ملاحظة المؤلفة
في سنِّ الحادية عشرة، كنتُ قد أهملت تمامًا تُراثي الآسيوي. لكن أُمي الحكيمة، التي كانت تعلم أن تعريضي قسريًّا لتلك الثقافة بأي صورة من الصور سيؤدي إلى نبذي لها، تركت في صمتٍ بضعةَ كُتبٍ تتضمن حكاياتٍ شعبيةً وقصصًا خيالية صينية على رفِّ الكتب. ولمَّا كنتُ لا أستطيع مقاومة إغراء مُطالعة أي كتاب جديد، بدأتُ أقرؤها بهدوء.
في البداية شعرتُ بخيبة أمل. فالترجمة من الصينية إلى الإنجليزية جعلت القصص ركيكةً للغاية، وفي بعض الأحيان غامضةً وصعبة الفهم. إذ كادت تخلو من أي تفاصيل أو وصف، وكان أفضل وصف لرسوماتها البسيطة هو أنها رسومات أوَّلية.
لكنني تدريجيًّا بدأتُ أتغاضى عن هذه العيوب. فحتى في أكثر التراجم افتقارًا إلى هذه العناصر، كان لتلك القصص الخالدة سِحرها الخاص؛ لذا بدأتُ أُضيف إليها تفاصيلي الخاصة. وتجاوز خيالي الأُسَر الحاكمة والعناصر التاريخية، فملأت القصص بصوري الخاصة وتفاصيلي الخيالية.
وبمرور الوقت، بدأتُ أتقبَّل جذوري. وزُرتُ هونج كونج وتايوان والصين، وانغمستُ في الثقافة الرحبة لتلك البلاد؛ فدبَّت الحياة مُجدَّدًا في القصص التي قرأتُها وتخيَّلتها. لكنها لم تزَل تَحيد عن مسارها الأصلي مُتأثِّرةً بحساسياتي الأمريكية الآسيوية. ووجدت نفسي أستمتع باستخدام التورية المعتمِدة على الألفاظ المتجانسة التي تُعَدُّ أحد التقاليد الصينية، لكن باللغة الإنجليزية. وابتكرتُ حبكاتٍ لأساطير مكوَّنة من جملةٍ واحدة، وألَّفتُ أحداثًا تاريخية لشخصياتٍ أسطورية مُبهَمة، وتصوَّرتُ بطلتي المُفعَمة بالحيوية فتاةً صينية مُتحرِّرة من القيود الثقافية الموجودة في الواقع.
هذه هي القصص والشخصيات التي تُشكِّل رواية «حيث يلتقي الجبل والقمر». فهي روايةٌ خيالية مُستوحاة من الحكايات الشعبية الصينية التي لَطالَما سحَرَتني في مرحلة شبابي، والأرض والثقافة اللذين لا يزالان يبهراني في سنواتِ نُضجي. وآمُل أن تستمتعوا أنتم أيضًا بهذا السحر.