الفصل السادس والعشرون
في صباح اليوم التالي، استيقظت مينلي لتجد نفسها وحيدةً مدثَّرة ببطانيةٍ ثقيلة وثيرة. وعلى الرغم من أنها كانت مُستلقيةً على أرضية سرادق الحديقة، فقد استراحت في نومها، ولمَّا اعتدلت جالسةً أدركَت أن الفضل في ذلك ربما يرجع إلى الوسائد الحريرية التي كانت مُستلقيةً عليها. ألقى ضوء الشمس الناعم بظلال أوراق الشجر على وجهها، وأحدثت الرياح تماوُجاتٍ خفيفةً في البحيرة أمامها التي كان لونها يُشبه لون الطحالب. كانت الحديقة الإمبراطورية جميلة في النهار بقدْر ما هي في الليل.
كان بجوارها طاولة صغيرة عليها إبريق شاي صغير، ووعاء من عصيدة الأرز، وبعض من بيض الشاي. قالت مينلي في نفسها إنه الإفطار، ولكن قبل أن تمدَّ يدها إليه، رأت حقيبةَ سفرٍ صفراء من الحرير المُزركَش على الجانب الآخر منها. ووجدت مينلي داخل الحقيبة بطانيَّتَها البسيطة ووعاء الأرز المرسوم عليه الأرنب (بالإضافة إلى الإبرة وعود الخيزران)، وعودَي الأكل، وكميةً كبيرة من الكعك، واليقطينة المجوَّفة مملوءة بالماء العذب. وفوق كل ذلك، وُضِع الكيس المصنوع من خيوط الذهب الذي كان يحتوي على الورقة المُمزَّقة من كتاب الأقدار. أخذت مينلي الكيس وحملته بيدَيها.
قالت مينلي في نفسها إنها حازت الشيءَ المُستعار أخيرًا. أو على الأقل هكذا تمنَّت أن يكون.
هكذا، بعد أن تناولت وجبة فطور سريعة، غادرت مينلي السرادق بهدوء. كان جزء منها يميل إلى استكشاف الممرات المُزيَّنة بالفُسيفساء التي تمرُّ خلال أوراق الأشجار التي تُشبه ألوانها الأحجار الكريمة، لكنها كانت تعلم أن الأمر سيكون كارثيًّا لو اكتشف أحد مُستشاري الملك وجودَها. كانت تعلم أيضًا أن التنين ينتظرها بصبرٍ خارج المدينة. لذا، غادرت مينلي بحذَرٍ الحديقة وأسوار المدينة الداخلية من باب الملك السِّري.
حين خرجت مينلي من الحديقة، أدركت أن الوقت كان مُبكرًا جدًّا. فقد كانت المدينة الخارجية لا تزال نائمة، الأكشاك خالية، والمظلَّات مُغلَقة. وبسرعةٍ انطلقت مينلي تعدو نحو البوابة. واستطاعت أن تجتازها بمشقَّة؛ إذ اضطُرَّت لاستخدام قضيبٍ معدني وجدته على الأرض لرفْع القُفل وفَتْح أحد مِصراعَي الباب. لكنها لم تتمكن إلا من موارَبته، فاضطُرَّت لحشر نفسها خلاله لتخرج.
عندما سقطت على الأرض لاهثةً على الجانب الآخر من البوابة، صُدِمت لرؤية التنين نائمًا أمام الأسدَين الحجرِيَّين.
لم يستيقظ التنين إلا بعدما لَكزَته مينلي عدة مرات، وكاد تثاؤبه الصاخب أن يُصيبها بالذُّعر، لكنهما تمكَّنا من العودة إلى مَخبئهما في الغابة قبل أن يراهما أحد.
سألته مينلي: «ماذا كنتَ تفعل عند أسوار المدينة؟ كان من المُفترَض أن تبقى مُختبئًا!»
قال التنين: «كنتُ أحصل على الشيء المُستعار.»
قالت مينلي: «ماذا تقصد؟ لقد حصلتُ أنا على الشيء المستعار.»
وفي عجالة، حكى كلٌّ منهما للآخر عن مغامرته الليلية. حدَّق التنين في الصفحة المُمزَّقة من الكتاب، ونظرت مينلي إلى الخيط الأحمر في يده.
سأل التنين مينلي: «إذن أيهما هو الشيء المُستعار الحقيقي؟»
قالت مينلي: «أعتقد أن هذا سؤال آخر يجب أن نطرحه على عجوز القمر.»