خلافات حادة!
كان «راجيف» يصاحب بعض القرود … لقد كانت الشيء الوحيد على الجزيرة الذي يفهمه … وكانت تسكن هذا الكهف الذي قام بإعداده كقاعة استقبال ﻟ «المهاريشي أحمد».
وقد أزعج «إلهام» جدًّا ما قام به «راجيف» … فهي ترى أن هذه القرود لا ذنب لها فيما يجري … حتى يقوم بإزعاجها على هذا النحو.
ومثلها تعاطفَت «ريما» مع القرود مما أحزن «باي» … وقد لاحظ «عثمان» ذلك، فقال له: لا تحزن يا «باي» يمكنك تدارك الأمر وإعادة القرود.
راجيف: أنا لست حزينًا من أجل القرود … أنا حزين لأجلنا نحن.
أحمد: لا أفهم يا «باي».
راجيف: لقد انحزتم ككل القرود … وأنساكم تعاطفكم معها قضيتنا.
وشعرَت كلٌّ من «إلهام» و«ريما» بالخطأ الذي وقعَا فيه دون قصد … فقد كانت عليهما أن يُغالبا مشاعرهما … وأن يقدرَا خطورة موقف «باي» وأهله. ومن خارج القاعة إلى جلبة أحدثها بعضُ الرجال وهم يُهرولون ويتصايحون باللغة الهندية. والتفت الجميعُ إلى «باي» الذي قال مترجمًا لكلٍّ منهم: الجزيرة محاطة من كل ناحية بالزوارق والرجال.
أحمد: واليخت … أين اليخت الخاص بنا؟
عثمان: لقد تركت ﻟ «باي» مسئولية إخفائه.
راجيف: اليخت في أمان.
أحمد: أين؟
راجيف: لقد أدخلته كهفًا مغمورًا في الماء.
اندهش «أحمد» لما سمعه؟ وسأله مستفسرًا بقوله: كهف مغمور في الماء؟
راجيف: نعم إنه ليس له قاعدة …
أحمد: ما رأيك يا «عثمان» فيما يقوله «راجيف باي»؟
عثمان: أنا أرى أن نستفيد منه في فكِّ هذا الحصار.
أحمد: أنا أقرأ ما يدور في ذهنك.
إلهام: أريد أن أفهم يا سادة.
عثمان: سنجعل هذه المنطقة الخفية قاعدةً لانطلاق رجالنا.
أحمد: مَن هم رجالنا؟
راجيف: رجالنا «رام روي».
إلهام: إننا لم نتحدث معهم بعد.
راجيف: يكفي أن نتحدث مع «رام روي» ويقتنع.
عثمان: هل ترى أن هذا أمرٌ يسير؟
راجيف: إنكم تملكون الحجة القوية وأنا سأخترع بعض الحكايات وأروِّجها بين رجاله.
أحمد: لا … بل أنت معنا لتترجم لنا … وله.
راجيف: أتقصد أنك وافقت؟
أحمد: ليس لدينا خيارٌ آخر … وأرجو أن تستدعيَه.
وكان «روي» في انتظار هذه اللحظة … فلم يترك «باي» ليتمَّ كلامه … وسبقه إلى الكهف … وما إن رأى «أحمد» حتى أحنى رأسَه احترامًا له وتقديرًا.
ولاحظ ذلك «باي» الذي كان يقف خلفه … فأدرك أن طريق «أحمد» مفتوحٌ لقلب هذا الرجل …
وبدأ «روي» الكلام قائلًا: المحاربون في كل مكان حول الجزيرة … وأنا ملتزم بالدفاع عنك … ولكن ليس معي من الرجال ما يكفي لمحاربةِ كلِّ مَن يحيط بالجزيرة.
أحمد: وماذا ترى؟
روي: سأدافع عنك أنا ورجالي حتى الموت، ولكن ماذا ستفعل أنت بعد ذلك؟
أحمد: إن الله معنا يا «روي».
توقَّف «راجيف» عن الكلام … ونظر له «أحمد» يحثُّه على ترجمة ما قاله … ولكنه أبى … فقال له في حزم.
– لماذا لم تترجم له ذلك؟
راجيف: لم نتفق على ذلك.
أحمد: على ماذا؟
راجيف: لا دخلَ لنا بإلهكم.
أحمد: ألَا تثق في قدرتي على إقناعه.
راجيف: نعم … ولكن لتُبعده عن عبادة التمساح فقط … لا لتدخله في ديانتك.
أحمد: الحركة حول الجزيرة تزداد … وقد ينقضُّ علينا المحاربون الآن ويقتلوننا.
شعر «روي» بالقلق مما يجري بين «أحمد» و«راجيف باي»، فغادر المكتب منفعلًا وترك الشياطين في حالة قلق عارمة … ولم يتمالك «أحمد» نفسَه فصرخ في «راجيف» قائلًا: أرأيت ما فعلت … إن مصيرك الموت معنا … إن غادر «روي» «الجزيرة».
لم ينطق «باي» بل طرق برأسه في الأرض مما أثار «عثمان»، فقال له «راجيف»: ألم نتفق على أن تعمل معنا تحت قيادة «أحمد»؟
راجيف: نعم … ولكني مستشاره!
عثمان: وهو القائد. ونحن في حالة حرب وعلينا أن نُطيعَه.
راجيف: لن أطيعَه إن عمل ضد عقيدتي.
أحمد: أكل ذلك لأنني قلت له «الله» معنا؟!
راجيف: إنها البداية.
ورأى «أحمد» أن التشبُّثَ بالرأي في هذا الوقت لن يُفيدَه … ﻓ «راجيف» بيده كلُّ أوراق اللعبة، فقال له: اعتذر يا «راجيف» …
راجيف: لا يا سيد «أحمد» … لا أقصد ذلك.
عثمان: لا يهم هذا الآن، المهم أن تلحق «رام روي» قبل أن يلحق بأعدائنا.
إلهام: وماذا سيقول له عن المناقشة الحامية التي دارَت بينكما يا «أحمد»؟
راجيف: سأقول له إنك كنت رافضًا الحرب … حتى لا تعرضَه هو ومَن معه للموت.
أحمد: وأنت كنت ترى عكس ذلك؟
راجيف: نعم.
أحمد: فكرة جيدة … ولكن أسرع الآن لتلحق به.
وخرج «راي» يُهرول ومن خلفه «عثمان» و«ريما» ومكث هو يدرس مع «إلهام» إمكانيةَ دخول الحرب بهذه الإمكانيات القليلة … وبهذا العدد من الرجال.