أزمة الجنس في القصة العربية
«ورغم أن أزمة الجنس من أكثر أزمات الفرد والمجتمع الْتِواءً وتخفِّيًا في التعبير عن نفسها … فإن القصَّة العربية الحديثة ظلَّت بمَنأًى عن معالجة هذه الأزمة من خلال أدواتها الخاصة بها؛ وذلك لاقتصار مناقَشتها لموضوع الجنس على الظاهرة الاجتماعية، أو الصراع بين القِيَم الروحية.»
جمع «غالي شكري» في هذا الكتاب بين الناقدِ الذي يَدرس العمل الفني من الداخل، مهتمًّا ببنائه بوصفه تركيبًا عضويًّا ينمو ويتطوَّر من خلال حركة دينامية متطوِّرة؛ والباحثِ الذي يَدرس العمل الفني من الخارج وعوامل تكوينه ودوافعه والتيارات المؤثِّرة فيه؛ ولذا فقد جاءت دراسته لموضوع العلاقة بين المرأة والرجل في القصَّة العربية شاملةً وافية؛ إذ ركَّز فيها على شكل تلك العلاقة في كلٍّ من القرية والمدينة من ناحية، وشكلها بين المجتمعات المختلفة من ناحية أخرى، مسلِّطًا الضوءَ على الطريقة التي تناوَل بها الأدباءُ تلك العلاقة، ومتتبِّعًا مراحلَ تطوُّرها؛ بدايةً من «محمد حسين هيكل» وراويته العربية الأولى «زينب»، مرورًا بأدباء كثيرين مثل: «نجيب محفوظ»، و«إحسان عبد القدوس»، و«محمود البدوي»، ورائدَي القصَّة القصيرة «يوسف إدريس» و«يحيى حقي».