مقدمة إلى بيئة الإعلام الجديدة
في عصر العولمة أصبحنا نعيش في عالمٍ منقولٍ إعلاميًّا؛ إذ أتاح الإعلامُ الجديدُ الحريةَ فتجاوزْنا عصرَ النشرات الإخبارية الحكومية الموجَّهة وأصبحنا في عصر البرامج السياسية الساخرة. أصبحت التكنولوجيا الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مثل فيسبوك وتويتر، واقعًا يوميًّا يؤثِّر في حياة الجميع، وسهَّلت بيئة الإعلام الحالية المشارَكةَ السياسية والثقافية؛ فأصبح الجمهور صانع الحدث يتفاعل معه ويتابعه لحظةً بلحظة.
هذا هو الجانب الإيجابي، لكنْ ماذا عن المخاوف التي تُثيرها «بيئة الإعلام الجديدة»؟ ما حدود المسئولية الإعلامية؟ هل المحتوى الإعلامي ذو قيمة أم أنه يخضع لأهواء السوق؟ ما علاقة وسائل الإعلام بقضايا المساواة والتحيُّز؟ كيف يتحلَّى المواطن بالوعي النقدي؟ مَن يمتلك وسائلَ الإعلام الخاصة، ومَن يُسيطر عليها؟ ما الدور المنوط بالدولة في فرض الرقابة، وما مدى تعارُض هذا مع الحريات والديمقراطية؟ كيف نحمي أبناءنا في ظل الوجود المتزايد للتقنيات الإعلامية؟
للإجابة عن هذه الأسئلة، علينا أن نفهم «بيئة الإعلام الجديدة» ودورَها المتغلغل في حياتنا وكيف نتعامل معها؛ وهذا ما ستعرفه في هذا الكتاب.