نظرة جديدة للقرآن: نحو تأويل إنساني
منذ عهد الخليفة العباسي «المتوكل»، أيْ قبل أكثر من ١١ قرنًا، أُغلِق بابُ النِّقاش بشأن طبيعة القرآن لصالح وجهة النظر التقليدية القائلة بأنه كلام الله، أمَّا البُعد الإنساني، الذي يتضمَّن اللغة والمتلقي، فهو شِبه غائب. نعم، استطاع المسلمون حتى الآن أن يتناولوا التراث بمنظور جديد، بينما لم تُمَس مسألةُ النظرة الجديدة للقرآن؛ إذ إن مَن جَرُءوا على فتح هذه المسألة عُدُّوا من الزنادقة، وحُكِم على بعضهم بالإعدام. والسؤال الرئيس الذي يَطرح نفسه هو: هل يستطيع المسلمون تحديثَ مجتمعاتهم دونَ التخلي عن معتقَدهم الديني أم لا؟ الإجابة الضِّمنية هي أن هذا ممكِن بالفعل عندما يُؤخَذ البُعد الإنساني للقرآن في الاعتبار. يسعى هذا الكتاب إلى إعادة فتحِ باب النِّقاش الذي أُغلِق منذ مدة طويلة بتقديمِ قراءةٍ جديدة للنصوص الكلاسيكية، والتعامل مع الوضع الحالي للمسلمين في سياق تحدِّيات الحداثة.