تعالي الأنا موجود

«ورُبَّ قائلٍ يقول: ولكن هوسرل يُعرِّف الشعور بوصفه تعاليًا. صحيحٌ أن هذه دعواه، وهذا هو اكتشافه الجوهري، إلا أنه يجعل موضوعَ الشعور غيرَ واقعي كطرف لقالب الشعور، ويكون وجوده هو إذَن وجوده المدرك، ويكون بذلك هوسرل غير مخلِص لمبدئه.»

اخترع «ديكارت» فلسفة الذاتية، وصاغ أول كوجيتو في الفلسفة الحديثة في عبارته الشهيرة: «أنا أفكر، إذَن أنا موجود.» وجاء من بعده «كانط» وصاغ كوجيتو خاصًّا به سمَّاه «الأنا المتعالي». ثم جاء «هوسرل» وطوَّر كوجيتو «الأنا المتعالي» منطلقًا من منهج «الظاهراتية» أو «الفينومينولوجيا» الذي أسَّسه؛ وهو منهج وصفي جديد للظواهر الشعورية يستند إلى الحَدْس بصفته عملية أساسية. يرى «هوسرل» أن مشكلات العلاقة بين الأنا والشعور مشكلات وجودية، وأن الشعور الترنسندنتالي ليس جملة شروط منطقية، بل واقعة مطلقة، وهو ليس قائمًا بذاته أو شعورًا يتأرجح بين الواقع والمثال، بل هو شعور حقيقي ميسور الإدراك. وهذا ما يتناوله «سارتر» في هذا الكتاب؛ إذ يحلِّل ويفسِّر «الأنا المتعالي» عند «هوسرل»، مُقدِّمًا نقدًا جوهريًّا له، مُستخدِمًا هذا النقد في إقامة فلسفة خاصة به.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور حسن حنفي.

تحميل كتاب تعالي الأنا موجود مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية عام ١٩٣٤.
  • صدرت هذه الترجمة عام ٢٠٠٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

جان بول سارتر: فيلسوفٌ فرنسي ورِوائي وكاتب مسرحي وناقد سينمائي وسياسي بارز، نالت أعماله الأدبية والفلسفية شُهرةً ونجاحًا واسعًا، وكُرِّم بجائزة نوبل في الآداب لكنَّه رفَض تسلُّمَها.

وُلد «جون بول شارل إيمارد سارتر» في عام ١٩٠٥م، وهو ينتمي إلى أسرةٍ بُرجوازية متوسِّطة، تولَّى جَدُّه تربيتَه وتعليمه نظرًا لوفاة والده وهو في سنٍّ صغيرة، وظلَّ يعيش في كنَف عائلته لمدة عشر سنوات، ثم اضطر إلى الانتقال للعيش ﺑ «روشيل» وهو في الثانية عشرة من عمره، بعدما تزوَّجت والدتُه عامَ ١٩١٧م، لكنَّه عاد بعد ثلاثِ سنواتٍ إلى باريس، وبها التَحق بمدرسة «هنري الرابع» الثانوية، وهناك تعرَّف بصديقه «نيزان»، واشتركا في كتابة القصص القصيرة، وقد أبدى «سارتر» خلالها أسلوبَه الساخر النقدي للحياة الاجتماعية المصطنَعة آنذاك، وعُرِف عنه مُعارَضته الشديدة للسُّلطة والنظام.

شارَك «سارتر» في الحرب العالمية الثانية على الرغم من قِلَّة وعيه السياسي، لكنه استغلَّ فترةَ تجنيده في الكتابة، ونشَر جزءًا كبيرًا من كتاباته في كتابٍ بعنوان «دفتر الحرب الزائفة»، وفي عام ١٩٤٠م وقَع أسيرًا ووُضِع في مخيَّمِ اعتقالٍ بألمانيا، وبعد عامٍ واحدٍ أُطلِق سراحُه وعاد مرةً أخرى إلى باريس، وبرفقة أصدقائه أسَّس فورَ عودته حركة مقاومة للسُّلطة أطلَق عليها حركة «الاشتراكية والحرية»، لكنها حُلَّت في نهاية العام ذاته، ولم يُوقِف هذا الأمرُ نشاطَ «سارتر» المعارِض؛ حيث استأنف نشاطَه من خلال كتاباته.

في عام ١٩٤٥م، سافَر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك كتَب مقالاتٍ عديدةً حوَت آراءَه السياسية وأفكاره الفلسفية الوجودية. وكُرِّم بالعديد من الجوائز أبرزها جائزة نوبل في الآداب، ولكنه رفَض استلامها جميعها عدا جائزة واحدة تسلَّمها، وهي شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة أورشليم العِبرية نظرًا لصداقته بدولة إسرائيل.

أمَّا عن أعماله فهي كثيرة ومتنوِّعة ما بين الرواية والقصص القصيرة والفلسفة والمقالات، فضلًا عن المسرحيات، ونذكر من أعماله: «الغثيان»، و«الحائط»، و«الوجود والعدم»، و«نقد العقل الجدَلي»، و«الوجودية مذهب إنساني».

تُوفِّي «جون بول سارتر» في عام ١٩٨٠م بباريس إثرَ إصابته بأزمةٍ رئوية حادة.

رشح كتاب "تعالي الأنا موجود" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤