مهاريشي … أحمد!
بعد فترة انشغل فيها «راجيف» في إعداد قاعة الاستقبال فوجئ به الشياطين يدخل عليهم قائلًا وهو ينظر ﻟ «أحمد»: «مهاريشي أحمد».
لم يعلِّق «أحمد» وإنما لم يحول عينَيه عنه … وظل ناظرًا له في دهشة إلى أن سألَته «إلهام» قائلةً: مَن «مهاريشي»؟
ولم يتمالك نفسَه من الضحك على الطريقة التي ألقَت بها «إلهام» السؤال …
وسأله من بين ضحكاته قائلًا: مَن «مهاريشي … أحمد مهاريشي»؟
وهنا صاحَت «ريما» وهي تضحك قائلة: يا جماعة انتظروا … إن «باي» لا يقصد …
وضحك «باي» على ضحكهم ثم قال لهم: «مهاريشي» تعني العالمَ والقديس العظيم.
أحمد: أنا لستُ قديسًا ولا عالمًا ولا عظيمًا.
إلهام: لقد ذهب إلى الكهف وأتى بهذه الحقيقة.
عثمان: لقد عثر على أحد مؤهلاتك هناك.
ريما: أو الوحي … نعم إنه الوحي أتاه في الكهف وأنبأه بذلك …
كان «باي» يتابع ما يقولون بابتسامة عريضة … إلى أن قال له «أحمد»: أنا أفهم ما تقصده يا «باي».
راجيف: إن الناس لكي يصدقوك … يجب أن يعلموا عنك أنك قديس أو عالم أو عظيم … وأنت لديك من المواهب والعلم والقدرات ما يؤهلك لتمثيل هذا الدور … بل للقيام به على خير وجه.
أحمد: ويتركون التمساح ويعبدونني أنا … أليس كذلك؟
راجيف: لا … القديس لا يُعبد … بل يُحترم ويُقدَّس … وكلامه نافذ … ونبوءاته تصدق …
أحمد: إنه دور خطير.
راجيف: لا تقلق … فسأكون أنا «سانيازي باي».
عثمان: لم ننتهِ من «المهاريشي» بعد يا «باي»؟
باي: إن «السانيازي» … تعني الناسك … وسأتحدث باسم القديس عنه، وسأترجم لكم ولهم ما يقول.
أحمد: وكيف سأثق بك … وبأنك لن تقول باللغة الهندية ما يضرُّنا؟
باي: ولمَ أفعل ذلك وقد أتيتَ لإنقاذنا؟
في هذه اللحظة وخزَت رسغةُ ساعةِ يده … فعرف أن رقم «صفر» يطلبه … فوضع على أُذُنَيه سماعتَين دقيقتَين متصلتَين بالساعة … وضغط زرَّ استقبال المكالمة … فبادره الزعيم قائلًا: مساء الخير «مهاريشي أحمد».
فقال «أحمد» وهو يضحك: كيف عرفت يا زعيم؟
رقم «صفر»: عرفت ماذا؟
أحمد: بموضوع «المهاريشي»؟
رقم «صفر»: هل جعلوك «مهاريشي»؟
أحمد: إنه حتى الآن اقتراح.
رقم «صفر»: اقتراح مَن …
أحمد: «راجيف باي»!
رقم «صفر»: إنه عبقري … ولا تنسَ أنه قريبٌ منَّا إلى شعبه … ويعرف كيف يفكرون.
أحمد: ولكن لم تُخبرني كيف عرفت؟!
رقم «صفر»: أنا لم أعرف شيئًا … إنها خطة وضعناها لتعاملك مع المعارضين لحكم «سوبتك»!
أحمد: إن «باي» قال ذلك أيضًا … وقد اختار أن يقوم بدور «سانيازي».
رقم «صفر»: ألم أَقُل لك إنه عبقري؟!
أحمد: أكان هذا أيضًا في خطتكم.
رقم «صفر»: نعم.
أحمد: أي أنك تأمرنا أن نبدأ؟
رقم «صفر»: حالًا.
أحمد: سأعقد اجتماعًا الآن مع المحاربين الأسرى.
رقم «صفر»: وفقكم الله … بلِّغ الجميع تحياتي.
ضحك «عثمان» وهو يقول تعليقًا على المكالمة: لقد أصبحت «مهاريشي» دولي …
راجيف: هل كان هذا زعيمكم؟
أحمد: نعم …
راجيف: هل شرحت له الخطة؟
أحمد: ووافق عليها.
انشرح صدر «باي» وانفرجَت أساريرُه، وقال في سعادة: هل قلت له إنني صاحبها؟
أحمد: نعم … وقال إنك عبقري.
راجيف: إذن … فلنبدأ.
وسار في اتجاه الكهف … ومن خلفه الشياطين. وما إن أبلغوه حتى سأله «عثمان» قائلًا: أين قاعة الاستقبال يا «باي»؟
راجيف: إنك تقف داخلها.
واندهش «الشياطين» عندما لم يجدوا بهذا المكان الفسيح أثاثًا … أو أي شيء يستحق هذا الوقت الذي قضَوه في انتظاره!
واندفع «عثمان» يسأله في غيظ قائلًا: هل هذا إعداد القاعة يا «باي»؟
راجيف: نعم يا سيد «عثمان».
عثمان: وأين الكراسي والمائدة المستديرة وغيره؟
راجيف: وهل كان لديَّ حاجة لكل ذلك من قبل حتى تجدَه عندي؟!
أحمد: أعتقد يا «عثمان» أن المكان كان مشغولًا.
راجيف: نعم … وقد استنفذ مني مجهودًا جبارًا لإعداده.
ريما: مشغولًا بماذا؟
راجيف: لا داعي.
ريما: لا … قل …
راجيف: لا يهم الآن …
وأثار إصرارُ رفض «باي» … فضول «ريما»، فأصرت إلا أن تعرف ما يُخبئه.