الفصل الثامن والعشرون
هبَّت الرياح مُدوِّيةً فيما كانت الأم والأب يتناولان عشاءهما. كانت مصاريع نافذة منزلهما تُغلَق وتُفتَح بقوة فتهزُّ المنزل، وتذبذب ضوء المصباح. نظر كلٌّ منهما إلى الآخر وتوجَّها بصمت إلى النافذة.
قالت السمكة: «هناك خوف في الرياح؛ قلق عظيم.»
سألت الأم: «هل هي عاصفة؟»
نظر الأب إلى السمكة. وبدَورها حدَّقَت فيه بعينَين متَّسِعتَين.
قال الأب: «لستُ متأكدًا.»
أحنت الرياح أغصان الشجر بحدَّة وكأنما تهزُّها السماء. صرَّت الرياح مرةً أخرى، وهبَّ الهواء البارد بقوة إلى داخل المنزل. تماوج الماء في وعاء السمكة، وتأرجحت السمكة في الوعاء. وارتجف الأب والأم.
قالت الأم مُتلعثِمةً: «تُرى هل مينلي في الخارج في هذا …»
قال الأب: «لا آمُل ذلك.» وواصلت الرياح ضرب المنزل والأشجار بقوة، وبدت الأرض كلها كأنما ترتجف من صرخات الرياح. كان القمر هو الشيء الوحيد الساكن.
نظر الأب إلى الأم، فرأى شفتَيها تتحرَّكان دون صوت وهي تُحدق في القمر. أدرك ما كانت تفعله وحذا حذوها.
ناشد القمر بصوتٍ غير مسموع: «رجاءً، رجاءً اعتنِ بمينلي. رجاءً احفظها سالمة.»
ظل القمر ساطعًا.