الفصل العشرون
مشت الأم والأب بهدوءٍ عبر الغابة. كان وقعُ خطواتهما يتناغم مع إيقاع أصوات الغابة. كان ذراعَا الأب تؤلِمانه من حمْل وعاء السمكة الذهبية، لكنه لم ينطق بكلمة.
قالت الأم: «يُمكنني حملُ السمكة الذهبية إذا كنتَ مُتعَبًا.»
فتح الأب فمَه للاحتجاج عندما سمع صوتًا يقول: «دعْها تحملها عنك أيها العجوز. تلك طريقتها لإخبارك أنها لم تعُدْ غاضبة.»
أطبق الأب شفتَيه، ونظر إلى وعاء السمكة ثم إلى الأم. وقفت مُنتظرة، ويبدو أنها لم تسمع ما قالته السمكة. ناول الوعاء لزوجته. وقال: «متى استثقلتِه، يُمكنك إعادته إليَّ.»
قالت الأم وهي تُومئ برأسها: «يُمكننا أن نتناوب على حمله.»
كانت الأم تحمل وعاء السَّمك عندما حلَّ الليل ووصلا إلى منزلهما في القرية. لاحظ الجيران عودتهما، واحتشدوا جميعًا حولهما كما لو كانا يَبيعان الحظ السعيد. سألوهما: «هل عثرتما على مينلي؟ أين هي؟ من أين حصلتما على السمكة الذهبية؟»
هزَّ كلٌّ من الأم والأب رأسيهما نفيًا مرارًا وتكرارًا. وقالا: «لا، لم نعثُر عليها. لا نعرف أين هي. وقد حصلنا على السمكة الذهبية من بائع الأسماك الذهبية. لقد تبِعْنا آثار أقدامه ظنًّا منَّا أنها لمينلي.»
وأخيرًا قال الأب: «وقد قرَّرنا العودة والانتظار. فبعد أن تعثَّر مينلي على الجبل اللامتناهي، ستعود إلى المنزل.»
قال أحد الجيران: «ستنتظرانها! كيف ستَدَعان ابنتكما تبحث عن الجبل اللامتناهي؟ إنكما تائهان مثلها!»
قال الأب: «حاولنا العثور عليها، لكننا الآن لا نعرف أين نبحث. لذا، سننتظر»، ثم استرق النظر إلى الأم، التي زمَّت شفتَيها غيظًا من قول الجيران، إلا أنها لم تُخالفه الرأي. «نحن نثِق في مينلي. سوف تعود إلى المنزل.»
ثم دخلت الأم والأب منزلهما، تارِكَين وراءهما العديد من الجيران الذين يهزُّون رءوسهم استنكارًا. ووضعت الأم وعاء السمكة الذهبية على الطاولة، وبدأت في إعداد العشاء في صمت. هبَّ نسيمٌ عليل في ضوء القمر، فبدا وكأنما سكَبَه من النافذة المفتوحة ليُضيء به الوعاء وكأنه مصباح. نظر الأب إلى الأم بحذَر؛ فقد بدا وجهها مُرهَقًا، ولكن النسيم اللطيف الذي تَماوَج له الماء في الوعاء بدا وكأنما يبسط عبوس وجهها. وعندما نضج الأرز الذي يُشبِه في بياضه السُّحب، أمسكت الأمُّ عودَي الأكل وأطعمت السمكة من وعائها.