مونتوك
«لم أقُم أبدًا بمحاوَلةٍ جدية لإنهاء حياتي، ولا حتى بمحاوَلةٍ غير جدية. فكَّرت في ذلك كثيرًا فحسب، في كل مرحلةٍ من مراحل العمر. مثل خبيرٍ ألمحُ في كل مكان الفرصَ العملية المتاحة.»
تتمحور هذه الرواية حول الهُوِية والذات، ويزيل فيها الكاتب السويسري «ماكس فريش» الحدودَ الفاصلة بين الشِّعر والحقيقة، وبين الواقع والخيال، وبين سِيرته الذاتية وسِيَر الآخَرين؛ متَّخذًا من إقامته لمدة أسبوع في قرية «مونتوك» مناسَبةً يقصُّ من خلالها سِيرته الذاتية، من دون أن يبتكر أحداثًا أو أشخاصًا أو الهروب إلى الخيال، مستعيدًا علاقاته الغرامية والزوجية، وخاصةً حبَّه لفتاةٍ يهودية أثناء الحِقبة النازية، ومشاكله الزوجية، وعلاقته بالشاعرة النمساوية «إنجبورج باخمان» التي انتحرَت محترِقةً في شقَّتها بروما، وغيرها من الأحداث والتفاصيل الذاتية المفعمة بالصدق، التي يقصُّها على سجيَّته، مقدِّمًا بها أدبًا ذاتيًّا صادقًا قادرًا على مخاطَبة الإنسان المعاصر في كل مكان.