلاح المصري»:
صِلتُه بمصطفى كامل
كان الكاشف صديقًا ونصيرًا لمصطفى كامل، وكان لدعوة الزعيم وتعاليمه صداها في قصائده، وكان مصطفى يقدِّره ويُعجَب به ويُسميه «شاعر العربية النابغة»، وكثيرًا ما كان هو يردِّد كلمات مصطفى كامل ومعانيها ويصوغها في قالبٍ شعري رفيع.
قال عن صلة الخطابة بالشعر:
وقال يردِّد كلمة مصطفى كامل «لو لم أكن مصريًّا لوددت أن أكون مصريًّا»:
وقال في محاربة اليأس:
وقال في قيمة الاستقلال:
ولما مات الزعيم رثاه الكاشف بمرثيةٍ رائعةٍ بلغت نحو مائة بيت، قال فيها:
إلى أن قال يُشير إلى الرحلة التي كان يعتزم الزعيم القيام بها في الشرق:
ثم يستنكر على وزراء مصر وقتئذٍ تخلُّفهم عن تشييع جنازة الزعيم خشية إغضاب الإنجليز، قال:
ثم يصف احتشاد الأمة يوم تشييع الجنازة، قال:
وختم مرثيته بقوله:
يحمل على سياسة الوفاق، ويُعاتِب الخديو عباس الثاني
في سنة ١٩٠٩ كانت سياسة الوفاق بين الخديو عباس الثاني وإنجلترا تُسيطِر على الجو السياسي في مصر، وكان هدف هذه السياسة محاربة الحركة الوطنية، وبدت مظاهر هذه السياسة في تنكُّر الخديو للكفاح الشعبي ومناصرته للاحتلال وسياسته.
نظم الكاشف هذه القصيدة سنة ١٩٠٩ يحمل فيها على سياسة الوفاق، ويُخاطِب الخديو عباس الثاني ويُعاتِبه ويحذِّره مغبةَ الاستنامة إلى وعود الإنجليز، وهي من أبلغ قصائده وأقواها:
•••
•••
يُخاطِب اللورد كتشنر
في سنة ١٩١١ عُيِّن اللورد كتشنر معتمدًا لبريطانيا في مصر، وكان معروفًا عنه الصلَف والغطرسة، فاستقبله الكاشف بقصيدةٍ رائعةٍ تفيض وطنية وشممًا وإباءً، قال في مطلعها:
إلى أن قال:
إلى أن قال:
يبشِّر بالاشتراكية
في أعقاب الحرب العالمية الأولى وبعد توقيع معاهدة الصلح في فرساي (مايو سنة ١٩١٩) بين ألمانيا والحلفاء، نظم الكاشف قصيدة عصماء تناوَل فيها شتى المعاني السياسية والوطنية.
فمن قوله يبشِّر بالاشتراكية:
يندِّد بغدر الإنجليز وتنكُّرهم لمصر
وقال في هذه القصيدة يندِّد بغدر الإنجليز وتنكُّرهم لمصر بعد أن عاونَتهم في تلك الحرب:
•••
يحذِّر قومه من التحالف مع بريطانيا
وفي هذه القصيدة «التي نظمها في أواخر سنة ١٩١٩» يحذِّر قومه من فكرة التحالف بين مصر وبريطانيا، قال:
يندِّد بالاستعمار والطغيان
وفي هذه القصيدة يندِّد بالاستعمار والطغيان ويحمِّلهما مسئولية الحرب الطاحنة التي اكتوت الشعوب بنارها، قال:
إلى أن قال:
القوة سِناد الحق
أمل مصر في بَنيها
وختم هذه القصيدة الرائعة بقوله:
مؤتمر لوزان: الحق للقوة
في سنة ١٩٢٣ ترامت الأنباء عن مؤتمر لوزان بأنه يخذل مطالب الشعوب الشرقية، فقال الكاشف يدعوها إلى القوة والتعاون في مكافحة الاستعمار:
إلى أن قال:
•••
يتندر على عيد ١٥ مارس سنة ١٩٢٢
قال من قصيدة له في مارس سنة ١٩٢٣ يتندر على عيد الاستقلال الذي جعلوا تاريخه يوم ١٥ مارس سنة ١٩٢٢ حيث أعلن الملك فؤاد استقلال مصر على أثر صدور تصريح ٢٨ فبراير سنة ١٩٢٢:
•••
•••
يحذِّر من نوايا الإنجليز ويدعو النواب إلى أداء واجباتهم
وقال من قصيدة له يوم ١٥ مارس سنة ١٩٢٤ وهو اليوم الذي اجتمع فيه البرلمان الأول، وكان سعد زغلول يتولى رئاسة وزارة الأغلبية:
إلى أن قال:
وقال يدعو إلى التآخي وصفاء القلوب بين المواطنين:
•••
•••
عيوب الحزبية
وقال سنة ١٩٢٥ من قصيدة له حين اشتد التناحر بين الأحزاب، ويدعو إلى نبذ الخصام:
•••
قريتي
قصيدةٌ نظمها بهذا العنوان سنة ١٩٣٦، يصوِّر فيها حياته في بلدته «القرشية» ويُؤثِرها على حياة المدن، قال:
إلى أن قال في إيثاره الإقامة في الريف:
يحذِّر قومه من مفاوضات سنة ١٩٣٦
وعرَّج في هذه القصيدة بالمفاوضات التي كانت جارية وقتئذٍ بين مصر وبريطانيا وأسفرت عن معاهدة سنة ١٩٣٦، فحذَّر قومه من مَغبة هذه المفاوضات، قال:
وظل الكاشف في قريته وعزلته، وفيًّا لشعره ومبادئه، إلى أن أدركته الوفاة في ٢٩ مايو سنة ١٩٤٨.