في انتظار الأمر!
- (١)
ثمَّت علاقةٌ روحية بين جماعة من الهنود … وتمساح ضخم … دافع عنهم … وقتل التمساح الذي كان يُهدِّد أمنهم.
وطارد لهم الأسماك … حتى تقع في شباكهم أسرابًا.
فراجَت تجارتهم … وتحسَّنَت معيشتهم.
فقدَّسه أهلُ الجزيرة التي كان يعيش بها.
- (٢)
عندما شاع صيتُه … توافد الناس على الجزيرة … حتى ازدحمَت بهم وضجَّ منهم التمساح … فغادرهم إلى غيرها في وسط المحيط الهادئ … يجري بها نبعٌ رقراق عميق الماء …
فهادر الناس خلقه … حيث قطنوا هذه الجزيرة الجديدة من أجله، وأطلقوا عليها جزيرة التمساح المقدس.
- (٣)
علمَت عصابةُ «سوبتك» بالأمر … فأرسلت إليها العديدَ من رجالها محمَّلين بالكثير من المعدات والأجهزة الحديثة والأغذية والأدوية وكل ما يقرِّبهم إلى سكانها، وأعطاهم ذلك الفرصة لأن يُنشئوا حكومة … هم أعضاؤها … وأن يختاروا كبيرَهم حاكمًا لها.
- (٤)
قامت باستغلال أبنائها في تنفيذ عمليات اغتيال وتفجير منشآت حول العالم بدعوى أن أصحابها يُهينون ديانتهم في عبادة التمساح المقدس ويعرضونهم لغضبه إن لم ينتقموا له.
- (٥)
نمَا إلى علم الأجهزة الأمنية في «مصر» أن مجموعة من أتباع «سوبتك» أتَوا إلى «مصر» لاغتيالِ عددٍ من رجال الأعمال كانوا ينوون إنشاءَ مزرعة لتربية التماسيح للحصول على جلودها.
- (٦)
قررت المنظمة إرسالَ مجموعة الشعاع الثاقب المكوَّنة من «أحمد» و«إلهام» و«عثمان» و«ريما» لقلب نظام الحكم في الجزيرة … والقبض على جماعة «سوبتك» أو تصفيتها.
- (٧)
نجحَت مجموعةُ الشعاع الثاقب في التغلُّب على رجال «سوبتك» … وضم أحد الهنود المعادين لعبادة التمساح إلى صفِّهم … واستخدام الجزيرة الصغيرة التي يعيش عليها كقاعدة للانطلاق منها.
- (٨)
أيضًا نجحوا في ضمِّ أحد المحاربين إليهم ويُدعى «رام روي» وهو قائد كتيبة كاملة قام «الشياطين» بأسرها ثم عفوا عنهم لينضموا لهم مع قائدهم.
النتيجة:
يجب الاتصال ﺑ «أحمد» لإعطائه إشارةَ البدء في النصف الثاني من العملية وعلى جزيرة «راجيف باي» كما أسمَتها «إلهام» كان الجميع يتحرقون شوقًا لمعرفة نهاية هذا الموقف الذي يقفونه … ويرون أن بيد «أحمد» الذي كان منتظرًا اتصال رقم «صفر» للحصول على إشارة البدء في إتمام العملية.
وعرض عليه «باي» أن يُعدَّ لهم كهفًا كبيرًا بالجزيرة كقاعدة استقبال، يجتمع فيها مع المحاربون الأسرى وقائدهم «رام روي» … على أن يبقى بينهم هو مترجمًا.
ولفت نظرَه ابتسامةٌ ماكرة تلمع في عينَي «عثمان» … فجاوبه بابتسامةٍ وقورة وهو يسأل «راجيف» قائلًا: وما الغرض من هذا الاجتماع يا «باي»؟
راجيف: أعتقد أنك تعرف يا سيد «أحمد»!
أحمد: لا … ليس عندي فكرة … ولو كان عندي فكرة … فأعتقد أنها غير التي تدور برأسك …
راجيف: ليس الأمر سرابًا يا سيد «أحمد» … المقصود من هذا الاجتماع هو تشكيل حكومة في المنفى.
أحمد: حكومة لمن … ولماذا … ومَن أعضاؤها؟
راجيف: يا سيد «أحمد»، أليس هدفُك الأساسي هو تخليصَ شعب جزيرة «التمساح المقدس» من حكم عصابة «سوبتك».
أحمد: نعم …
راجيف: إذن كيف سنُسقط الحكومة دون وجود حكومة بديلة؟
أحمد: ليست هذه مهمتي. إن مهمتي محددة … وهي إسقاط نظام الحكم … والقبض على العصابة الحاكمة.
راجيف: ثم نترك الجزيرة في حالة فوضى … ليتحكم في أهلها اللصوص؟!
أحمد: أكان لها قبل عصابة «سوبتك» عصابة وحاكم؟
راجيف: لا … ولكنهم الآن تعودوا على ذلك … هذا غير مَن ستتركه العصابة من أعوان … لهم من نفس أخلاقهم.
أحمد: سأنتظر حتى يتصل رقم «صفر» وأعرض عليه الأمر.
ووجد «عثمان» نفسَه مندفعًا للتدخل في الحديث قائلًا ﻟ «أحمد»: إذن فهناك ما نفعله إلى أن تحصل على موافقة الزعيم.
إلهام: نعم يجب أن نستفيد من الوقت.
أحمد: أنا لا أُمانع.
راجيف: إذن سأُعدُّ لكم قاعة الاستقبال.
أحمد: ومَن سأستقبل فيها؟
راجيف: «رام روي»!
إلهام: زعيم المحاربين الهنود؟
راجيف: نعم.
أحمد: لماذا؟
راجيف: إن لهذا الرجل ومَن معه عائلات.
عثمان: نعم … نعم … إخوة وأبناء وزوجات.
ريما: وأصدقاء وجيران.
راجيف: أي إن كلَّ واحدٍ منهم بمائة إن لم يكن أكثر.
فنظر له «أحمد» مستنكرًا … فلم تُعجبه نظرته … واستطرد قائلًا: لكل رجل من أولئك عشرة إخوة تقريبًا … ومثلهم أبناء … هذا غير الأعمام … وغيره …
إلهام: معك حقٌّ إن الرجل منهم بمائة.
ريما: أي أن لدينا الآن شعبًا.
إلهام: ولكن لا تنَسوا احتمال الخيانة …
أحمد: تقصدين أنهم الآن يراوغوننا؟
إلهام: إني أقول إنه احتمال.
أحمد: ولكنه احتمال مخيف.