دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
«هل نحن جيل الثورة الشاملة؛ نعيش عصر الثورة نظرًا وعملًا، فكرًا وتنظيمًا؟ لا تعني الثورة هنا مجرد تغيير الهياكل الاجتماعية والأنظمة السياسية علنًا وسرًّا؛ فقد تم ذلك في الدعوة السابقة دون أن تحدث ثورة، ولكن هذه الدعوة تعني الثورة الشاملة التي تضم إنجازات الإحياء والإصلاح والنهضة والعقلانية والتنوير والعلم والتصنيع والتغير الاجتماعي.»
عانت الأمة من انقسامٍ مريرٍ إثر انقلاب ثورة ١٩٥٢م على نفسها، ومحاولة أطراف كثيرة السيطرة عليها. وبينما يحاول الشارع استعادة ثورته التي تكاد تُسرق منه، يحاول الفلاسفة النزول بأفكارهم إلى أرض الواقع؛ محاولين القضاء على الاغتراب الذي دائمًا ما يُتهم به أرباب الفلسفة. وهو ما قام به المُفكر والفيلسوف «حسن حنفي»؛ حيث حاول من خلال مقالاته في تلك الفترة إعادة الفلسفة من حالة الاغتراب التي تعاني منها وتبعدها عن الواقع الاجتماعي والسياسي. يطرح «حسن حنفي» تساؤلًا: متى تموت الفلسفة، ومتى تحيا؟ فالفلسفة ابنة عصرها؛ تحيا ما دامت تُعبر عنه، وتموت إذا ما انفصمت عنه. ولم ينسَ — وهو المُفكر الذي يُعيد قراءة التراث وفق مشروعه الفكري «التراث والتجديد» — أن يُقدم نموذجًا لقراءة النصوص الدينية قراءةً عصرية.