تاريخ القرصنة في العالم
«هاكُم مثالًا عن القوانين والأعراف المُخزية التي نحاربها؛ إن هؤلاء اللصوص الذين يتعيَّشون على تجارة الرقيق لا يملكون روحًا ولا قلبًا. إنهم يستحقون العذابَ المقيم في نار جهنم! إننا ننادي بالعدالة للبشر دونَ استثناء؛ ولهذا فإنني أُعلِن وَفقًا لأفكارنا أن هؤلاء الأفارِقة أحرار، وأدعوكم جميعًا يا إخوتي أن تعلِّموهم لُغتنا ودِيننا وعاداتنا وفنوننا البحرية؛ حتى يستطيعوا أن يكسبوا قُوتَهم من عملٍ شريف، ويدافعوا عن حقوقهم الإنسانية.»
يكسِر هذا الكتابُ الصورةَ النمطية عن القرصنة، التي لم تكُن كلُّها حركاتٍ إجرامية؛ فإلى جانب تأريخه لحركة القرصنة، بدايةً من ظهور المِلاحة البحرية في العالم القديم — حيث اشتغل بها الفينيقيون والإغريق الذين اعتبروها مهنةً رفيعةَ المنزلة — حتى القرصنة الجوية وخطف الطائرات؛ يُلقي الضوءَ على جوانب القرصنة الاجتماعية والنفسية عبرَ تاريخها، مُستكشفًا الدوافعَ التي تُحرِّك هؤلاء القراصنة، والتي كان بعضُها احتجاجًا على مجتمعٍ قائم على الظلم، تنظِّمه علاقاتٌ تعسُّفية وتتحكَّم فيه مؤسَّسات جائرة، كما أن بعضَهم لم يكتفِ بالاحتجاج، بل سعى إلى تحقيقِ نظامٍ اجتماعيٍّ جديد، قوامُه العدل والمساواة. ولعل أوضحَ مثالٍ على ذلك جمهورية ليبرتاريا، دولة الحرية التي أقامها القراصنةُ في نهاية القرن السابع عشر شمال مدغشقر، والتي أسَّسها «ميسون» و«كاراتشيولي» الذي اشتُهر بأفكاره الاشتراكية، وإسهامِه في حركة التحرير الشعبية في جنوب إيطاليا.