مصر النور والأمل
من يعشق مصر يَرَ فيها نور عينَيه ونور أصغرَيه .. ومن يَرَ النور تمتلئ حياته بالأمل …
مصر قبس العروبة ونور المشرقَين، وهادية الأمم وقبلة العالم، ومحط أنظار الدنيا والعالمين …
فمن مصر خرجت الحكمة .. والحكمة نورٌ قوي، ونورٌ فكري .. نورٌ عقلي مصدره العقل الحكيم والفكر السديد والإدراك السليم.
من مصر خرجت العبادات والأديان .. فمنها خرج أول من وحَّد الأديان وآمن بالإله الواحد قبل ظهور الرسل والأنبياء وقبل انطلاق الرسالات السماوية، تعلن قوة الرحمن والواحد القهار.
من مصر خرجت العلوم السنية وانتشرت في ربوع الأرض الفسيحة، وتعلم الناس ما لم يعلموه من كيمياء وفيزياء وفلك وحساب وهندسة ومعمار وبناء وطب وقانون وفنونٍ حربية وملاحة وصناعة وزراعة .. تعلموا الكتابة والقراءة والرسم والتصوير والنقش.
تعلموا التعدين والبحث عما تخبئه الأرض في جوفها .. ولعل بناة الأهرام خير دليل على جبروت المهندس المصري الفرعوني من دون مهندسي العالم طُرًّا.
من مصر خرجت القيم والمثل العليا .. وراحت مصر تضرب للعالم أروع أمثلة الفداء والتضحية والصبر والجلد والديمقراطية .. وتعلم الناس في كافة أنحاء الأرض ما لم يكن لهم أن يعلموه، لو لم نكن لهم نحن النور والقبس والمنبع المضيء المنير والهادي والموجِّه …
ومصر الأمل لا تقلُّ روعة عن مصر النور .. فقد وُلد الأمل في مصر .. ومصر هي أم الأمل ووالدته .. ومنشئته ومربيته، وراعيته وساقيته.
وأمل مصر لا حدود له .. الأمل في المستقبل المشرق العامر بالخير .. الفائض على الحد، المتمثل في الجود الإلهي بما لأرض مصر من إخصاب لا ينضب، وبما لنهر مصر من طول لا يقل ولا يقصر .. ومن فيض لا يجفُّ ولا يجدب .. وبما لهواء مصر من نقاء وصفاء .. وبما لشمس مصر من إشراقٍ دائم ونورٍ ساطع ودفءٍ عظيم وإبداعٍ نادر الوجود، لا نظير له في أية بقعةٍ أخرى من بقاع الأرض.
ينحصر أمل مصر في توثب شبابها ورجالها العامرين بالإيمان، والمتسلحين بالعلم والثقافة والحنكة والممارسة .. والممتلئين حيوية ونشاطًا، وحبًّا وطنيًّا لا حد له ولا نهاية.
أبقاكِ الله يا مصر، منارة ونورًا ونارًا وأملًا على الدوام وإلى أبد الآباد.