كلمة ختامية
ولست أجِد أخيرًا وصفًا لجنازته وما أصاب الناس من ألَمٍ لوفاته خيرًا من قول أستاذنا الجليل أحمد أمين بك في خاتمة مقالاته عن رفاعة، قال:
«… اهتزت مصر لموته (أي رفاعة)، واحتشد لتشييع جنازته الألوف المؤلفة من رجال المعارف والأُمراء والنُّبَلاء وتلاميذ المدارس، وازدحمتِ الشوارع بالناس يردُّون بعض جَميله: يذكُره الأزهريُّون على أنه ابنهم، والمُتعلِّمون المدنيُّون على أنه أبوهم، والجالية الفرنسية على أنه أخوهم، والمصريون كلُّهم على أنه مُؤسِّس نهْضتِهم. وكلهم يتوجَّع لفقْدِه ويُشِيد بذكره. وسار المَشهد من منزله بالمَهمشا حتى إذا قارَب المدينة كان ينتظره شيخ الأزهر وعلماؤه وطلبته، فاشتركوا في تشييع الجنازة، ووُضِع النعْش في القِبلة الجديدة، ولا يكون ذلك إلا لعظيم، وأخذ الأفاضل في رثائه بالقصائد والخُطب، ثم حُمِل إلى «بستان العلماء» حيث طُويتْ صحيفتُه، وبقِيَتْ آثاره خالدة تَعظُم وتتزايد وتتوالَد. رحِمَه الله فقد صنع لأُمَّتِه كثيرًا …»
أجل، رحِم الله رِفاعة رحمةً واسعةً فقد صنع لأمته كثيرًا …