الفصل الحادي والأربعون
قال التنين: «لا بد أنه جسرٌ يمتد إلى قمة الجبل اللامتناهي، وإلى عجوز القمر.»
وباستخدام أوتاد الخيزران المربوطة فيه، ثبَّتَت مينلي والتنين طرف الجسر في الأرض. كان الجسر يمتدُّ أمامهما إلى ما وراء ظلمة الليل، ويهتزُّ في ضوء القمر.
حدَّقت مينلي في الجسر الشاسع الطول، المتدلي من السماء كشبكة عنكبوت حمراء رقيقة. وقالت: «لا أعتقد أنك ستتمكن من تسلقه.»
نظر التنين أيضًا إلى الجسر المُقعَّر بحباله الهشَّة. وقال: «لن يسعني، وأشك أنه سيتحمل وزني.»
قالت مينلي: «حسنًا، ربما يكون سحريًّا، مثل الخيط. فلتحاول.»
وضع التنين قدمًا واحدة على جسر الحبال. ولكنَّ الحبل أنَّ حين شعر بثقله، وبدأت أوتاد الخيزران تُقتلع من الأرض. بسرعة، تراجَع التنين.
وقال بتروٍّ: «أعتقد أنه ليس مُقدَّرًا لي مقابلة عجوز القمر.»
نظرت مينلي إلى عينَي التنين المُطرِقتَين، ورأت أثر سنوات من الحزن والإحباط في وجهه. احترقت الدموع في عينيها وهي تتذكر رحلتهما الطويلة التي انتهت بخيبة أملِه تلك.
قال التنين ببساطة: «ليتني أستطيع الطيران.»
قالت مينلي وهي تُغالب دموعها: «ستفعل. الجسر كبير وقوي بما يكفي بالنسبة لي. سأطرح على عجوز القمر سؤالك وأعود.»
أشرق التنين بالأمل. وسأل: «حقًّا؟ هل ستفعلين ذلك؟»
أومأت مينلي برأسها. وقال التنين: «سوف أنتظرك هنا. لن أتحرك حتى تعودي. وعندما تُخبرينني بما قاله، سأطير بك إلى ديارك وإلى أُسرتك.»
قالت مينلي مُبتسِمةً: «إذَن من الأفضل أن أذهب»، لكن ابتسامتها تلاشت وهي تنظر إلى الجسر أمامها الذي بدا وكأنه يمتدُّ إلى العدم.
كرَّر التنين: «سأنتظرك هنا.»
أومأت مينلي برأسها، والتقطت نفسًا عميقًا. ثم صعدت بحذَر على الجسر المنسوج من الحبال مُمسِكةً بالحبلين الجانبِيَّين لضبط توازُنها، وبدأت تسير.