البَاز واللَقْلَق
قنصَ البازُ قُنْبُرَه
وعلا البِشْرُ مَنْظَرَهْ
فانبرى لَقْلَقٌ له
ورمى الباز بالشَّرَهْ
قال: أطلق سراحها
تُأْتَ برًّا وَمَأْثَرَه
صوتها ساحر فلا
تحرم الناس مصدره
ضَعفها ظاهرٌ وفيـــ
ــــك صِيَالٌ وَمَقْدِرَه
فاحْبُها نعمة الحيا
ة جميلًا فتَشْكُرَه
•••
هَزِئَ البازُ قائلًا:
سيدي! ألفُ مَعْذِرَه
غير أني تُرِيبني
فِعْلَةٌ منكَ مُنْكَره
ضِفْدَعٌ بين مِخْلَبَيـــ
ــــك تَزُجِّيه كالكُره
ضَعْفُهُ ظَاهِرٌ، وفيــــ
ــــك صِيَالٌ وَمَقْدِره
فاحْبُهُ نعمة الحيا
ة جميلًا فيشكره
إن للخير إن أَرَدْ
ت طريقًا مُيَسَّرَه
فافعلِ الخيرَ بَادِئًا
ثُمَّ لُمْنِي على الشَّرَه
•••
كم خطيبٍ على المكا
رم قد حَثَّ مَعْشَرَه
إن رأى ناكبًا عن الخيــــ
ــــر لَحَاهُ وَعَيَّرَه
هَنَوَاتُ الوَرَى يَرا
ها ذُنُوبًا مُكَبَّره
ثم يُلفي ذنوبه
هَنَوَاتٍ مُصَغَّره
مثل هذا منافقٌ
جعل النُصح مَتْجَره
نُصْحُهُ كلُّه خدا
عٌ وَغِشٌّ وَثَرْثَرَه!