خاتمة
عادةً ما أرى حفلات البث المباشر مثيرةً للغاية بسبب الحماس الذي تنشره بين الجماهير وعلى خشبة المسرح، وهذا هو جانبي المُفضَّل في العمل.
بما أنني بدأتُ الكتابَ بأفكار من بروس سبرينجستين، أظنُ أن من الأفضل أن أختمه ببعض كلماتٍ من إلفيس بريسلي. لم يرث إلفيس بريسلي أيَّ جمهور؛ فقد وُلِدَ في توبيلو بميسيسيبي، البعيدة كلَّ البعد عن أي مسرح. نجح إلفيس بريسلي وأصبح ملك الروك آند رول بسبب موهبته وإصراره وجماهيره الوفية، الجماهير التي أظهرت له شحناتٍ هائلة من الحماس في كل مرة اعتلى فيها المسرح.
لا تزال الجماهير مصدرًا للحماس في الوقت الحالي، وهم مستعدون لتوليد كل الطاقة التي تحتاجها شركتك لتزدهر. والتحدي الذي يواجهك — ويواجه كلَّ مسوق في عصر التسويق الهجين — هو النزول عن المسرح كل ليلة مع «باحثين» و«مُرَوِّجين» و«منتسبين» أكثر مما بدأت بهم. ويمكنك القيام بذلك عن طريق تنفيذ كل مبدأ وارد في «حتمية الجمهور».
لا تستخدم وسائل الإعلام المدفوعة والمملوكة والمكتسَبَة للبيع على المدى القصير وحسب، ولكن أيضًا لزيادة حجم جمهورك الخاص وزيادة ارتباطه بك وقيمته على المدى الطويل.
ثمة جماهير خاصة تتطلع الآن إلى التواصل مع علامتك التِّجارية، وهم يريدون راحة البريد الإلكتروني، والصداقة العاطفية الحميمة لفيسبوك، وسَبْقَ المعرفة من تويتر. ويكافئون العلامات التِّجارية التي تخدمهم وتحترمهم وتقدِّم لهم ما يريدون، وتفاجئهم وتسعدهم بالولاء الذي يدر عليها الأموال (وهذا يتجاوز المنطق في بعض الأحيان). هذا ليس عصر تسويق دون درابر، إنما هو عصرنا نحن. وقد حان وقت إعادة هيكلة أهدافنا واستراتيجياتنا وتسويقنا من أجل خدمة «مَلِكِنا» الجديد: المستهلك المتواجد دائمًا على وسائل التواصل الاجتماعي، المتصل بالإنترنت على الدوام، صاحب القدرة الدائمة على التنقل.