كيف تقرأ كيركجارد
يُعَد «سورين كيركجارد» أحدَ الفلاسفة المهمِّين الذين تمتَّعوا بقدرة مذهلة على التنبؤ؛ فملاحظاته الدقيقة حول الحياة الأوروبية الحديثة تُشعِرنا بأنها كُتبَت أمس، كما أن أعماله تنبَّأت بتطوراتٍ أساسية في مجالات التحليل النفسي، والفلسفة، وعلم الأديان، ونقدِ الثقافة الجماهيرية قبل أكثرَ من قرن. ويقدِّم هذا الكتاب طرحًا لافتًا عن «كيركجارد» بصفته مفكِّرًا ذا صلةٍ خاصةٍ بزماننا ما بعد الحداثي، ورجلًا أطلق ثورةً أثَّرت في العديد من الفلاسفة اللاحقين له، مثل «هايدجر» و«جاك دريدا». إن مفاهيم «كيركجارد» عن الحقيقة بوصفها «فعلًا» محولًا للذات، وطرْحَه المؤثِّر حول «الفرد الواحد»، يبدوان وكأنهما يخاطباننا خطابًا مباشرًا. وتشمل المقتطَفات الموجودة في الكتاب قراءةَ «كيركجارد» الكلاسيكية لقصة «إبراهيم» و«إسحاق»، ونظريتَه الثورية حول ذاتية الحقيقة، وتحليلَه الرائد للحياة البرجوازية الحديثة.