إسماعيل صبري

دعوته إلى الدستور

وإنك لتجد في شعر إسماعيل صبري انسجامًا مع سياسة مصطفى كامل، وتمجيدًا للوطنية، ومُناصَرة للأمة في جهادها للحرية والاستقلال.

قال في قصيدة وجَّهها إلى الخديو عباس حلمي الثاني يوم عيد جلوسه سنة ١٩٠٨ يدعو إلى الدستور:

حادثة دنشواي

وقال فيها يُصوِّر حادثة دنشواي، ويصف فظائع الإنجليز فيها، والعفو الذي أصدره الخديو عن مسجونيها:

رثاؤه لمصطفى كامل

وقد جزع لوفاة مصطفى كامل جزعًا شديدًا، وشيَّع جثمانه إلى مرقده الأخير (يوم ١١ فبراير سنة ١٩٠٨)، ووقف على قبره يُلقي قصيدته في وداعه، ولم يكَد يُلقي البيت الأول منها وهو:

حتى ظهر عليه التأثر الشديد والإعياء، ولم يستطع أن يُتِم القصيدة، وقد ألقاها في حفلة تأبينه، وتدل هذه القصيدة على مبلغ حبه له وإخلاصه لصداقته، وإعجابه به، وشدة حزنه عليه؛ فجاءت آية في بلاغة الرثاء، ورقة التعبير عن الحزن والألم، وكأن كل بيت فيها دمعة وفاء تذرفها عين الصديق على صديقه الحميم. قال:

مواساته لجرحى الحرب

ولقد كان له شعر حماسي يملأ القلوب أملًا وشجاعة.

قال من قصيدة له مُخاطِبًا الأمير عمر طوسون يشكره على مواساته جرحى الحرب:

الوحدة بين العنصرين

وقال داعيًا إلى الوحدة الوطنية بين عنصرَي الأمة:

ومن قصيدة له حين اشتد الخلاف بين المسلمين والأقباط سنة ١٩١١ يدعو إلى الوحدة الوطنية:

تنديده بصنائع الاحتلال

وقال في نوفمبر سنة ١٩٠٨ يُندِّد بسياسة مصطفى فهمي حين سقطت وزارته وكان مُواليًا للاحتلال خاضعًا له:

في الإباء وعزة النفس

ومن قوله في الإباء وعزة النفس، والزراية بالمُتكبِّرين:

وقال في الاستمساك بالكرامة:

يستنكر تعدد الزوجات

وقال يذم تعدد الزوجات:

التوحيد والحرية

وله في تمجيد التوحيد والحرية كلمات بليغة وإن لم تكن شعرًا إلا أنها تُشبِهه في النغم والرنين وقوة الأثر، وهي من الشعر المنثور البليغ. قال:

تنديده بالظلم والاستعمار

قال في قصيدة له يُخاطِب «الدواة»:

إلى أن قال:

تنديده بالمستعمرين

قال ينعى على إيطاليا عدوانها على طرابلس (ليبيا) سنة ١٩١١ ويُندِّد بما في فعلتها من الغدر ونقض العهود والمواثيق:

الامتيازات الأجنبية

وقال في هذه القصيدة يُشير إلى الامتيازات الأجنبية التي منحَتها الدول الشرقية للأوروبيين، فقابلوها بالغدر والعقوق، واتخذوها وسيلة للعدوان على هذه الدول:

القوة سياج الاستقلال

وقال فيها يدعو إلى التسلح بالقوة للدفاع عن الذمار وصد مطامع الاستعمار، ويُحذِّر أمم الشرق من غدر الدول الاستعمارية وعدوانها وتبييتها الشر تحت ستار الود والصداقة:

التغني بعظمة مصر

وله قصيدة خالدة يتغنى فيها بعظمة مصر ومفاخرها، ويستحث مصر الحديثة على إحياء مجدها، قالها سنة ١٩٠٩ على لسان فرعون مصر يُخاطِب قومه ويبعث فيهم روح العمل لبناء مجد الدولة. قال:

إلى أن قال:

وختمها بقوله:

إلى شوقي في منفاه

فأجابه صبري بهذه الأبيات:

وقد عاش إسماعيل صبري كريم الخُلق، صادقًا عيوفًا، أبيًّا وفيًّا لوطنه وأصدقائه، مُعتزًّا بكرامته، صريحًا مُحبًّا للحق، بعيدًا عن الزهو والخيلاء، وظل على هذه الأخلاق الفاضلة إلى أن تُوفي في ٢١ مارس سنة ١٩٢٣ بعد مرض طويل، وخلَّف كنوزًا من الشعر والوطنية، والفضائل النفسية، أضفَت على اسمه هالة من المجد والخلود.